انتفاضة مهسا أميني تتأجج... والأمن يقمع بالرصاص ويحاصر الجامعات

لندن، طهران، عواصم - وكالات: فيما تتواصل الانتفاضة ضد مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في طهران، تأججت الاحتجاجات الطلابية وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على طلاب جامعة يزدان بناه كردستان التقنية، وتمت محاصرة الطلاب داخل الجامعة.
وكانت المعلومات اشارت الى أن الأمن يفرض طوقاً أمنياً حول معظم الجامعات، ويخطط لإحكام السيطرة على حركة الطلاب اعتباراً من أمس، فيما تواصلت الاحتجاجات بالقرب من الجامعة المحاصرة بمدينة مشهد وفي مدن إيرانية عدة.
ودعا طلاب جامعات العاصمة طهران لاستمرار التظاهرات، تنديداً بقمع الشرطة رغم تهديدات "الحرس الثوري"، ونظم الطلاب تظاهرات كبيرة في كلية التقنية بجامعة طهران ومشهد، وسوهانك بطهران، ومنام جامعة أمير كبير في أراك، بينما عمدت قوات الأمن وعناصر الباسيج إلى محاصرة الطلاب المتظاهرين، وفقا لما نقله موقع "إيران إنترناشيونال" الذي أفاد بأن عناصر الباسيج ارتدوا ملابس مدنية ودخلوا إلى الحرم الجامعي في طهران، رافعين هتافات مؤيدة لترهيب الطلاب المحاصرين.
وذكرت وكالة "بلومبيرغ" إن طالبا أصيب برصاصة في رأسه في كلية الطب في مدينة سنندج، وأظهر مقطع فيديو حراسا يرتدون معدات مكافحة الشغب عند مدخل الجامعة يطلقون الرصاص وسط دخان الغاز المسيل للدموع.
وفيما قام البرلمان الإيراني برفع رواتب عناصر الأمن، في خطوة على ما يبدو لتحفيز مواجهة الاحتجاجات، اكدت تقارير أن قوات الأمن أطلقت رصاص الصيد ضد المواطنين الذين جاؤوا لمساعدة الطلاب المحاصرين في كلية التقنية بمنطقة أمير أباد، وأغلقت الشارع المؤدي إلى أزقة الجامعة، ورغم ذلك واصل المحتجون في حي أمير أباد ترديد الشعارات المناهضة للنظام، مثل "الموت للديكتاتور خامنئي".
وقال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إن الحركات الاجتماعية ستستطيع تغيير السياسات وإصلاح الحكم في إطار النظام السياسي، بشرط فصلها عن دعاة العنف والمجرمين والانفصاليين، متهما إسرائيل بشن هجوم شيراز، قائلا "ليعلم الكيان الصهيوني والرجعيون الإقليميون بأنهم لا يستطيعون الاختباء وراء داعش، بل سيحاسبون على الدماء التي أريقت".
من جانبه، أعلن القضاء عقد أول جلسة لمحاكمة عدد من المتظاهرين الموقوفين بتهمة إثارة "أعمال شغب"، حيث كان رئيس السلطة القضائية غلام حسين ايجئي، دعا إلى التعامل بقوة مع التظاهرات الشعبية.
بدوره، أفاد تقرير إعلامي بأن الشرطة تستخدم طائرات بدون طيار للسيطرة على الاحتجاجات، حيث زعمت وكالة "تسنيم" المقربة من "الحرس الثوري" أن الطائرات المسيرة تهدف لمساعدة القوات الخاصة على وجه الخصوص في مراقبة الأحداث بشكل أكثر فاعلية، وتحديد مواقع القنابل التي يصنعها المتظاهرون.
في غضون ذلك، تتواصل الاحتجاجات الداعمة للشعب الإيراني في مدن عدة خارج إيران، ففي كندا، انضم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى مسيرة مع محتجّين تجمّعوا في العاصمة أوتاوا، وقال للصحافيين أمام لافتة بيضاء مغطّاة بعشرات بصمات الأيدي الحمراء، "سنُواصل نضالنا من أجل مستقبل أفضل للجميع في كل أنحاء الكوكب، خصوصًا النساء اللواتي عانين في إيران"، وأضاف "نحن هنا متضامنون معكم وسنبقى كذلك"، قبل أن يُنهي خطابه بترديد شعارات إيرانيّة رافعًا قبضته وسط هتافات الجماهير.
وذكّر رئيس الحكومة الكندية بأنه فرض عقوبات عدّة خلال الشهر الماضي على عشرات من كبار المسؤولين في النظام الإيراني، ردا على انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان خلال التظاهرات التي تشهدها إيران.
ونُظّمت تجمّعات في مدن كندية أخرى، ولا سيّما في فانكوفر ومونتريال ووينيبيغ وتورنتو، حيث شكّل المتظاهرون سلاسل بشريّة، كما تجمّع الآلاف في باريس ومدن فرنسية أخرى، حيث خرجت تظاهرة واسعة في العاصمة الفرنسية باريس تنديداً بمقتل مهسا أميني.
وتجمع الآلافُ في العاصمة الألمانية للتعبير عن تضامنِهِم مع المتظاهرين المناهضين للحكومة الإيرانية رافعين لافتاتٍ تنتقد قادةَ إيران، وتضمن الكثير منها شعار "المرأة، الحياة، الحرية" باللغتين الإنجليزية والألمانية، كما شهدت العاصمة الإيطالية روما احتشاد مئاتِ الأشخاص من الجنسية الإيرانية والإيطالية للاحتجاجِ على القمع الذي تمارسه طهران بحقِ المحتجين.
كما تجمع محتجون بوسط لندن، حيث ساعد مجلس المسلمين السابقين في بريطانيا في تنظيم مسيرة في ميدان ترافلجار وقدر المشاركين بالآلاف، فيما قالت المتحدثة باسم المجلس مريم نمازي إنه يتم تنظيم احتجاجات أسبوعية في ميدان ترافلجار منذ وفاة أميني، وتم تنظيم مسيرات مشابهة في مدن أخرى حول العالم، مضيفة "اليوم، مثل كل سبت، جاء المحتجون إلى ميدان ترافلجار لإظهار دعمهم لثورة النساء في إيران".