بيروت ـ "السياسة": في اليوم الثاني من "أسبوع الغضب"، ومع دخول الثورة شهرها الرابع، أمس، ازداد الثوار إصراراً على المضي في ترجمة أهداف هذه الثورة مهما كلف الأمر، في مواجهة سلطة القمع والتسلط وإفقار الشعب، غير آبهة بما أصاب اللبنانيين الذين يعانون الأمرّين على شتى الصعد، جراء هذه السياسة الرعناء التي يمارسها أهل السلطة الذين صموا آذانهم عن معاناة الناس الجائعة والمعوزة، فيما يستغل اركان هذه السلطة وجع اللبنانيين لتهريب أموالهم بمليارات الدولارات إلى المصارف السويسرية، دون حسيب أو رقيب، وبتواطؤ من المصارف والمسؤولين عن السلطات المالية في البلد .ومع استعادة الثورة بريقها، يزداد الغضب الشعبي تفجراً في بيروت ومعظم المناطق اللبنانية التي أطلقت صرخة مدوية في وجه السلطة الحاكمة التي تحاول من خلال ممارساتها كسب الوقت، لتشتيت الثوار ودفعهم إلى اليأس، وهو أمر بدا مستحيلاً مع ثبات الثائرين على مواقفهم، ورفضهم المساومة على مطالبهم، بعدما أدرك الحاكمون أنهم لن يقدروا على إسكات صوت المنتفضين الذين لن يهدأوا إلا بعد رحيل هذه السلطة التي تجاوزت كل الحدود بفسادها وشبقها اللامحدود لجمع الثروات على حساب الشعب الجائع .وقالت مصادر من الحراك، أن هناك اتجاه لتصعيد كبير ابتداء من بعد ظهر اليوم ودعوة لاضراب عام وزحف الى مجلس النواب.وفي اليوميات، واصل المحتجون اعتصاماتهم أمام فروع مصرف لبنان في المناطق، حيث منعوا الموظفين لليوم الثالث الموظفين من الدخول إلى مصرف لبنان في بعلبك لمزاولة عملهم.ورفع المحتجون شعارات منددة بسياسة المصرف، وسط إجراءات أمنية اتخذها الجيش وعناصر من قوى الامن الداخلي.ونفذ عدد من المحتجين اعتصاما، أمام مركز "أوجيرو" في بعلبك، ومنعوا المراجعين من دخول المبنى، ورشقوا فرع الشبكات بالحجارة.وحضرت عناصر الجيش وقوى الأمن ومنعوا المتظاهرين من دخول المبنى.ونظم طلابٌ من الجامعات والثانويات الرسمية والخاصة في النبطية، تجمعًا في حي الجامعات، تحت شعار "بيحقلنا نضوي مستقبلنا"، في حين انطلق الطلاب في مسيرةٍ جابت شوارع النبطية، وصولًا الى أمام سرايا النبطية، وسط إجراءات أمنية اتخذتها عناصر قوى الامن الداخلي.وحصلت عملية كر وفر بين الجيش والمتظاهرين على اوتوستراد زحلة بعد استقدام الاطارات لاعادة قطع الطريق.وعمل الجيش على إزالة السلاسل الحديدية والسواتر الترابية وفتح مستديرة المنارة في زحلة كما الاوتوستراد. وفي صيدا، انطلق محتجون من ساحة إيليا، باتجاه شارع رياض الصلح، حيث نظموا وقفة احتجاجية امام عدد من محال الصيرفة، وسط إجراءات للقوى الأمنية، وأجبروا أصحابها على الإقفال.وطالب المحتجون الصرافين، "باعتماد السعر الرسمي للدولار" متهمين إياهم، "بالمساهمة في ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية لتحقيق الأرباح الطائلة".وانطلقت تظاهرة طالبية، من ساحة الجديدة باتجاه نقطة التجمع المركزية للمحتجين في جل الديب.ويأتي هذا التحرّك ضمن "أسبوع الغضب" الذي بدأه الثوا، احتجاجًا على طريقة تعاطي القوى السياسية مع الملف الحكومي، واهمال مطالبهم واعتراضًا على الاجراءات التي تتخذها المصارف بحق المودعين.وعلّقت الناشطة في الحراك المدني نعمت بدر الدين على حديث رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي، وكتبت عبر حسابها على "فيسبوك": "لرئيس المجلس النيابي نبيه بري... ما كانت ملعونة الأيدي اللي ضربت وكسرت وعنّفت أهل النبطية وصور، وكفررمان بمدنهم وقراهم وحاراتهم؟، ما كان لازم تتحاسب؟، ما شفنا حدا إنحبس ولا توقّف ولا انحكم".وأضافت، "متل ما عم تدعي لمحاسبة شاب وصبية معتقلين لأن عم يقاوموا حكم المصرف، ما سمعنا انها ملعونة الغزوات اللي انطلقت من شوارع وحارات على ساحة الشهدا ورياض الصلح وكانت واضحة الهويات والوجوه والشعارات والأعلام".وتابعت، "هيدي الساحات كلها كمان موجودة بعاصمتنا بيروت، بس شكلو قرّبنا على الخط الأحمر، وهو حكم المصرف ورأس المال".وقالت "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها العالمي 2020 إن السلطات اللبنانية تتقاعس عن معالجة الأزمة الاقتصادية والسياسية الخطيرة في البلاد والتي تهدد حصول المواطنين على الخدمات الحيوية، من ضمنها الرعاية الصحية. وتقاعست القوى الأمنية أحيانا عن حماية المتظاهرين من الهجمات العنيفة للمتظاهرين المناوئين لهم.

An anti-government protester destroys an ATM machine during ongoing protests against the Lebanese central bank's governor and against the deepening financial crisis, at Hamra trade street, in Beirut, Lebanon, Tuesday, Jan. 14, 2020. Lebanese security forces lobbed tear gas at protesters who responded with rocks outside the country's central bank Tuesday, a violent turn after demonstrators returned to the streets following a weekslong lull. (AP Photo/Hussein Malla)

Anti-government protesters smash a bank widow, during ongoing protests against the Lebanese central bank's governor and against the deepening financial crisis, at Hamra trade street, in Beirut, Lebanon, Tuesday, Jan. 14, 2020. Lebanese security forces lobbed tear gas at protesters who responded with rocks outside the country's central bank Tuesday, a violent turn after demonstrators returned to the streets following a weekslong lull. (AP Photo/Hussein Malla)