انتخابات... بمن حضر

طلال السعيد

خرجت نتائج الانتخابات التي جرت بمن حضر من الشعب الكويتي، وقد نجح من حالفه الحظ، ومن لم يحالفه الحظ قد يكون السقوط من مصلحته، ولعلم الجميع لو كان حضور الناخبين مكتملا لتغيرت هذه النتائج بنسبة 90 في المئة، لكن هذا الحضور المتواضع هذه نتيجته، وعلينا ألا نتوقع الكثير من ناجحي الحضور القليل!
مهم جدا ان يعلم اصحاب القرار أن الاكثرية التي قاطعت الانتخابات لها رأي اخر، ورأيها يجب ان يسمع ويحترم، وعلى من يكلف برئاسة مجلس الوزراء ان يعيد النظر بسياسات الحكومات السابقة، التي لم نعد نعرف عددها تجاه الشعب الكويتي، الذي لم يكن راضيا عنها، ولم يجذبه شعار "صوتك يفرق"، التصويت وقرر مقاطعة الانتخابات لايصال رسالته.
وللعلم لم يكن هناك تنسيق بين المقاطعين، بل هي مبادرات شخصية شكلت ظاهرة، لذلك يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار، وتدرس دراسة جيدة، اذا كان يريد لحكومته ان تستمر.
الامر الاخر المهم، يجب ان يقرأ الرئيس الذي سوف يكلف نتائج الانتخابات قراءة جيدة، ويتعرف على خيارات الاقلية عن كثب، قبل ان يشكل الحكومة.
كذلك مهم جدا ان يحرص كل الحرص من تجربة الوزراء المنتخبين الذين قال الشعب الكويتي فيهم كلمته، سواء من قاطع او حضر!
سوف تقول بطانة السوء لمن سيكلف برئاسة مجلس الوزراء: اترك الذين قاطعوا، "ما عليك منهم"، وتعامل مع الموجود، وهنا سوف تكون بداية النهاية للرئيس المكلف، التي سوف يكتبها بيده ويد بطانة السوء، ما لم يزن الامور بميزان الحق والعدل، ويحاول تغيير قناعات الاكثرية التي قاطعت لتكون الى جانبه، وتلك اصعب مهمات الرئيس الذي سوف يكلف، فالحكومة غير المدعومة شعبيا ساقطة لا محالة، والشعب الكويتي بطبيعته سهل صعب بمعنى انه شعب يقتنع بالحوار المباشر، لكنه لا يقاد فيسير وفق ما تريد السلطة.
وهذا ما تحاول ان تخفيه بطانة السوء عن كل رئيس يكلف تشكيل الحكومة، من اجل ان نستأثر بالامر لها، ولمجموعتها، وكذلك الامر بالنسبة الى اعضاء المجلس، فكل من نجح منهم يتصور انه ضمن الرقم الذي نجح فيه فيفاجأ عند اقرب انتخابات انه لا يملك ربع رقم الامس، والامثلة كثيرة!
حين ندعو الى المصالحة مع الشعب الكويتي فإننا نعني ما نقول، فالمسافة بينكم وبين الشعب الكويتي شاسعة جدا،
اللهم لا تولي علينا إلا خيارنا، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا، ووفق ولاة امرنا الى ما فيه خير البلاد والعباد، وابعد عنهم بطانة السوء...آمين.