وثقت الشيخة انتصار سالم العلي تاريخ الكويت في كتاب "الكويت في 400 عام" باللغتين العربية والانكليزية، فيما تضمن أكثر من 1320 صورة ووثيقة، استعرضت خلالها مراحل من نهضة الكويت وحضارتها ومنجزات حكامها خلال فترات حكمهم. وجاء الغلاف باللون الأبيض تعلوه بصمة تضم بين ثناياها صور حكام الكويت الذين رسموا نهضة البلاد منذ حكم الأمير صباح بن جابر (1718-1762) وانتهاء بحكيم الكويت وربان نهضتها الحديثة أمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد.وتضمنت مقدمة الكتاب الكثير من المعاني والقيم العربية والإسلامية الأصيلة التي تجسد الروح الوطنية والمحبة والتكافل والإخاء التي جبل عليها أهل الكويت وكفاحهم في عزة وإباء لبناء وطنهم والمحافظة عليه من غوائل الزمن، فضلا عن العلاقة المميزة التي تربط بين الحاكم والمحكوم في أسمى معاني المودة والتواصل.ووحول تاليفها الكتاب وتجشمها عناء سنين في جمعه وتدوينه أكدت الشيخة انتصار في تصريح لها في حفل توقيع الكتاب "إن الوطن ليس فقط ثلاثة حروف بل هو الملاذ والبيت والدفءن كما أنه ليس ارضا لها حدود بل حالة من العشق يحيا فيها كل من العاشق والمعشوق لتنتج عنها حالة من الرخاء والاستقرار". لافتة إلى فكرة الكتاب راودتها منذ نحو ست سنوات عندما تلمست عدم وجود كتاب عن الكويت تستطيع اهداءه او تقرؤه بناتي ليعرفن منه تاريخ الكويت بصورة متكاملة ووافية".واشارت الى ان هناك مناهج دراسية "الا انها غير كافية" فضلا عن افتقار مكتبات الكويت لكتب تاريخية يفتخر بها الابناء، مشيرة إلى أنها خلال قراءاتها لتاريخ الكويت اكتشفت ان هناك عددا من المعلومات التي يجهلها الابناء فضلا عن خلو الكتب المتوفرة من الصورة المتكاملة والاثارة والتشويق والصور المعبرة والوثيقة المؤكدة والامور التي تشعرهم بالفخر والسعادة بما شهدته الكويت".وبينت أن اعداد الكتاب استغرق اكثر من خمس سنوات ما بين البحث والتقصي عن اهم وابرز الوثائق والصور التاريخية والتدقيق والمراجعة اللغوية والتاريخية من قبل المختصين ليخرج الكتاب بحلته النهائية مشيرة إلى أنها قامت بزيارات ميدانية للكثير من الوزارات والمؤسسات والمكتبات العامة والخاصة وصورت الكثير من المقتنيات الخاصة لاول مرة وانها واجهت صعوبة في عدم وجود كتب توثق تاريخ الكويت بالصور والوثائق".واوضحت انه بعد ان تم الانتهاء من اعداد المادة العلمية المستمدة من الكثير من المراجع والمواقع الالكترونية المعتمدة والموثوق فيها عرضت الكتاب للمراجعة من قبل الدكتور حمد القحطاني،مضيفة أنها انها "لمست الاعجاب الكبير من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد بالكتاب وما تضمنه من وثائق وصور توضيحية إضافة إلى ثناء سموهما الثناء على نوعية الورق المستخدم واخراجه وفخامة الطباعة.وتابعت "ان الفترة المقبلة ستشهد تعاونا مع الجهات المعنية لتزويد سفاراتنا بالخارج بالكتاب فضلا عن المنظمات العالمية والعربية والخليجية، مبينة ان بعض الجهات ومنها وزارة الاعلام طالبت بطباعة الكتاب باللغتين الفرنسية والاسبانية.وذكرت أن المقدمة تصمنت كذلك عددا من الخرائط القديمة للكويت، منها الخريطة التي رسمها نيكولا كافيريو بين عامي (1504-1505) والتي تعتبر من اقدم خرائط العالم ويظهر فيها جون الكويت وصولا الى اول خريطة ذكرت اسم الكويت للرحالة كارستن نيبور عام 1765.وكشفت عن ان الكتاب يحتوي على نص نادر للكولونيل سير لويس بيلي يعود لعام 1863 ووثائق تشير الى ان الكويت تاسست عام 1613 وان اول من استخدم اسم الكويت وتحدث عن عمرانها ورخائها الاقتصادي الرحالة الدمشقي مرتضى بن علوان عام 1709.وأشارت إلى ان الكتاب استعرض بتسلسل تاريخي فترات حكام الكويت بداية من الامير صباح بن جابر (1718-1762) حاكم الكويت الاول ومؤسسها ، مؤكدة أنها فترة تضمنت عددا قليلا من الوثائق.
وقالت ان فترة حاكم الكويت الثاني الامير عبدالله بن صباح بن جابر (1762-1813) شهدت رفع اول علم (السليمي) على السفن الكويتية عام 1762، مشيرة إلى وجود وثائق اخرى منها كتاب المستكشف الالماني كارستن نيبور اول اوروبي يذكر القرين والكويت مبينة ان هذا الكتاب طبع باللغة العربية وعنوانه (وصف شبه الجزيرة العربية) ويعود لعام 1772.ولفتت الى ان كتابها تناول فترة الامير جابر بن عبدالله بن صباح حاكم الكويت الثالث (1813-1859) والذي لقب بجابر الخير وما شهدته تلك الفترة من تطور منها بناء سور الكويت الثاني عام 1814 وتوقيع اول اتفاقية بحرية مع بريطانيا.وذكرت انها تناولت ايضا فترة الامير صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح حاكم الكويت الرابع (1859-1866)، مبينة أنها شهدت رواجا تجاريا ، كما ضمنت الكتاب خرائط ووثائق توضح مدى النشاط التجاري لاهل الكويت مع الهند والبصرة.وأوضحت الكتاب تناول ايضا فترة الحاكم الخامس (1866-1892) الامير عبدالله بن صباح بن جابر بن صباح التي شهدت الكثير من الاحداث منها سك اول عملة وطنية وافتتاح اول دار لتحفيظ القران وتعليم القراءة والكتابة في الكويت، فيما بينت أن فترة حكم حاكم الكويت السادس الامير محمد بن صباح بن جابر بن صباح (1892-1896) شهدت أحاثا عدة منها انشاء اول سوق لحم وتدهور تجارة اللؤلؤ وانشاء سوق (الخبابيز).وأضافت ان الكتاب تناول فترة حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك الصباح الجابر الصباح (1896-1915) مؤسس دولة الكويت الحديثة والذي شهدت فترة حكمه العديد من الاحداث المهمة منها تشييد القصر الاحمر وقصر السيف وافتتاح اول مدرسة نظامية ورفع اول علم وطني. ولفتت الى انه رغم قصر فترة حكم حاكم الكويت الثامن الشيخ جابر المبارك الصباح (1915-1917) فان التجارة ازدهرت في عصره وتم تأسيس قصر دسمان واعقبها فترة الحاكم التاسع الشيخ سالم المبارك الصباح (1917-1921) والذي تم في عهده اول مسح جيولوجي في الكويت.واوضحت ان الكتاب تناول ايضا فترة حكم الشيخ احمد الجابر المبارك الصباح حاكم الكويت العاشر (1921-1950) التي شهدت ازدهار التعليم وتاسيس مدرسة الاحمدية وتأسيس اول مجلس للشورى وارسال اول بعثة للتعليم بالخارج.مشيرة إلى أنها تناولت بعد ذلك فترة حاكم الكويت الحادي عشر (1950-1965) الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح التي شهدت الكثير من الاحداث المهمة منها اعلان استقلال الكويت واصدار اول عملة كويتية واجراء انتخابات المجلس التاسيسي وصدور دستور الكويت وتشكيل اول وزارة في تاريخ البلاد.وذكرت ان الكتاب استعرض اهم انجازات تحققت في عهد الحاكم الثاني عشر الشيخ صباح السالم المبارك الصباح (1965-1977) ومنها انشاء اول جامعة علمية بالكويت والمشاركة في انشاء منظمة الاقطار العربية المصدرة للنفط اوابك وافتتاح اول محطة في الشرق الاوسط للاتصال عبر الاقمار الصناعية. وأكدت أن الكتاب القى الضوء على النهضة العمرانية والثقافية التي شهدتها فترة حاكم الكويت الثالث عشر (1977-2006) الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح ومنها افتتاح مجمع الاعلام ومبنى الاذاعة والتلفزيون ومطار الكويت الدولي وابراج الكويت ، مضيفة أن الكتاب وثق بالصور اهم المحطات في حياة حاكم الكويت الرابع عشر الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح الذي لقب بـ(اسد التحرير) وبطل التحرير والامير الوالد.ولفتت الى ان الجزء قبل الاخير استعرض بالصور والمستندات اهم الاحداث التاريخية في عهد حاكم الكويت الخامس عشر أمير الحكمة والإنسانية سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد ودور سموه في تعزيز مكانة الكويت الدولية ، مبينة أن الخاتمة تضمنت الاحصاء السكاني منذ عام 1765 وصولا الى اخر احصاء عام 2016 والمناخ والمياه الاقليمية والالقاب التي اطلقها الكويتيون على الرياح والامطار.