طلال السعيدقصة الوكالة من دون بواب تبدأ من منح من يستحق، ومن لايستحق، لقب فضيلة الشيخ، وتنتهي عند صندوق الإذاعة، حيث توزع الهبات، فمن يستمع الى إذاعة القرآن الكريم من دولة الكويت، ويحرص كل الحرص على متابعة ما يذاع فيها، يسمع العجب العجاب، فقد وصل الامر عندهم الى الحد الذي يبحثون فيه عما يملأ ساعات البث، باي طريقة كانت، فهذا المذيع الذي ينقل صلاة الفجر يخطئ اخطاء فادحة في قراءة الأحاديث النبوية، ورغم ذلك يسلم له هواء الإذاعة، ولا يتابع ولا يؤاخذ!بالأمس حلقة كاملة من برنامج "الأمثلة بالقرآن الكريم" يقارن فيها مقدم البرنامج بين عبادة الله عز وجل، وعبادة الآلهة او الأصنام، متناسيا ان عبادة الأصنام انتهت منذ بزوغ فجر الاسلام على جزيرة العرب، ومع ذلك يصر مقدم البرنامج على ان يوضح لنا ان عبادة الخالق عز وجل هي الأصح، والمؤسف انه امام في وزارة "الاوقاف"، ولو أنه اتعب نفسه، وبحث عما هو أفضل، وأكثر فائدة في هذا الشهر الفضيل، بدلا من الحديث عن عبادة الأصنام، وكأننا في الجاهلية!
اما بعض ضيوف برامجهم الذين يستضيفونهم على الهواء مباشرة، فبعضهم من المغالين الذين يحملون الفكر التكفيري، والبعض الاخر من المنتمين لاحزاب تم تصنيفها على انها جماعات ارهابية، ورغم ذلك تفتح لهم ابواب إذاعة القرآن الكريم!اما صلاة الفجر فتنقل من مساجد أئمتها وافدون، وكأن ليس هناك إمام كويتي واحد يؤم المسلمين وتنقل الصلاة من مسجده مع الاسف الشديد.والمؤسف حقا انهم لايعرفون أوقات الذروة، ونعني بذلك ارتفاع نسبة المستمعين، مثل وقت انصراف الموظفين، او خروج الناس بعد صلاة العصر لقضاء حاجاتهم، وفي هذا الوقت لا بد من بث برامج تجتذب المستمعين، وتنمي الروح الوطنية فيهم، في هذا الوقت العصيب، فكلنا نعرف ان حب الوطن من الإيمان، لكن هذا المفهوم لا يطبق في إذاعة القرآن الكريم، ففي الوقت الذي تكثف اميركا وجودها في المنطقة، وتنقل أسطولها الى الخليج العربي، يتحدث فيه الشيخ الفاضل عن عبادة الأصنام وكأننا في عصر الجاهلية، بينما الواجب ان يكون الحديث عن التفاف الشعب حول القيادة، وتحصين الجبهة الداخلية، ونبذ الخلافات من اجل الصالح العام، وقد كنت أتمنى لو استمعت من هذا الشيخ، او ذاك، الى حديث عن نعمة الامن والامان، ووجوب المحافظة عليها، واهمية الاستقرار بدلا من الحديث الطويل عن عبادة الأصنام!مشكلة مسؤولي الإذاعة انهم لا يعرفون أهميتها، وبالتالي لا يسمعون ما يذاع فيها، والبعض يتصور انها تبث قراءات للقرآن الكريم باصوات مختلفة فقط، متناسيا دورها المهم جدا بالتثقيف والإرشاد، وتنمية الروح الوطنية بين المواطنين، المهم ان الهبات توزع على هيئة مكافآت، والبث مستمر من دون احترام لعقول المستمعين، ومن دون رسالة وطنية تحض على حب الوطن، والتفاني من اجله من واقع الكتاب والسنة، وهذه قصة الوكالة التي ليس لها بواب...زين.