عواصم - وكالات: أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" شون روبرتسون أمس، انه تقرر تمركز بضع مئات من الجنود في سورية مقسمين بين المنطقة الآمنة التي يجري التفاوض بشأنها في شمال شرق سورية، وبين القاعدة الأميركية في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن.وقال إن "بضع مئات من القوات الأميركية تتمركز في شمال شرق سورية كجزء من قوة متعددة الجنسيات، وبشكل منفصل، ستحتفظ الولايات المتحدة بوجود لها في قاعدة التنف بالجنوب".وأضاف أنه "ستتكون قوة المراقبة والرصد متعددة الجنسيات في المقام الأول من دول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين سيمنعون إلى جانب القوات الأميركية، عودة ظهور تنظيم داعش والحفاظ على الاستقرار في سورية".وأوضح أنه "بينما سيبقى عدد قليل من القوات في شمال شرق سورية، سيستمر الانسحاب بطريقة منسقة".وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في وقت سابق أول من أمس، إن قراره بالإبقاء على عدد محدود من القوات في سورية لا يعني تغييراً بشأن إعلانه سحب القوات الأميركية الموجودة هناك، وعددها ألفي جندي، معتبرا أن الإبقاء على قوة بسيطة "سيضمن أن داعش لن ينشأ من جديد".وأوضح أن "الـ2500 جندي الذين كانوا في سورية سيذهبون الى أجزاء أخرى من العالم، وقد يكون ذلك إلى العراق، حيث لدينا قاعدة قوية".ورحبت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بإعلان واشنطن إبقاء 200 جندي أميركي في سورية، مشيرة إلى أن ذلك سيحمي منطقتهم وقد يشجع دولا أوروبية على أن تبقي قواتها أيضاً.من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أول من أمس، إنه يثق في أن حلفاء بلاده سيتحملون مسؤولياتهم في سورية، بعد أن أعلنت واشنطن أنها ستُبقي على مئات من الجنود هناك. بدوره، أعلن السيناتور الأميركي غراهام أن خطة ترامب بشأن الانسحاب من سورية تهدف إلى الدفع باتجاه نشر نحو ألف جندي أوروبي في ذلك البلد.في المقابل، نقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء أمس، عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله لمسؤولين في "بنتاغون"، إنه ينبغي ألا يكون هناك فراغ أثناء انسحاب القوات الأميركية من سورية.
وأضاف "قمنا بتذكير شركائنا بأنه ينبغي ألا يكون هناك أي فراغ في السلطة بأية حال أثناء الانسحاب"، مشيراً إلى أنه كرر دعوته إلى خروج مقاتلي "قسد" من "المنطقة الآمنة"، التي تريد تركيا السيطرة عليها. واجتمع وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان مع اكار أول من أمس، بهدف "تأكيد" أهمية العلاقة الدفاعية بين البلدين.وذكرت "بنتاغون" في بيان، أن الجانبين ناقشا مجموعة واسعة من القضايا الدفاعية بما في ذلك العمليات العسكرية لهزيمة "داعش" في سورية، مشيرة إلى أنهما "اتفقا على مواصلة التعاون لتحقيق الاستقرار والأمن في شمال شرق سورية".وقال اكار "بصفتنا حليفين وشريكين ستراتيجيين فإنه يجب أن نواصل التعاون الوثيق في حربنا ضد كل أنواع الإرهاب".وأضاف "سنشارك تصميمنا على مكافحة جميع المنظمات الإرهابية بما في ذلك حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والكيان الموازي وداعش وغيرها".على صعيد آخر، أعلنت تركيا أمس، أن الولايات المتحدة وافقت على إتمام "خريطة طريق منبج".وقال أكار "رأينا أن الجانب الأميركي ينظر بإيجابية أيضاً حيال إجراءاتنا في هذه المسألة، ووافقوا على عدم تأخير خريطة طريق منبج، واستكمالها في أقرب وقت، وقالوا إنهم سيدرسون هذا الأمر".إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للإغاثة أول من أمس، أن الأشخاص الذين يفرون من الجيب الأخير لـ"داعش"، "جائعون" ويحتاجون إلى "علاج طبي عاجل"، محذرة من وفيات جديدة بين الأطفال.وقالت المسؤولة في اللجنة إن "الآلاف الذين وصلوا، بحاجة عاجلة للمياه والطعام والعديد منهم لعلاج طبي عاجل"، مضيفة إنهم "يعانون من الجوع والعطش".