الاثنين 15 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الياباني "Like Father, Like Son" أحداث مشوقة ومعقدة عن النسب والدم

Time
الأحد 20 يناير 2019
السياسة
عرض في مجمع البروميناد بحولي ضمن فعاليات مهرجان "القرين"، الفيلم الياباني "Like Father, Like Son"، وقدمه الناقد السينمائي عماد النويري، متطرقًا إلى أهم المحطات في السينما اليابانية. من جهته عقب الكاتب الأردني مخلد بركات على الفيلم، الذي نال جائزة "لجنة التحكيم الخاصة" من مهرجان "كان" السينمائي.واستهل بركات حديثه بالقول: إن الفيلم للمخرج هيروكازو كوريدا، إنتاج العام 2013، وبطولة ماساهارو فوكوياما، ويمكن ترجمت عنوانه إلى "الابن سر أبيه"، ويتناول قضية النسب والدم، عندما تكتشف عائلتان أن ابنيهما تبدلا في المستشفى عقب الولادة، فهل الأبوة والأمومة أمر فطري أم مكتسب؟ تبدأ الأحداث عندما تكتشف عائلة المهندس المعماري "نانوميا" التي تعيش في بحبوحة من العيش، أن "كيتا" ليس ابنهما عقب إجراء تحليل الحمض النووي DNA أثناء بداية العام الدراسي، وبعد العودة إلى المستشفى يكشتف الأبوان ان ابنهما الحقيقي يعيش مع أسرة فقيرة ومتواضعة حياة صعبة من الناحية المادية، لكنها لا تخلو من الحب والحنان. وقال بركات إن أسلوب كوريدا أقرب إلى الواقعية التسجيلية، وأغلب الكادرات ظهرت مغلقة، وهناك صمت في الخلفية، والموسيقى ذات إيقاع نفسي، والإيقاع أقرب إلى البطء، باستثناء المشهد الأخير، عندما سار الأب بموازة ابنه بالتبني.كما رأى ان عقدة الفيلم اعتمدت على الثنائيات الضدية بين الابن الحقيقي والابن بالتبني، ثراء أسرة لا تملك سوى طفلًا واحدًا، مقابل فقر أسرة لديها عدد كبير من الأطفال. كما يظهر الأب "المهندس المعماري" الثري مشغولًا طوال الوقت، بينما الأب "سايكي" الفقير الذي يدير محلًا صغيرًا ضمن البيت، لا يتردد في احتواء أطفاله والانخراط في عالمهم. ومع النهاية ينقلب موقف الأب الثري العقلاني ويتخذ طابعًا عاطفيًا. وهنا يلاحظ أن موقف "الأم" في الأسرتين كان الأكثر إيجابية في التعامل مع الموقف المعقد، والإجابة عن سؤال: هل نكمل الحياة مع الابن الذي ربيناه أم نأخذ ابننا الحقيقي؟، وهنا تستند المعالجة ـ بحسب بركات ـ على بعض نظريات علم نفس النمو المتعلقة باكتساب الطفل لسلوكه وقيمه، وفق البيئة التي يجد نفسها فيها، وهو ما يظهر مثلًا في تبدل سلوك الطفل بمجرد انتقاله من بيئة ثرية إلى بيئة فقيرة، وعندما انسجام الطفل الفقير عند انتقاله إلى بيئة ثرية. فالأحداث كلها تدور دون سن العاشرة، وهي المرحلة الحرجة التي تتشكل فيها هوية وقيم الطفل ولغته. واعتبر بركات أن هناك رسائل مشفرة في الفيلم منها احترام المنظور الوراثي، فالطفل حتى لو عاش بعيدًا عن أبويه، سيظل يحمل صفاتهما البيولوجية، وهو ما ينتصر له الفيلم بطريقة ما. ما يعني أيضًا قوة رابطة الدم لدى معظم الشعوب والثقافات. وكذلك الحكمة المعروفة "المال لا يشتري كل شيء"، فرغم ثراء أسرة المهندس، لكن هذا لم يجعلها سعيدة، ولم تستطع حل المشكلة المعقدة بدفع المال للفقراء الذين لن يضحوا بسهولة بأولادهم مهما كانت المغريات. أيضًا الانتباه إلى أن الحياة التي نعيشها قد تكون قائمة على وهم ونحن لا ندري، مثلما قد تقوم معتقداتنا على خطأ ونحن لا نعرف، ومع ذلك نستمر في الحياة بهذا الوهم الخطأ ونتكيف معه.
آخر الأخبار