الدولية
انفجار الاحتجاجات في وجه خامنئي والمعارضة تطالبه بالتنحي
الأحد 12 يناير 2020
5
السياسة
أزمة ديبلوماسية بسبب احتجاز السفير البريطاني... ولندن: طهران أمام مفترق طرق... عدم التصعيد أو العزلةطهران، عواصم - وكالات: خرجت حشود الطلاب في جامعات إيرانية عدة أمس، مرددين شعارات ضد النظام الحاكم، وذلك ضمن احتجاجات كبيرة تفجرت منذ أول من أمس، في أعقاب اعتراف "الحرس الثوري" بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية عن طريق الخطأ، ووسط تهديدات من "الحرس" باستخدام القوة في إنهاء هذه الاحتجاجات.وتجمع طلاب وطالبات جامعة "بهشتي" في طهران، مرددين عبارات منددة بإسقاط الطائرة الأوكرانية، وأطلقوا هتافات: "عدونا هنا وليس أميركا... لا نريد متفرجين انظموا لنا"، و"الطلاب يقظون.. من خامنئي مستاؤون"، وفقا لفيديوهات نشرتها وكالة "إيران إنترناشيونال".كما اندلعت احتجاجات في جامعة أمير كبير في طهران، وفي جامعة دامغان شمال إيران، وجامعة أصفهان وسط البلاد، وتركزت الهتافات على المرشد علي خامنئي "الحرس الثوري يقتل، والمرشد يدعمه".وكثّف المحتجون الإيرانيون في عموم البلاد الضغوط على قادة البلاد، بينما عززت شرطة مكافحة الشغب وجودها في طهران، بعدما أقر الجيش بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ.من جانبه، هدد "الحرس الثوري" الإيراني، على لسان ممثل المرشد الأعلى علي شيرازي، بفض الاحتجاجات بالقوة في حال لم تتوقف، كما وصف المحتجين بالتبعية لأميركا وإسرائيل، وفقا لوسائل إعلام إيرانية.بدورها، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع على آلاف الإيرانيين الذين خرجوا إلى الشوارع في وقت متأخر من ليل أول من أمس، في العاصمة ومدن أخرى، فيما ردد الكثيرون منهم شعار "الموت للديكتاتور"، موجهين غضبهم إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.ونشرت وكالات أنباء مرتبطة بالدولة تقارير عن الاحتجاجات، بينما جرى تداول مقاطع مصورة للتظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي.وقالت صحيفة "اعتماد" الإيرانية في عنوان رئيسي أمس: "اعتذروا واستقيلوا"، مضيفة أن "مطلب الشعب" هو استقالة من هم وراء سوء إدارة أزمة الطائرة.ووصلت التظاهرات إلى أصفهان وشيراز، وقام المحتجون بتمزيق صور لقاسم سليماني، رئيس "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي قتل في غارة أميركية بالعاصمة العراقية بغداد، والمرشد علي خامنئي.بدورها، أشارت تغريدات على "تويتر" إلى أن عشرات المحتجين احتشدوا لليوم الثاني، مرددين هتافات مناهضة للسلطات.وهتف المحتجون الذين احتشدوا في شارع أمام جامعة في طهران "يكذبون ويقولون إن عدونا أميركا، عدونا هنا".كما علت الهتافات المنددة بخامنئي والسلطات، وطالب المحتجون المرشد بالرحيل، وهتفوا: "النظام يرتكب الجرائم وخامنئي يبرر"، و"الموت للولي الفقيه"، و"قاتل وحكمه باطل"، وفق مواقع إيرانية.في غضون ذلك، طالب زعيم "المعارضة الخضراء" في إيران مهدي كروبي في رسالة، المرشد علي خامنئي بالتنحي وترك منصبه.وقال كروبي القابع تحت الإقامة الجبرية في منزله منذ أعوام لخامنئي: "لا تمتلك صفات القيادة وعليك التنحي، لأن لا أحد يعلم حضرتك كقائد عام للقوات المسلحة أين كنت صبيحة حادث إسقاط الطائرة، لماذا لم تصرح بشيء، لم الإنكار وكيل الأكاذيب لثلاثة أيام؟".وأضاف أن "هذه ليست الفضيحة الوحيدة التي تتحمل فيها المسؤولية المباشرة، هناك فضائح أخرى، لماذا لم تفتح تحقيقات بالاغتيالات المتسلسلة (في التسعينات)؟، وتزوير الانتخابات عام 2009 والقمع الدموي للمتظاهرين حينها؟، وكذلك قمع احتجاجات 2018 و2019؟، أي قائد عديم المسؤولية أنت".وختم بالقول: "أرى أنك تفتقر إلى الحكمة والشجاعة والإدارة والقوة اللازمة للريادة وعليك التنحي".من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخاطبا الشعب الإيراني: "أقف إلى جانبكم منذ بداية رئاستي، وإدارتي سوف تستمر في الوقوف معكم".وغرد مضيفا على "تويتر" باللغتين الانجليزية والفارسية": "نتابع احتجاجاتكم عن كثب، ونستمد الإلهام من شجاعتكم"، ومتابعا "يجب على الحكومة الإيرانية أن تسمح لجماعات حقوق الإنسان بالمراقبة والإبلاغ عن الحقائق من على أرض الواقع"، موضحا أنه "لا يمكن أن تحدث مذبحة أخرى ضد المتظاهرين المسالمين، ولا إغلاق للإنترنت. العالم يراقب".من جهته، انتقد السيناتور الجمهوري توم كوتون اليسار الأميركي وتغطيته الإعلامية الملمّعة للنظام الإيراني القاتل، كما أشاد بالشعب الإيراني الشجاع الذي خرج إلى الشوارع احتجاجاً على النظام الإيراني.كما أعرب السيناتور الجمهوري تود يونغ عن إعجابه الشديد بخروج الشعب الإيراني، قائلا على "تويتر": "ألهمتني شجاعة الشعب الإيراني الذي يحتج بسلام في الشوارع".وتسبب احتجاز السلطات الإيرانية السفير البريطاني في طهران، بتهمة تواجده في الاحتجاجات، أزمة دولية.وزعمت قوى الأمن الداخلي، أن السفير البريطاني تم توقيفه مؤقتا عقب حضوره تجمعا غير قانوني أمام جامعة "أمير كبير"، متسترا بصفة مجرد شخص أجنبي.في المقابل، أكد السفير البريطاني، روب ماكير، أنه لم يشارك في أي تظاهرات، مشددا على أن توقيف الديبلوماسيين عمل غير قانوني".وأوضح: "تم احتجازي لنصف ساعة بعد مغادرة المنطقة. واحتجاز الديبلوماسيين بالطبع عمل غير قانوني، في جميع الدول".وبينما أعلنت الخارجية الإيرانية أنها تنتظر تقريرا من قوات الأمن، أكدت الخارجية البريطانية أن احتجاز سفيرها يتعارض مع القوانين الدولية.واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الاعتقال "انتهاكا للقانون الدولي"، قائلا إن "الحكومة الإيرانية في مفترق طرق، يمكنها أن تتجه نحو العزلة أو أن تتخذ خطوات نحو عدم التصعيد".من جانبها، دعت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورجان أورتاغوس النظام الإيراني، إلى الاعتذار من بريطانيا، مشددة على ضرورة احترام طهران حقوق جميع الدبلوماسيين. بدوره، أعرب منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن "قلقه الشديد".