الأربعاء 02 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الوَدِيعُ يُظْلَمُ ويُستغلُّ

Time
الخميس 13 يوليو 2023
View
13
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يوجد على ما يبدو نزعة وميل شبه فطري لدى بعض الظلمة والمستغلين من الناس الى ظلم واستغلال من يعتبرونه إنسانا وديعا، أو مسالما، أو رقيق القلب، وبخاصة من هو لطيف بإفراط، اذ لا يبدو أن وداعة النفس، ودماثة الخلق، ولين الطبع بإسراف توفر حماية فعّالة بالنسبة للوديع، لا سيما إذا وجد نفسه في بيئة تشيع فيها سلوكيات وتصرفات القسوة، والأنانية الهمجية في التعامل مع الآخرين.
ومن بعض الأسباب التي يمكن أن تجعل الوديع فريسة سهلة بالنسبة للبعض، وكيفية الشفاء والتعافي من مرض الوداعة المبالغة، نذكر ما يلي:
-أسباب ضعف الوديع: يميل الانسان الى الانغماس في الوداعة المتجاوزة للحد المعقول عندما يضعف تقديره لذاته، وعندما يقل احترامه لنفسه، ولا يعرف ما هي حدوده الشخصية التي لا يجب على الآخرين تجاوزها، وعندما تضعف ثقته بنفسه لأسباب، نفسية أو جسدية أو اجتماعية.
ويصبح الفرد شاطًّا في وداعته، وربما يسهل ظلمه واستغلاله لاحقًا إذا تعرّض صغيرًا لتربية أسرية فاشلة على يد أبوين غشيمين في مهاراتهما الاجتماعية.
وربما بسبب اختلاط الوديع بمن يشابهه وانعزالهم عن الواقع الاجتماعي، وبالتالي فقدانهم للمهارات الاجتماعية الضرورية، ولسبب تشوش أفكار الوديع عن أولوياته وحقوقه الأساسية، ولظنه أحيانًا أنّ تنازله عن حقوقه وعدم حمايته حدوده الشخصية تمثل نوعًا من الإيثار.
ولظنّه كذلك أنّ لطافة طبعه ودماثة خلقه هي علامات على تواضعه، وبالطبع هي عكس ذلك تمامًا.
-الشفاء والتعافي من الوداعة المفرطة: يبرأ الوديع من مرض الوداعة المفرطة عندما يبدأ يتناول الحياة بشكل جاد وملتزم، وعندما يحرص على معرفة ما هي حقوقه بالضبط، وماهي حدوده في مقابلة الآخرين، وما لا يمكن لهم انتهاكه في حياته الخاصة، أو أثناء تفاعله معهم.
فالوديع الليّن بسذاجة لا يحصل على شيء إطلاقًا، ويكون غالبًا من الخاسرين في منافسات ومعارك الحياة.
ومن أسباب الشفاء والتعافي من مرض الوداعة المبالغ فيها هو عدم التقصير في الالتزام المستمر بتطوير الشخصية، واكتساب كل مهارة فعّالة تجعل الانسان اليوم أقوى شكيمة، وأكثر احترامًا لذاته من الأمس.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار