الأولى
انتخابات لبنان... آخر فرص التغيير
الأحد 15 مايو 2022
5
السياسة
المولوي لـ"السياسة": الاستحقاق مناسبة لإنقاذ لبنان وإصرار اللبنانيين على بناء الدولةبيروت ـ خاص:بعد يوم مشهود، أمس، شهد استحقاقاً انتخابياً هو الأهم في تاريخ لبنان؛ باعتباره فرصة الإنقاذ الأخيرة، تتجه الأنظار إلى النتائج الرسمية التي ستعلنها وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية اليوم، للانتخابات النيابية والمفصلية، التي جرت أمس، تحت أعين المجتمعين العربي والدولي.وأقبل اللبنانيون بكثافة وحماسة في ظلِّ ظروفٍ اقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة، على المشاركة في الاستحقاق الذي شهده البلد؛ سعياً من أجل التغيير الذي يحلمون به، للتخلص من الطبقة الفاسدة التي أوصلت البلد إلى "جهنم"، وتحت شعار: "ترسيخ دعائم الدولة في مواجهة دويلة حزب الله"، باعتبار أن نتائج الانتخابات سترسم معالم المرحلة السياسية للسنوات المقبلة. وقد برز حرص إسلامي مسيحي روحي وسياسي على أوسع مشاركة شعبية؛ لأن الانتخابات تشكل مدخلاً من أجل لبنان جديد، عربي حريص على أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة.وإذا كان العنوان الأساسي للمعركة الانتخابية التمسك بالخيار العربي للبنان، في مواجهة التمدد الإيراني من خلال توسيع نفوذ "حزب الله"، إلا أنَّ أهم ما اعترى المشهد الانتخابي، كان موجة الاعتداءات التي قام بها مناصرون لـ"حزب الله" ضد مندوبي اللوائح المدعومة من حزب "القوات اللبنانية" و"المجتمع المدني"، ما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح، إضافة إلى طردهم من المراكز الاقتراعية واختطاف بعضهم، لاسيما في البقاع الشمالي وجزين وجرد جبيل، الأمر الذي دفع البعثات العربية والأوروبية المكلفة مراقبة سير العملية الانتخابية، إلى تسجيل ملاحظات عديدة بما شاب الانتخابات من مخالفات. وعلمت "السياسة" أن عدداً من مرشحي المعارضة تعرضوا لمضايقات وإشكالات في عدد من الدوائر الانتخابية الـ15، وتحديداً في البقاع، بهدف إرهابهم والتأثير في مسار العملية الانتخابية، وسط مخاوف من أن تعمد السلطة إلى التدخل في نتائج الانتخابات، تفادياً لهزيمة لوائحها.من جهته، أبدى وزير الداخلية والبلديات اللبناني القاضي بسام المولوي لـ"السياسة"، ارتياحه، قائلاً: إن "الانتخابات النيابية كانت الأهم في تاريخ لبنان الحديث"، معتبرا أن "الاستحقاق مناسبة للإنقاذ، ولإخراج لبنان من بين أيادي من أوصله إلى ما هو عليه، إلى مرحلة جديدة يكون فيها في قلب وضمير الصادقين من أبنائه وليس بين أياديهم، ومناسبة لإصرار اللبنانيين على بناء الدولة وتمسكهم بعروبتهم".وفيما تفاوتت نسبة الاقتراع في الدوائر الانتخابية بين ساعات قبل الظهر وبعده، كان المشهد الانتخابي في العاصمة بيروت مختلفاً، حيث لم يلتزم الناخبون "البيارتة" بالدعوة للمقاطعة التي دعا إليها رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، فأقبلوا بكثافة على صناديق الاقتراع من أجل التغيير، انسجاماً، كما قالت مصادر مقربة من "دار الفتوى" لـ"السياسة"، مع دعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وقيادات الطائفة الروحية والسياسية إلى أوسع مشاركة، ورفضاً لإحكام القبضة الإيرانية على البلد، ولمواجهة مشروع "حزب الله" الذي يريد وضع اليد على لبنان، وانسجاماً مع الرغبة الخليجية بضرورة خوض غمار الانتخابات، في وجه المشروع الفارسي. وبدا واضحاً أن تصويت الكثير من المقترعين كان على أساس التصدي للمشروع الإيراني، من خلال الدعوات في بيروت وغيرها من المناطق لتكثيف المشاركة؛ لاختيار نواب يمثلون الشعب اللبناني، لا أن يكونوا أدوات لـ"حزب الله" وأسياده الإيرانيين، بالنظر إلى التداعيات الكارثية لفوز هذا الفريق بالأغلبية النيابية.وشهدت الدوائر الانتخابية في "بيروت الأولى" و"بيروت الثانية" والمتن والبقاعين الشمالي والغربي وزحلة والشوف، معارك حامية بين لوائح السلطة والمعارضة، في حين دعت القوى التغييرية إلى أوسع مشاركة، سعياً لإنقاذ لبنان من الغرق، إذا ما أعادت الانتخابات نفس الوجوه التي تتحمل المسؤولية في إيصال لبنان إلى ما وصل إليه.