بغداد - وكالات: أعلنت الولايات المتحدة، أمس، تعليق جميع شحنات الأسلحة والذخيرة الأميركية لقوات الأمن العراقية.وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأميركية برايان براكنز، في رسالة إلكترونية لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إن "الشحنات تشمل قطع غيار وصواريخ لأسطول العراق من طائرات أف 16"، مضيفاً إن "تسليم الأسلحة سيستأنف عندما تكون الأوضاع في العراق آمنة بما يكفي، وعندما تكون البيئة في العراق آمنة بما يكفي لاستئنافها".وكان قد تم توقيع صفقة بقيمة 1.8 مليار دولار في مايو العام 2016، على صواريخ "سايدويندر" و"مافيريش"، وأسلحة أخرى للعراق.وفي السياق، أفاد مصدر عسكري عراقي، بأن "طائرات أف 16 العراقية توقفت عن طلعاتها الجوية بعد انسحاب الخبراء الأميركيين من قاعدة بلد الجوية".وقال إن" تشغيل الطائرات يتم بصورة كاملة، بموجب شروط التعاقد، بواسطة الخبراء والفنيين الأميركيين، فضلاً عن عمليات الصيانة والتوجيه باستثناء طواقم القيادة التي تتم عن طريق طيارين عراقيين جرى تدريبهم في الولايات المتحدة".وكان نحو 600 من الخبراء والفنيين الأميركيين غادروا القاعدة بعد تصاعد وتيرة التهديدات بين أميركا وإيران أخيراً، قبل أن تعلن مصادر أميركية أمس، عن إجراء تحصينات دفاعية جديدة في القاعدة.على صعيد آخر، ناقش وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ليل أول من أمس، هاتفياً، مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الهجوم الصاروخي الذي وقع الأحد الماضي، على السفارة الأميركية في بغداد.وشدد بومبيو في تغريدة على حسابه في "تويتر"، على أن "الهجوم اعتداء صارخ على السيادة العراقية"، مضيفاً إنه أكد لعبدالمهدي "ضرورة اتخاذ العراق خطوات فورية لحماية منشآتنا الديبلوماسية وفقاً للقانون الدولي".وقال إنه عبر عن غضبه لعبدالمهدي من استمرار هجمات ميليشيات مدعومة من إيران على منشآت أميركية ببغداد، مطالباً العراق بـ"الحفاظ" على سيادته بمواجهة "هجمات" ايران.من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، إن "بومبيو اعتبر أن مهاجمة السفارة الأميركية كانت محاولة لتحويل الانتباه العراقي والدولي عن القمع الوحشي من قبل إيران وعملائها للمتظاهرين العراقيين السلميين".بدوره، أكد عبدالمهدي، في بيان، أهمية التهدئة في المنطقة، معرباً عن إدانته الهجمات التي استهدفت السفارة الأميركية، وتعهد بتعزيز الحماية العراقية لها.وشدد على "أهمية احترام الجميع لسيادة العراق وقراراته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية"، مشيراً إلى أن "بومبيو أبدى استعداد بلاده لإجراء محادثات جدية بشأن تواجد القوات الأجنبية في العراق والتعاون لتحقيق السيادة العراقية".وفي سياق آخر، بحث رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان أمس، مع السفير الأميركي ماثيو تولر في نتائج التحقيق في الهجوم المتكرر على مبنى السفارة الأميركية في بغداد.من ناحية ثانية، دان مندوبون من 16 دولة في العراق، بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، في بيان مشترك، أول من أمس، استخدام قوات الأمن والجماعات المسلحة للقوة المفرطة، وطالبوا بإجراء تحقيق يعتد به في مقتل المئات منذ أكتوبر العام 2019.وقال المندوبون، إنه "رغم تأكيدات الحكومة، تواصل قوات الأمن والجماعات المسلحة استخدام الذخيرة الحية في بغداد والناصرية والبصرة، فيما يواجه بعض المحتجين الترهيب والخطف".وعلى صعيد التظاهرات، تجمع متظاهرون في مدينة بابل عند جسر التربية تضامناً مع أصحاب الخيام في ساحة الحبوبي بعد إحراقها خيامهم، حيث أعاد المتظاهرون نصب خيام جديدة للاعتصام في الساحة.ولوح متظاهرو النجف في بيان، بأنهم سيتجهون لخطوات تصعيدية إذا لم ينفذ رئيس الجمهورية والبرلمان عدداً من المطالب، ومنحوا السلطة الحاكمة مهلة تنتهي السبت المقبل، لتنفيذ مطالب المحتجين.وفي البصرة، شهدت المحافظة هتافات ليلية دعماً لمتظاهري محافظة ذي قار بعد اعتداء ميليشيات عليهم.وفي بغداد، أعلنت قيادة عمليات بغداد، في بيان، أمس، إصابة سبعة من عناصر الشرطة بهجوم قرب إحدى ساحات الاحتجاج وسط العاصمة، فيما رفع متظاهرو ساحة التحرير، شعار الأمم المتحدة فوق المطعم التركي، الذي يعد رمز الحراك الشعبي.من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني أمس، بأن عميداً متقاعداً واستاذاً جامعياً قتلا في هجومين منفصلين ببغداد.وفي الديوانية، أغلق محتجون أمس، عدداً من الدوائر الحكومية والمصارف.إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ليل أول من أمس، أن اختيار حكومة جديدة قوية مدعومة من القوى السياسية تكون قادرة على تلبية المطالب تأتي كخطوة مهمة لحل الأزمة الحالية، فيما أشار إلى أن قطع الطرق وتعطيل الدوام يضر بالمصلحة العامة ويسيء للمتظاهرين.من ناحية ثانية، قدمت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، باقة ورد للمرجع الشيعي في العراق علي السيستاني مع تبريكاتها وتمنياتها بالشفاء التام له، وذلك بعد نجاح عمليته الجراحية أخيراً، مضيفة إن "صوتكم هو صوت العقل وحكمتكم مهمة للغاية".

أحد المتظاهرين يحمي رأسه بغطاء خلال الاشتباكات مع قوات الأمن في بغداد (أ ب)