الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

انصبوا كاميرات المراقبة الأمنية فالجرائم متزايدة

Time
الخميس 18 مايو 2023
View
11
السياسة
أحمد الدواس

كان في مدينة الكويت القديمة، وفي سوق المباركية، ناطور، وهي كلمة عربية فصيحة، بمعنى الحارس، يمر على الدكاكين، وأبوابها مقفلة، فيمسك القفل ويرجه ليتأكد أنه مُحكم الإغلاق، ثم اختفى هذا الناطورعندما توسع البنيان في الدولة.
بمرور الزمن، ازدادت الجرائم في البلاد بكل أشكالها فلم تبق جريمة إلا وارتكبت فيها، حتى الخطف، فوفقا لبلاغات الخطف هناك خطف شخص واحد كل يوم في الكويت، فهل ننتظر ان يخطف المجرمون أهلنا؟
لنضرب أمثلة أجنبية، ثم نلقي الضوء على الوضع الداخلي:
في 26 يوليو 2021 اختطف شخص طفلا عمره خمس سنوات من أمه وهي تمشي في أميركا، ووضعه داخل سيارته، لكن الأم انتزعت طفلها من السيارة، واستطاعت كاميرات الأمن معرفة وجهي مرتكبي حادث الخطف، وهما شخصان، فانطلقت تبحث عنهما.
وفي السعودية شرع شخص باختطاف امرأة مقيمة محاولا إرغامها على ركوب سيارته في مدينة الخبر يوم 3 نوفمبر 2021، لكن الشرطة استعانت بالكاميرات الأمنية فكشفت صورته، ورقم سيارته، وضبطته، وإحالته الى النيابة.
في نيجيريا عصابات مجرمة تخطف مئات التلميذات والتلاميذ لمطالبة أهاليهم بالفدية، وبعض البنات تبقى أسيرات في أيدي هذه العصابات مدة من الزمن.
السؤال الآن: هل ننتظر ان يتردى وضعنا الأمني ليتشجع المجرمون على خطف عيالنا وأهلنا؟
ورب قائل إني ألفت انتباه المجرم ليرتكب الخطف فأقول، وهل هذه الفكرة لم تخطر على باله؟
لقد أصبحنا نخشى على عيالنا، أولادا وبنات، وما أقصده واضح في السطور التالية، ولكم ان تتخيلوا آثار هذا الفعل المفجعة عليهم وعلى أهل المخطوف.
وفي 11 يناير 2022 كانت هناك فتاة عربية متوجهة صباحا الى مدرستها، ويبدو أنها ذهبت مبكرا، ثم اختفى أثرها، وبعد يوم عُثرعليها في أحد المساجد، فإن كانت مجريات الحادث صحيحة، ليحفظ الله بناتنا من كل مكروه.
وفي الكويت حاول ذئب بشري في الفروانية اختطاف مصرية في 6 سبتمبر2021 فولّى الأدبارعلى وقع صراخ الفتاة، التي زود والدها الشرطة بأوصاف الذئب البشري الهارب، وأُحيلت القضية للمباحث الجنائية، للبحث والتحري عن المتهم.
وفي سبتمبر عام 2019 خطف خمسة أشخاص مواطناً من منطقة القرين بالقوّة، وانطلقوا به إلى الجهراء، وضربوه ثم ألقوه في حولي، ولم تكن هناك كاميرات مراقبة لأجهزة الأمن.
في شهر فبراير 2020، وبينما كان طفل يلهو برفقه أسرته في إحدى الحدائق، تربص به قائد سيارة وأصعده معه ودنس براءته بساحة ترابية، ثم أعاده الى الحديقة يبكي، فأبلغ أهله مخفر الشرطة التي أخذت تبحث عن الفاعل، بينما لو كانت هناك كاميرا مراقبة في الحديقة لكشفت وجهه أو رقم سيارته.
وفي 12 يناير2022 اقتحم لصوص محلا لبيع الذهب في الجهراء، لكن اللصين كانا ملثمين، وتبدو سيارتهما قرب المحل، لأنهما كانا يضعان الذهب فيها، فلو كانت هناك كاميرا للداخلية في شارع المحل، بدل الناطور، لرصدت رقم السيارة.
أنقذوا البلد يا وزارة الداخلية، فمنذ نحو ثلاث سنوات ذكرنا بمقالة كيف تراقب شرطة لندن الشوارع وواجهات المحال بكاميرات أمنية، تكون على أعمدةٍ متصلة بالمخافر، فالشرطي بالمخفر يشاهد واجهة المحل، ويضع "ماوس الكمبيوتر"على وجه منتهك القانون فيخرج اسمه وبياناته على الشاشة، لتضع وزارة الداخلية كاميرات مراقبة في كل مكان تكون متصلة بالمخافر، لمراقبة الوجوه وأرقام السيارات، وهذه فرصة لتوظيف شبابنا بالمخافر، كونوا بالمرصاد لكل لص ومختطف، وأعلنوا على الملأ أشد العقوبات لجريمة الخطف، حمايةً لأهلنا وعيالنا.

سفير كويتي سابق

[email protected]
آخر الأخبار