اليمن: زيارات متبادلة للأسرى بين الحكومة والحوثيين السبت

الرياض، عدن، عواصم - وكالات: فيما تواصل الأطراف الإقليمية والدولية العمل على إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، أعلنت ميليشيا الحوثي، بدء تنفيذ زيارات متبادلة للأسرى مع الطرف الحكومي، يوم السبت المقبل تمهيدا لانطلاق مفاوضات جديدة بشأن القضية.
وقال رئيس لجنة الأسرى بالجماعة عبدالقادر المرتضى، في تصريح لقناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين إنه تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على أن يكون يوم 20 مايو الجاري بداية زيارات السجون في صنعاء ومأرب، مشيرا إلى انه بعد اتمام زيارة السجون، سيتم انعقاد جولة جديدة من المفاوضات، وأنه ليس هناك تعنت أو عرقلة من أي طرف، موضحا أن تأخر تنفيذ اتفاق زيارات السجون سببه بعض الإجراءات اللوجستية الأممية.
في غضون ذلك اعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي أن ما تعرضت له الصحافة اليمنية من انتهاكات جسيمة تحت قبضة ميليشيات الحوثي لم تحدث في تاريخ الصحافة منذ نشأتها في البلاد.
واضاف العليمي لدى استقباله في القصر الرئاسي في العاصمة الموقتة عدن الصحافيين المفرج عنهم من معتقلات الحوثيين في صفقات التبادل الأخيرة أنه خلال السنوات التسع الماضية قتل العشرات من رواة الحقيقة حول جرائم هذه الميليشيات قنصا أو قصفا واغتيالا بكل الوسائل في مسعاها لتغييب الشهود على انتهاكاتها والخراب الذي أحدثته في المكاسب والموروث والآمال المشروعة لليمنيين.
وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية لم تجعل من آلتها القمعية تهديدا فقط لبيئة العمل الصحفي ولكن أيضا لمكانة هذه المهنة الجليلة من خلال المعلومات المضللة وخطاب الكراهية والعنصرية خلافا لصورتها الذهنية في الذاكرة الشعبية والوطنية المرتبطة بالحقيقة والمعرفة والتنوير ومناصرة المظلومين.
وفي اطار المواقف الداعمة للشرعية، جددت الإمارات، التأكيد على دعمها لمجلس القيادة الرئاسي، ولجهود السلام والمبادرات الدولية لإنهاء الحرب في اليمن. وشدد السفير الإماراتي لدى اليمن محمد الزعابي خلال لقائه وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، في العاصمة السعودية الرياض، على دعم بلاده استقرار للقيادة الشرعية اليمنية، وكل ما يضمن استقرار البلاد ويحقق تطلعاته، كما أعرب عن دعم الإمارات للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي شامل ينهي الأزمة اليمنية.
وفي سياق المواقف الدولة بدات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك،أمس، جولة خليجية تشمل السعودية وقطر تستغرق ثلاثة أيام، ستجري خلالها محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قوله إن المحادثات ستركز على القضايا الإقليمية، ومن بينها إدارة الأزمات في السودان واليمن، الجار الجنوبي للسعودية.
ومن المقرر كذلك أن تجري بيربوك محادثات مع وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، وكذلك مع منسق الأمم المتحدة لشؤون اليمن، ديفيد جريسلي.
في السياق أفاد السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، بأنَّ بلاده ترحب بالاتفاق السعودي- الإيراني، وكل ما من شأنه تهدئة التوتر في المنطقة، إلا أنَّه تحدَّث عن أهمية معرفة ما إذا كان هناك تغيير حقيقي في الإجراءات الإيرانية، مثمّناً دور السعودية وسلطنة عمان في السعي نحو التسوية اليمنية.
وقبل أن يؤكد أنَّ بلاده مستعدة للعب دورها في مجلس الأمن الدولي لإضفاء الشرعية على أي قرار جديد للمصادقة على أي تسوية سياسية شاملة تتوصل إليها الأطراف اليمنية، كشف أوبنهايم عن أنَّ لدى مجلس الأمن مجموعة من الخطوات يمكن الاتفاق عليها لدعم السلام في اليمن، من أبرزها موافقة المجلس على رفع العقوبات.
واشار أوبنهايم إلى أنَّ أي صفقة ناجحة في اليمن يجب أن تشمل اتفاقاً اقتصادياً لتسوية الموارد اليمنية المبعثرة، التي يمكن تقاسمها، إلى جانب معالجة القضايا السياسية طويلة الأمد، مثل مستقبل الجنوب بوصفه جزءاً من أي تسوية سياسية مقبلة.