الى أعضاء الحكومة والمجلس

الشيخ علي الجابر الأحمد

يحضنا ديننا الاسلامي على رفض الشماتة، كما يحضنا على ان الابتسامة بوجه اخيك المسلم صدقة، وغيرها من تعاليم ديننا العظيم، وجميعكم يعرف ذلك وأكثر.
لذلك عليكم نسيان ما فات، والتركيز على ما هو آت لنهضة الكويت، واللحاق بمن سبقونا، وأحسنوا الظن ببعضكم، ولتكن كلمتكم سواء لمصلحة هذا البلد المعطاء من دون التفكير بالمصالح الخاصة ليتفاءل ناخبوكم بكم، وشعب الوطن بحكومته، وتلك امانة صونوها واحفظوها لينجح الجميع، متمنين من الله عز وجل ان يسدد على دروب الخير خطاكم.

***

خالف تعرف
من السهل جداً ان تكسب رضا من تريد، ومن الاسهل ان تكسب تعاطف جميع الاطراف عندما تطالب بتحقيق كل ما يتمناه المواطن، وبهذه الحالة كسبت رضاهم ومحبتهم من دون ان تخسر شيئاً.
لكنك في المقابل نسيت ولاءك لوطنك، فلا يمكن ان ترضي الوطن والبشر بكل الامور، فلا بد من اعطاء الاولوية لمن يستحقها، والوطن لا يتقدمه بالترتيب الا الله سبحانه وتعالى، لذلك استغرب من مطالبة بعض المواطنين بطلبات لا تتفق والمصلحة العامة اللهم لكسب الثناء والمديح من فئة محدودة، تعاني من تطبيق القانون عليها، فلا تجعل نفسك احد من هم تحت تعريف خالف تعرف لتزيدهم عدداً.

***

العهد الماضي
العهد البائد تسمية تتردد من القلة من البشر التي لا اتفق معها عليها بسبب ان لكل عهد، وله ظروفه واحداثه، ولكل عهد مزاياه ومساوئه، فنحن في بلد يعيش فيه الملايين من البشر وحالنا كحال غيرنا من بلاد العالم، فهناك امور تحدث بهذه السنة قد لا تحدث في السنة التي تليها، ولكل فعل ردة فعل تواجهها من الحكومة، سواء بالقوانين او المراسيم، او شغب الشارع وهكذا،
ولايعني أننا ننكر بعض المشاهد والاحداث المؤثرة في الماضي، القريب والبعيد ايضا، ومن المحتمل في المستقبل، لا سمح الله.
ومثلما تعايشنا مع المزعج منها، تعايشنا ايضا مع الاخبار والاحداث المفرحة، والحدثان وارد حصولهما في جميع الدول مادامت الحياة سارية، ورؤساء الدول بشر يجتهدون لمصالح شعوبهم، ومنهم من يصيب، ومنهم لا يسعفه اجتهاده بسبب مستشاريه، لذلك علينا ان نسمي الاشياء بمسمياتها، والتسمية الصحيحة هي العهد الماضي، او العهد السابق، لانها اكثر واقعية واخلاقية من العهد البائد.
وسؤالي لكل من يستخدم مسمى العهد البائد: هل تقبل ان يطلق ابناؤك على عهدك العهد البائد لعدم قبولهم بعض قراراتك؟
وايضا من الاستحالة ان يجتمع اي من شعوب العالم على رضا ومحبة رئيسهم.