الأربعاء 02 أكتوبر 2024
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

انتبهوا الكويت ليست مختبر تجارب

Time
السبت 17 يونيو 2023
View
9
السياسة
سالم الواوان

هل ينطبق شطر بيت الشعر هذا "لقد سمعت لوناديت حياً" على النواب والوزراء الجدد؟
وفي هذا الشأن نقول لهم: بعد ان اعطيتم الثقة عليكم اليوم ان تكونوا على قدر المسؤولية، ولا تخيبوا آمال الشعب الذي منحكم فرصة جديدة، كي تكونوا على قدر المسؤوليات، او ان تتنحوا جميعكم، مجلس امة وايضا مجلس وزراء، بل حتى وكلاء الوزرات. فما شهدته الكويت في السنوات الماضية يعني امراً واحدا، وهو انكم فشلتم في الحفاظ على المؤسسات، وخرقتم القانون بطريقة غير مباشرة، وما شهدته الانتخابات الاخيرة اثبت ان الناس لم تعد ترغب بتكرار المسرحية ذاتها.
اما في ما يتعلق بالحقبة الجديدة، فأي حقبة تعني امرا واحد وهو الانجاز والعمل على حل المشكلات، وتغيير النهج والاسلوب ايضا، اما غير ذلك فلا حقبة جديدة مع بقاء الذهنيات ذاتها، والاساليب نفسها، حتى لو تغيرت بعض الوجوه، فان الفشل مصير المؤسسات لان "في بطنها ريح".
هنا نسأل: الم تتعلموا من الاجيال السابقة، كيف بنى الاباء والاجداد دولة قادرة وقوية، واستطاعت في غضون 20 عاماً ان تصبح رسالة للديمقراطية في الاقليم، ورسالة ثقافية وفنية في العالم العربي، ونموذجا للنجاح الاقتصادي القائم على المبادرة الفردية؟
تلك الكويت لا تزال موجودة، ويمكن ان تكون افضل، اذا وضعتم اصحاب الكفاءات في الاماكن الصحيحة، واذا تخلصتم من عادة "ما في بهالبلد الا هذا الولد".
ياسادة، لم نعد نحتاج الى تجارب جديدة، ولم نعد نقبل غير الانجاز، ولم نعد نسكت عن تدمير مناحي الحياة، فلا الكويت ولا الشعب مختبر تجارب، وما حصل في حفلات الفوز بالانتخابات، من "شيلات"، ورفع رايات هو جرس انذار، فهذه المرة الاولى التي تشهد فيها الكويت رفع رايات قبائلية وغير علم الكويت، وهذا امر خطير جداً، وتحد سافر وتطاول على هيبة الدولة والقانون، واذا لم تستوعبوا تلك الاشارة فلا طب فيكم. بعد عام 1962 واقرار الدستور اصبحت الكويت دولة مدنية قائمة على المساواة بين المواطنين، واصبحت مجتمعا واحدا، وليس مجتمعات طائفية، او قبلية، او مناطقية.
صحيح ان هناك الكثير من التصريحات المطمئنة، لكن على الجميع ان يعلم اننا فقدنا اي رصيد من الانجاز، والتنمية، ولم تعد هناك قدرة على مواجهة الفساد المستشري.
لهذا يخضع كل من مجلسي الامة والوزراء الى امتحان صعب، وهو العمل على الانجاز، ففي هذا الوضع لم يعد يقبل الاعتماد على الوجاهة، او الشعبية، البرلمانية كانت او الحكومية، انما المطلوب الانجاز، هذا هو الامتحان النهائي قبل ان يخرج العاقل عن صمته.

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار