حاوره - شوقي محمود:تجاوبا مع ما أعلنته القيادة السياسية الكويتية في بغداد من الدخول في مرحلة جديدة مع العراق، أكد وكيل وزارة الخارجية العراقي للشؤون القانونية والمتعددة الأطراف السفير حازم اليوسفي دخول بلاده في هذه المرحلة من اوسع أبوابها، خصوصا أن العلاقات بين البلدين أكبر من كل المسائل بينهما، حيث إن الاجتماعات كفيلة بحلها.وبصراحة ووضوح أعلن اليوسفي في حواره مع " السياسة " خلال زيارته للكويت لتسليم نحو 200 ألف كتاب واجتماعه مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، العودة لبحث ترسيم الحدود البحرية بعد النقطة 162 ثنائيا مع الكويت ومعالجة الشكوى التي قدمها العراق إلى مجلس الأمن بهذا الشأن.ولفت إلى عدم وجود مشكلة كبيرة تتعلق بحقول النفط المشتركة ويمكن التوصل إلى اتفاق من خلال اللجان المتخصصة. متوقعا إعلان الكويت نتائج الفحص لرفات مفقودين الشهر المقبل في اجتماع اللجنة " الثلاثية " الذي سيعقد في الكويت مع استمرار العراق في البحث عن المفقودين الكويتيين.وكشف ان ملف أملاك 123 كويتيا في العراق امام مجلس الوزراء وتأخر حسمه بسبب الاحداث والمظاهرات، موضحا انه قد يكون للكويتي اكثر من عقار. مشيرا إلى استعداد العراق للبحث عن أي ممتلكات كويتية من محفوظات وغيرها عند ابلاغ بغداد بمعلومات جديدة.وقلل اليوسفي من تاثير أصوات هناك وهنا على العلاقات وان كان من حق النواب في البلدين الأدلاء بالآراء في إطار حقهم الرقابي وتوجيه السلطة التنفيذية لتصحيح المسار. كما ابدى استعداد العراق للمساهمة فى حل مشكلة "البدون" اذا طلبت الكويت. وفيما شدد اليوسفي على ان الحدود الكويتية العراقية مؤمنة وذلك على خلفية المظاهرات في البصرة وغيرها، أعلن عن ضم صوته للمتظاهرين "واطالب حكومتنا بمعالجة الفساد باسرع ما يمكن" وأنه مع استنتاج تحريك جهات خارجية للمظاهرات. ونفى تخوف العراق من ردود داعشية بعد الاعلان عن دور للاستخبارات العراقية في مقتل البغدادي، مؤكدا وقوف القوات الأمنية بالمرصاد للخلايا النائمة والعناصر التي تعيش تحت الأرض.وأعرب اليوسفي عن سعادة العراق للوساطة بين السعودية وإيران، ولكن شخصيا ليس لديه معلومات عن نتائجها.. وفيما يلي التفاصيل:
عالجنا شكوى العراق ضد الكويت في مجلس الأمن وبعلاقتنا نحل ملفاتنانتوقع إبلاغنا عن نتائج فحص الكويت لرفات مفقودين الشهر المقبلملف أملاك 123 كويتياً أمام مجلس الوزراء وأحداث العراق أخرت حسمهالعراق على استعداد للمساهمة في حل مشكلة "البدون" إذا طلبت الكويتلا نخاف من ردود تنظيم "داعش" بعد دورنا في مقتل البغدادي وسنتصدى للخلايا النائمة والعناصر الخفيةالحدود بين البلدين مؤمَّنة وحركة التجارة والتنقل البري عاديةأضم صوتي للمتظاهرين وأطالب حكومتنا بمعالجة الفسادماذا دار في اجتماعكم مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله خلال زيارتكم للكويت؟ وما الملفات التي طرحت؟تشرفت بلقاء نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، وكانت مناسبة جيدة لتبادل الآراء حول جميع الملفات تقريبا ومنها ما يتعلق بالغزو الصدامي للكويت، وملفات اخرى تتعلق بمواضيع مثل الحدود البحرية بين البلدين.وبصفتي أشرف على بعض الملفات المتعلقة بموضوع الغزو مثل ملف المحفوظات والارشيف الاميري وارشيف الاذاعة والتلفزيون والممتلكات الكويتية وكذلك ملف المفقودين الكويتيين، وثالثا ملف املاك الكويتيين في العراق فقد اكدت لنائب وزير الخارجية خالد الجارالله بأننا قد اكملنا اعادة المحفوظات من الكتب والارشيف الذي تم العثور عليه في العراق حتى الان حيث سلمنا مؤخرا بحدود 200 الف كتاب وسبق تسليم 42 الف كتاب وكذلك ارشيف الاذاعة والتلفزيون وجزء من الارشيف الاميري وبعض الممتلكات الثمينة، وابلغته سوف نبذل كل جهد للبحث عن اي شيء يعود للكويت واتخاذ اللازم.وطلبت من الجانب الكويتي ان كانت تتوافر لديه معلومات عن ممتلكات كويتية موجودة حاليا في اي مكان ما في العراق، يتم اعلامنا ونحن سوف نقوم بالمطلوب.وننطلق في ذلك من مسألتين رئيستين: أولا علاقتنا الطيبة الاخوية مع الكويت، فنحن أشقاء على مر التاريخ ونعمل من اجل محو اثار العدوان، ثانيا الوفاء بالتزاماتنا الدولية بموجب قرار مجلس الامن، وذلك من أجل اغلاق هذه الملفات.كما بحثنا مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ملف المففودين باعتباري رئيس الوفد العراقي في اجتماعات اللجنة الثلاثية، وهذا الملف له طابع خاص وخصوصية حيث إنها مسألة تتعلق بالمشاعر الانسانية للعائلات الكويتية لكون هناك مفقودين منذ 30 سنة ولم يتم العثور عليهم.ونحن نعمل في هذا المجال بجد وهناك فريق متخصص في وزارة الدفاع العراقية لهذا الغرض واخر ما توصلنا اليه قبل اشهر هو العثور على 46 رفاتا في صحراء السماوة، واظهرت النتائج الاولية بأن نحو 32 رفاتا تعود لكويتيين بصفة مؤكدة.فحص الرفاتهل أبلغت الكويت العراق بالنتائج النهائية لهذه الرفات؟لم نبلغ بعد حتى الان، واعتقد -وهذا رأيي الشخصي- بأن الكويت سوف تبلغنا بالنتائج النهائية لفحص هذه الرفات في بداية شهر ديسمبر المقبل خلال اجتماع اللجنة الثلاثية الخاصة بملف المفقودين الكويتيين الذي سيعقد في الكويت.أملاك الكويتيينوبخصوص ملف املاك الكويتيين في العراق، فنحن في وزارة الخارجية العراقية اكملنا الإجراءات اللازمة تقريبا، والملف الان في مكتب رئيس الوزراء، واعتقد لولا الأحداث التي وقعت فجأة في العراق اعتبارا من الاول من اكتوبر الماضي، كان من الممكن ان يتم حسم هذا الملف لأنه جاهز ولا توجد قيود او محاذير على املاك اخوتنا الكويتيين الموجودة في العراق.كم عدد الكويتيين الذين لديهم املاك في العراق؟لا تحسابني على الرقم ولكنه أعتقد أنه في حدود 123 كويتيا، ويمكن للشخص الواحد ان يكون لديه اكثر من عقار.كم عدد هذه الاملاك؟صدقا لا استطيع حسم عدد العقارات.متى تتوقع حسم هذا الملف؟لولا الاحداث التي يمر بها العراق لحسم هذا الملف واتوقع حسمه قريبا.ذكرتم انكم بحثتم مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله ترسيم الحدود البحرية بعد النقطة 162 فماذا دار حول هذا الموضوع؟لم يحسم هذا الملف حتى الان، وانا غير مسؤول عنه فهو من اختصاص وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية، وهناك اجتماعات دولية بهذا الخصوص وقد طرحنا هذا الموضوع باشارة تذكير بسيطة خلال الاجتماع مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله.عندما قدم العراق مذكرة الى مجلس الامن بشأن الحدود البحرية بعد النقطة 162 مع الكويت ذكر الجارالله اننا طلبنا من العراق منذ عام 2005 حل هذه المشكلة ولكن بغداد لم تستجب؟أعتقد ان نائب وزير الخارجية خالد الجارالله يقول بأن الكويت طلبت من العراق بحث الموضوع ثنائيا، وانا اتفق معه بخصوص الحل الثنائي، واعتقد ان موضوع الشكوى العراقية في مجلس الامن قد تمت معالجته ورجعنا الى مناقشة هذا الموضوع ثنائيا.يعني هل تم الرجوع بالفعل الى الحل الثنائي؟نعم نعم نعم، وهذه الامور ابسط من ان تؤثر على عمق العلاقات بين البلدين وعلى ارادتهما في حل هذه المشاكل.ولكن العراق قدم شكوى رسمية الى مجلس الامن؟ رجعنا الى الحل الثنائي.الحقول المشتركةوماذا عن حقول النفط المشتركة؟لا اعتقد هناك مشكلة كبيرة، ويمكن التوصل الى اتفاق من خلال الاجتماعات، واعتقد ان المشكلة الاساسية هي الحدود البحرية فقط وهذه أيضا يمكن حلها ومعالجتها لأنني اثق شخصيا بالجانبين العراقي الكويتي ووجود ارادة لإيجاد الحلول لجميع الملفات.وبعد ان حدث بعض البطء في تطوير العلاقات جاءت زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الى بغداد للتأكيد على الدخول الى مرحلة جديدة، وفعلا نحن نريد ان ندخل هذه المرحلة من اوسع ابوابها لان العلاقات بين البلدين اكبر من هذه المسائل جميعها.واؤكد اننا بصدد تطوير العلاقات وخاصة الاقتصادية حيث توجد حاليا حركة تجارية باستمرار باستثناء ايام قليلة عند حدوث المظاهرات في البصرة ولكن الحدود مفتوحة بين البلدين وقد دخلت الشاحنات العراقية المحملة بالكتب الكويتية بشكل طبيعي.استغلت اصوات نيابية عراقية شكوى بغداد الى مجلس الامن بخصوص الكويت للصيد في الماء العكر فما تأثير ذلك على العلاقات بين البلدين.؟هناك اصوات نيابية، وهنا اصوات نيابية، ولكن لن تتأثر العلاقات بين البلدين بهذه الاصوات او السياسة من الحكومتين لحل الملفات وهذه الاصوات موجودة في مجلس النواب العراقي او في مجلس الامة الكويتي ولن تعيق المسيرة مع الأخذ في الاعتبار أنهم نواب الشعب والآراء التي يدلون بها تؤخد بالتأكيد بعين الاعتبار في البلدين، ولكن في الاخر هم يساهمون في حل المشاكل ومن حقهم الرقابي توجيه الحكومات والسلطات التنفيذية لتصحيح المسار.هل تم التطرق في اجتماع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله الى مساهمة العراق في حل مشكلة "البدون"؟ابدا، وهذا شأن كويتي داخلي.ولكن ترددت معلومات ان الكويت طلبت من العراق التعاون لحل هذه المشكلة؟اذا طلب منا الجانب الكويتي ذلك فنحن على استعداد للمساهمة في الحل.الاوضاع في العراقوما رأيتكم عن الاحداث الحالية في العراق؟من حق الشعب ان يعبر عن رأيه ولكن اتمنى ان يكون سلميا وان لا يسبب ضررا لأحد فدماء الشباب مقدسة سواء كانوا من المتظاهرين او من أفراد القوات الامنية، واتمنى من اعماق قلبي معالجة بعض المطالب السلمية المشروعة للشباب المتظاهر باسرع ما يمكن من أجل استعاب غضبهم، وشخصيا اضم صوتي الى صوتهم واطالب حكومتنا بمكافحة الفساد وهذه آفة خطيرة في بلدنا ولابد معالجة هذا الملف باسرع ما يمكن.هل من تخوف من ردود فعل لـ "داعش" بعد مقتل ابو بكر البغدادي والاعلان عن دور للاستخبارات العراقية في هذه العملية؟ كان للاستخبارت العراقية دورها الكبير في الكشف عن موقع البغدادي وهذا واجبنا، ونحن لا نخاف من "داعش" لانه كان يحتل ثلث اراضي بلدنا ودحرناهم، والجيش العراقي والقوات المسلحة العراقية بجميع صنوفيها يسيطرون على كل شبر في ارض العراق وان كانت توجد خلايا نائمة او عناصر تعيش تحت الأرض والوقت سيكون لصالحنا للقضاء عليهم اينما كانوا.وقد تكون هناك ردود فعل ولكننا نحن لهم بالمرصاد سواء في العراق او الدول المجاورة لان "داعش" او الارهاب لا يهدد العراق فقط انما الجميع ولهذا يوجد تعاون دولي لمكافحة هذا الشر.تأمين الحدود هل تطرقت محادثاتكم مع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله الى تأمين الحدود بين البلدين؟لا.. ولكن الحدود بين البلدين مؤمنة وهناك تنسيق كامل بين البلدين لتأمين الحدود جهات خارجية.عودة الى موضوع المظاهرات هل تتوقعون وجود جهات أجنبية خلفها؟هو استنتاج، وانا شخصيا لا استطيع القول بأنها حقيقة ولكنني اقول بأنه استنتاج بأن تكون هناك اياد خفية تحرك المظاهرات.هل توجد بالفعل وساطة عراقية بين السعودية وإيران؟اعتقد انه قام بها رئيس الوزراء الدكتور عادل عبدالمهدي واجرى اتصالات مع البلدين سواء في الرياض او طهران ونحن كعراقيين يسعدنا ان نساهم في هذا الملف لانه لاسمح الله إذا حدثت اي مشكلة في المنطقة سوف تؤثر على الجميع.الى اين وصلت هذه الوساطة؟بالنسبة لي لا اعرف الى اين وصلت.كلمة أخيرةماذا تود أن تقول في نهاية هذا الحوار؟اؤكد عن تصميم وجدية العراق في محو اثار العدوان الذي حصل على الكويت من جانب صدام حسين لأننا ننطلق كما قلت واؤكد على ان هذه هي المسألة المهمة وذلك من خلال عمق علاقتنا التاريخية الاخوية مع الكويت والتزاما مع قرارات مجلس الامن.هل يمكن تصفير الملفات العالقة بين البلدين؟دائما تكون بين الدول ملفات عالقة وخصوصا بين دولتين جارتين قد تكون بينهما مثل هذه الملفات اما تصفيرها فلا أدري. وان كنا نتمنى ان يتم والسؤال هو متى؟ فهذا هو الصعب وان كان لا بد من التصفير.
القائم بالأعمال الحسيني خير خلف للسفير الهاشميردا على سؤال حول انتهاء فترة عمل السفير العراقي علاء الهاشمي بعد ان عمل جاهدا على توطيد العلاقات بين البلدين، قال السفير اليوسفي: واجب اي سفير في اي مكان ان يعمل من اجل تقريب وجهات النظر بين بلاده والبلد الذي يعمل فيه وتطوير العلاقات بينهما لمصلحتهما ورعاية مصالح بلده، والسفير علاء الهاشمي كان مستمرا على هذا الخط وعمل بكل جهده لاجل تطوير وتحسين العلاقات بين البلدين، واتمنى ان يكون قد نجح في مهمته لان النجاح والفشل يتوقف على عوامل عدة.وليس المهم رأينا انما رأي الجانب الكويتي وليس رأينا.وهل هو نجج في مهمته؟شخصيا اقول نعم حيث كان موفقا، ولكن هذه حالة الديبلوماسية، فأي بعثة ليست حكرا على سفير او موظف.هل انتهت فترة عمله الرسمية في الكويت رغم انها لم تستغرق سوى 3 سنوات؟نعم انتهت فترة مدته في الكويت وكان قد سبق عمله في مدريد لمدة سنتين ثم نقل الى الكويت لاستكمال فترته في الخارج " 5 سنوات"، وهي المدة المخصصة قانونيا لاي سفير عراقي، وبالتالي قضى 3 سنوات فقط في الكويت.هل رشح العراق سفيرا جديدا له في الكويت؟لا حتى الان ولدى العراق وزير مفوض بسفارته في الكويت هو محمد الحسيني وسيقوم بالاعمال ويكمل المهمة لحين ترشيح سفير جديد، و نحن في العراق نعاني نقصا كبيرا في السفراء وهناك نية لتعيين عدد منهم ولكن عملية التعيين صعبة جدا وتستغرق وقتا.