الأحد 29 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

اليوم تنكشف الحقيقة

Time
الاثنين 05 يونيو 2023
View
10
السياسة
نافع حوري الظفيري

اليوم تظهر الحقيقة في ابهى تجلياتها، ويدرك الكويتيون من يعمل من اجل البلاد واهلها، ومن يشتري بالتلفيق والشعارات كرسيا في قاعة عبدالله السالم لاربع سنوات، فمساء هذا اليوم تتكشف كل الحقائق، لكن رغم ذلك لا بد من السعي الى الابقاء على العيون مفتوحة كل الوقت على ما يقدمه النواب الذين فازوا بوكالة الامة لاربع سنوات.
صحيح ان هذه ليست هي ككل انتخابات، بل لا يمكن للمرء ان يتوقع غير المتوقع منها، لان البرامج لم تكن بالمستوى الذي يتأمله الناخب، والا "اللي في الجدر يطلعه الملاس".
غدا يبدأ العمل، ومرحلة جديدة، وعلينا ان نتعلم من التجارب السابقة، حتى لا نقع في المحظور مرة اخرى، ونعيد الوجوه نفسها كي لا تعاد الازمات نفسها، ويعود الصدام بين المجلس والحكومة، وبالتالي تضيع السنوات هدرا، بينما الكويت تحتاج الى كل جهد من اجل الخلاص مما نعيشه جراء الاختيارات الخطأ، وضعف الاداء الحكومي، خصوصا في مرحلة باتت تحسب علينا كل خطوة، بعدما سبقتنا الدول المجاورة بسنين ضوئية فيما نحن نرزح تحت وطأة الفشل في كل شيء.
الكويت ولادة، نعم ولادة، وفيها من القدرات والامكانات ما يضاهي الكثير من الدول، بل هي تتفوق بالكثير على غيرها، اذا كانت هناك نية جدية للاصلاح، والتعلم من التجارب الاخرى، والابداع في العطاء والعمل من اجل الوطن، حين يكون الكويتي على قناعة ان هذا الوطن لا بديل عنه، وان كل البهارج الاخرى لا يمكنها التعويض عن الوطن.
المطلوب اليوم من النواب الفائزين ان يستوعبوا الحالة الشعبية السائدة في االبلاد، والتذمر مما آلت اليه الممارسات الخطأ النيابية في السابق، وضعف الحكومات المتعاقبة في معالجة الاوضاع والازمات، وان يدركوا ان المطلوب ليس التباهي بالخطب الزنانة في المجلس، والشعارات، ولا التصيد للوزراء، بل يقومون الاداء الوزاري اولا، وان يكونوا على وعي بما يتطلبه الشعب الكويتي ثانيا، ويقدموا مصلحة البلاد على مصالحهم، لان وفق المعطيات، وما ساد في السنوات الاخيرة، وتكرار حل المجلس واعادة الانتخابات، فان كل ذلك ادى الى تململ الناس، وعدم الثقة بالمجلس كسلطة تشريعية قادرة على ممارسة الديمقراطية وفق ما هو مأمول منها اولا، ووفق ما درجت عليه الدول الديمقراطية من ممارسات ادت الى نهوضها وتقدمها.
فالعودة الى الشعب هي يعني تحمل الناس المسؤولية بحسن الاختيار، والعزوف عن المشاركة ايضا هو موقف، ولا يمكن ان يمر هذا الامر على كل من يعنيهم الامر مرور الكرام، لان لا يمكن بناء امة متمكنة وناهضة ومتقدمة وفقا لمصالح شخصية.
ففي فلسفة القانون ان السابقة الاولى يبنى عليها، والعقاب على الجرم المتكرر من الشخص ذاته مرة اخرى يكون اشد، لان مرتكبه يعني تمرسه بالاجرام، ومن هنا فإن خطأ من يتحمل المسؤولية العامة، خصوصا بوكالته عن الشعب، لا يمكنه التحلل منه بتبرير السلوك الخطأ.
لهذا اليوم الجميع امام مرآة الحقيقة، ولا يمكن لاحد ان يقول انه وقع تحت ضغط، فالنائب مسؤول امام الناخبين، وربما يسامحه البعض مرة، لكن لا يمكن للمرء ان يكذب طوال الوقت، فالناس ليست غبية كما يتصور البعض، بل هي تمنح الفرصة مرة، وفي الثانية يكون عقابها اشد، وخصوصا حين يفقد المرء ثقة الناس.

محام وكاتب كويتي
آخر الأخبار