انطلاق اختبارات "التربية" اليوم بإجراءات تعرقل محاضر الغش

* عودة ظاهرة الدروس الخصوصية ووسائل غش إلكترونية متنوعة بـ 50 ديناراً
* مظاهر وبهرجة وإساءة استخدام صور مشاهير بزعم توفيرالأجواء المريحة

كتبت ـ رنا سالم:

ينطلق قطار اختبارات الفصل الدراسي الأول اليوم لطلاب الصف الخامس الابتدائي والمرحلتين المتوسطة والثانوية باستثناء الصف الثاني عشر والذي يبدأ طلبته الاختبارات 30 ديسمبر الجاري، حيث تتسابق الإدارات المدرسية على توفير الاجواء المريحة للاختبارات، اضافة الى مراجعات للطلبة ودروس تقوية، كما عادت ظاهرتا الدروس الخصوصية و بيع وسائل الغش على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين يتوقع تربويون تزايد معدلات الغش هذا العام نظراً لتعقيد اجراءات كتابة المحاضر وتخفيف العقوبات.
ورصدت "السياسة" بعضاً من وسائل الغش المطروحة بأنواعها المختلفة حيث بدأ ضعفاء النفوس ترويجها للطلبة عبر اطلاق العروض التي تنوعت ما بين سماعة الميني نانو والمغناطيس والكارت و"تي شيرتات" لأشهر الماركات ذات الجودة العالمية في مقابل يتراوح بين 30 إلى 50 ديناراً لتضع وزارة التربية أمام التحدي السنوي ومحاولة السيطرة على الغش في لجان الاختبارات عبر اجهزة التشويش الإلكتروني واصدار التعليمات بالتشديد والرقابة على الطلبة للحد من هذه الظاهرة.





تخفيف العقوبة
وأكدت مصادر تربوية مطلعة لـ"السياسة" أن تعليمات مشددة صدرت من بعض مديري المدارس لرؤساء اللجان باستخدام الإسلوب المطاط في تحرير محضر الغش بكتابة "حاول الغش" بدلا من "ثبوت الغش" ليحرم الطالب من درجة ومادة الاختبار ولا يحرم من جميع الاختبارات في محاولة لتخفيف العقوبة وذلك في ظل الظروف التي شهدتها وزارة التربية أخيراً من عطلة الأمطار وسرعة انتهاء المنهج الدراسي، رغم أن هذا الاسلوب سيحرض الطالب على الاستمرار في محاولات الغش خلال الاختبارات الأخرى.

إجراءات معقدة
وفيما قررت وزارة التربية تدوير مديري المدارس كوسيلة لمكافحة ظاهرة الغش في اختبارات الثانوية العامة، لفتت المصادر إلى أن تعليمات صدرت بالتشديد على زيادة اجراءات تحرير محضر الغش للصف الثاني عشر، حيث يمر بمراحل متـعـددة ومعقدة، ويؤخذ فيه رأي الملاحظ ورئيس اللجنة ومدير المنطقة التعليمية، ومن ثم فإن اجراءات تحرير المحضر المغلظة قد تجعل الملاحظ يتهاون في ضبط الطلبة الغشاشين، لكون الاجراءت الجديدة معقدة وتستغرق الكثير من الوقت والجهد.

بهرجة زائدة
وحول الاختبار المريح ، قالت مصادر تربوية: إن بعض الإدارات المدرسية تبالغ في التجهيز للاختبار من حيث المأكولات والمشروبات والبهرجة الزائدة، في حين تتبع بعض المدارس سياسة عدم الكلام مع الطالب خلال الاختبار داخل اللجنة، لذا فإن مبدأ الاختبار المريح في المدارس متفاوت من مدرسة إلى آخرى، حيث تهتم بعض المدارس خاصة مدارس البنات بتوفير اجواء مختلفة من ديكورات والوان بخلاف مدارس البنين، في حين أن مفهوم الاختبار المريح يعني توفير جو هادئ في قاعة الاختبار ومراعاة عدم ضغط الطالب وطمأنته وليس المبالغة في الصرف والتكاليف.

استخدام المشاهير
واختلف أولياء الأمور والمعلمون والتربويون حول ما قامت به احدى الإدارات المدرسية بوضع لوحات ارشادية تضم صوراً لمشاهير لتوجيه الطلبة الى قاعات الاختبار، وقال مصدر تربوي مسؤول: إن الأمر الذي قامت به الإدارة المدرسية غير لائق من الناحية التربوية كما أن الشخصيات التي تمت الاستعانة بها في اللوحات لم يتم الاستئذان منها قبل الإقدام على هذه الخطوة حيث يمكن ان تقوم بمساءلة المدرسة قانونيا بتهمة الإساءة والسخرية منها اضافة الى ان المبادئ الإسلامية تنهى عن السخرية، وتساءل كيف نربي الطالب على هذه المبادئ ونفعل عكسها ونحن قدوة لهم ؟.


موجهون لـ"الطلبة": حافظوا على الكتب لمتابعة الدراسة في الفصل الثاني

أصدر بعض موجهي المواد تعلميات للمعلمين والمعلمات بتنبيه الطلبة بضرورة المحافظة على الكتاب المدرسي لمتابعة الدراسة منه خلال الفصل الدراسي الثاني لجميع المراحل الدراسية، وحذر تربويون الطلبة من الإنخراط في استخدام وسائل الغش واستسهاله واستخدام سماعات المغناطيس التي قد تتلف السمع فيما بعد مشددة على ضرورة التقيد بتعليمات وزارة التربية ولوائحها واستذكار الدروس بدلا من ضياع الوقت في الحصول على وسائل الغش التي قد تدمر مستقبل الطالب للابد .


تجربة العام الماضي


رصدت وزارة التربية العام الدراسي الماضي اكثر من الف حالة غش بالثانوية العامة، كما تنامت ظاهرة الغياب خلال الفصل الدراسي الثاني نتيجة إدراك الطلبة الغشاشين عدم جدوى محاولاتهم، وأيضاً تم رصد فروق كبيرة بين بعض نتائج الطلبة في المدارس قبل وبعد تطبيق لائحة الغش خلال الفصلين الأول والثاني، ولاقت قرارات منع الغش ردود فعل ايجابية مما جعل وزارة التربية تعاود تكرار تطبيقها مع الاختبارات الحالية للحد من الظاهرة.