الخميس 03 أكتوبر 2024
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال

Time
الأربعاء 21 يونيو 2023
View
11
السياسة
د. سعاد ياسين

في 12 يونيو من كل عام يحل "اليوم العالمي لمناهضة عمالة الأطفال"، يهدف هذا اليوم إلى الدفاع عن حقوق الأطفال وكرامتهم مع لفت الانتباه إلى مشكلة عمالتهم المُنتشرة في جميع أنحاء العالم.
وفق آخر مسح اجرته منظمة العمل الدولية (فاتف) وصل عدد الأطفال العاملين إلى 160 مليون طفل(97 مليون فتى و63 مليون فتاة حول العالم)، أكثر من نصفهم يؤدون أعمالا خطرة. أسباب عمالة الأطفال متنوعة، تتراوح من الحاجة إلى العمالة الرخيصة إلى القبول الثقافي لعملهم، إلى الفقر والأمية، ونظرًا لأن هذه العناصر مترابطة، سيكون من الصعب القضاء تمامًا على عمالة الأطفال.
كثيرًا ما تستخدم صناعات عدة عمالة الأطفال، ويعمل هؤلاء جنبًا إلى جنب مع والديهم في القطاع الزراعي، ويتم استخدامهم في التصنيع، كعمالة منخفضة التكلفة.
الآثار السلبية لعمالة الأطفال عنيفة ومستمرة في تهديم أسس حياتهم، اذ لا يحصلون على التعليم الذي يستحقونه، مما يَحد من فرصهم، ويغذي دورة الفقر،انهم يعملون في مواقف خطرة أوويتعرضون لسوء المعاملة والمرض والاضطرابات الجسدية والعقلية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يفقد هؤلاء فرصًا للعب والتفاعل مع زملائهم في المدرسة، واكتساب المهارات الحياتية التي تعتبر ضرورية لنموهم وتطورهم. على جميع الحكومات واجب وضع حد قاطع لعمل الأطفال بجميع أشكاله، وهذا يستلزم اعتماد قواعد وأنظمة تصون حقوق الأطفال وتضمن حصولهم على التعليم وتحظر الأعمال الخطرة لمن هم دون سن 18. كانت الأمم المتحدة في طليعة الكفاح ضد عمالة الأطفال، لأنها تدرك المخاطر التي تشكلها على نموهم، وقد تبنت الوكالة ستراتيجيات مختلفة لمكافحة هذه الممارسة الإنسانية، وقد أثبتت الإجراءات نجاحها في الحد من عدد الأطفال المتأثرين بالعمل.
إحدى الستراتيجيات التي تستخدمها الأمم المتحدة هي تعزيز التعليم في البلدان النامية، حيث إنها أدركت أن التعليم هو المفتاح لتمكين الأطفال وخلق الفرص لهم لكسر حلقة الفقر التي غالبا ما تدفعهم إلى العمالة.
الهدف من ذلك هو زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس والاستمرار فيها، وبخاصة أولئك الذين ينتمون إلى أسر ضعيفة، بحيث تتاح لهم فرص التعلم وتطوير المهارات التي يمكن أن تعزز قابليتهم للتوظيف. هناك ستراتيجية أخرى تتبناها الأمم المتحدة تدعو إلى تغييرات في السياسات والتشريعات تحمي حقوق الأطفال، وقد دفعت من أجل سن قوانين تحظُر عمالة الأطفال، وتحمي حقوقهم. كما شجعت الدول على التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بعمل الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، ركزت على تحسين المراقبة وجمع البيانات لتتبع التقدم وتحديد التحديات في مكافحة عمالة الأطفال، ومن خلال هذه الستراتيجية، تهدف الأمم المتحدة إلى تعزيز الوعي العالمي والمساءلة بشأن قضية عمالة الأطفال. لا يمُكن إنكار التقدم الملحوظ أو الجهود المبذولة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به للقضاء على عمالة الأطفال على الصعيد العالمي.
على الصعيدالوطني، من الجدير بالذكر أن هناك مجموعات مناصرة ومنظمات المجتمع المدني التي تسعى جاهدة لإنهاء عمالة الأطفال، وتدعم هذه المجموعات العائلات والأطفال محليًا، وتعزز حقوق الأطفال، وتدفع باتجاه قوانين وسياسات أكثر قوة في حماية الأطفال.
كما لا تخلو أيدي أفراد المجتمع من هذه القضية، فعليهم اتخاذ قرارات مدروسة بشأن السلع التي يشترونها، والمنظمات التي يدعمونها يُسمح للجميع بالمساهمة في الكفاح من أجل وقف عمالة الأطفال. قد يتم إجبار الشركات على تقديم معلومات حول سلاسل التوريد الخاصة بها واتخاذ خطوات للتوقف عن استخدام عمالة الأطفال في عملياتها.يُمكن المساعدة في إنشاء مجتمع يتم فيه حماية جميع الأطفال من العمالة والتمتع بطفولة سعيدة.
أخيرًا وليس آخرًا، يعد اليوم العالمي لمناهضة عمالة الأطفال احتفالًا مهما يحض على الجهود المبذولة لوقف عمالة الأطفال. اذ يعتبر هذا اليوم بمثابة تذكير الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد بأهمية حماية حقوق الأطفال وضرورة التعاون في الجهود المبذولة لإنهاء هذا الملف وقف عمالة الاطفال، اذ يمكن حينها فقط إنشاء مجتمع يُتاح لكل طفل الحق في ان يعيش طفولة خالية من الاستغلال والاعتداءات،وهذه تقع على عاتقنا جميعًا مسؤولية جعل ذلك حقيقة واقعة.

كاتبة بحرينية، رئيس مركز الياسين للتدريب
آخر الأخبار