بهزاد: المخيمات الربيعية تساهم في عدم تهيئة الظروف المناسبة لنمو الغطاء النباتي وتجريف التربةكتب ـ عبدالناصر الأسلمي:مع انطلاق موسم التخييم اليوم، شددت بلدية الكويت على وجوب التزام اصحاب المخميات بالاشتراطات المرعية ومن اهمهما الابتعاد عن المنشآت النفطية والعسكرية بالاضافة الى حظر تجريف التربة واقامة منشأة او سواتر لمواقع المخيم حيث شكلت فرقا ميدانية للجهات المعنية في البلدية وهيئتي البيئة والزراعة لعمل جولات ميدانية على المواقع للتأكد من التزام اصحاب المخيمات باللوائح والنظم واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المخالفين لقوانين تلك الجهات المختصة.وجالت «السياسة» على عدد من مواقع التخييم التي شرعت ابوابها لموسم البر رغم ان الحرارة مازالت في النهار غير محببة حيث لاتزال درجاتها تسمح بخروج العديد من الزواحف والحشرات الضارة من مكامنها ومع ذلك فإن المخيمات ضربت اطنابها على مد البصر وحطت جميع مواقع الخدمات رحالها حول مواقع التخييم فهناك المعدات الخاصة بوضع حدود المخيم الترابية على اهبة الاستعداد اضافة الى البقالات المتنقلة وفيها جميع ما يريده اهل الخيام فضلا عن المطلوب الأهم من قبل الاهالي وهو اصحاب تأجير البقيات الذين نشروها امام مواقعهم الخاصة لتلبية طلبات الترفيه. ويقول ابو عبدالله الذي رفض التصوير: إن الطلب على تأجير البقيات يتراوح بين دينارين ونصف الدينار الى 5 دنانير حسب جودة ونوع المركبة المؤجرة، مؤكدا قلة الإقبال على التأجير نهارا وتزايد وتيرته من بعد العصر حيث يتوافد المئات من اصحاب المخيمات اليها هم وعوائلهم لتدور عجلة التأجير.من جهة أخرى يفضل عدد من اصحاب المخيمات اختيار مواقع بعيدة جداً عن الناس فتنصبها فوق التلال العالية ولا يحدها سوى جرف خطير في حال هطول الأمطار الغزيرة حيث استفسرت «السياسة» عن سبب اختيار هذه المواقع المرتفعة والخطرة فكان الجواب انها افضل لاستنشاق الهواء والبعد عن ازعاج اهل البقيات والسيارات الرياضية التي تسبب الضجيج وتثير الغبار اثناء التقحيص.كما يحرص بعض من اصحاب المخيمات على الهوية الوطنية من خلال رفع علم الكويت في قلب المخيم في صورة تظهر محبة الوطن والاعتزاز برمزه الخفاق وفي المقابل فإن عددا من المخيمات خالف بشكل صريح تحذير الجهات المعنية من التخييم قرب خطوط الضغط العالي وفي المواقع التي حذرت البلدية من التخييم فيها.وقالت امين عام جمعية حماية البيئة جنان بهزاد لـ «السياسة»: إن فترة التخييم في موسم الربيع تعد من االاستخدامات البشرية التي تؤثر سلبا على البيئة الصحراوية حيث تؤدي الى تكسير الطبقة السطحية الحصوية الواقية وانجراف ماتحتها من رواسب دقيقة بفعل الرياح، كما تشهد البيئة البرية في الكويت «ظاهرة التصحر» والمتمثلة بتدهور الاراضي وفقدانها القدرة الانتاجية والكساء الخضري وانخفاض خصوبة التربة وتملحها وتصلبها وزيادة معدلات انجرافها.وأضافت ان موسم التخييم يساهم مع الظروف الطبيعية للتربة وخصائصها وتكوينها في عدم تهيئة الظروف المناسبة لنمو النباتات وازدهار الغطاء النباتي وذلك لأسباب طبيعية تتلخص في هشاشة التربة وفقرها في المواد العضوية الى جانب إلى تفككها وسهولة انجرافها وتدهورها، كما أن الغطاء النباتي في الكويت «فقير ومحدود الانتاجية» بسبب الظروف المناخية القاسية. وحذرت بهزاد من أضرار السواتر الترابية التي تسبب استنزافا كبير للتربة، إذ إن الساتر الترابي بطول 100 متر يستهلك ما بين 40 إلى 50 متراً مكعباً من التربة التي لا يمكن التعويض عنها بأي شكل من الأشكال، بالإضافة إلى إعاقة السواتر الترابية للحركة الطبيعية لمياه الجريان السيلي أثناء السيول، ما يعني حدوث خلل هيدرولوجي وإهدار كميات هائلة من مياه الأمطار،فضلاً عن أن السواتر الترابية مصادر للعواصف الرملية والغبارية المحلية.وأشارت إلى أن من ابرز النفايات المعمرة التي تعيش لسنوات في البيئة البرية ويمكن ملاحظتها في جميع المناطق هي النفايات البلاستيكية من أكياس وقناني المياه وغيرها من بقايا النفايات التي يظهر اجزاء منها واجزاء اخرى مدفونة تحت الرواسب الرملية لتصبح جزءا من طبقات التربة لتبقى بها سنوات طويلة وتشكل جزءا من البيئة وتؤثر عليها.وافادت بهزاد بأن القانون يعاقب كل من يقيم مخيمات في البر تؤثر على التربة بغرامة تصل الى 5 آلاف دينار مع إلزامه بإزالة المخالفة، وفي وقت ازالة المخيمات تظهر المخالفات والتجاوزات والتي من السهل على كل مواطن استخدم الارض للتخييم تركها كما كانت لتبقى مستدامه للأجيال التالية.