انفجارات قوية تهز الخرطوم واشتباكات عنيفة بأم درمان وسط صورة قاتمة للنظام الصحي المنهار

"الدعم السريع" يعلن انضمام قبائل سودانية إلى صفوفه

الخرطوم، عواصم - وكالات: فيما لا تزال الأزمة السودانية تراوح مكانها، حيث فشلت كل الجهود التي تم الإعلان عنها لمحاولة وقف الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ شهر أبريل الماضي، هزت انفجارات قوية ومتتالية جنوب شرقي العاصمة الخرطوم، جراء قصف مدفعي شنه الجيش السوداني على مواقع يتمركز فيها مقاتلو قوات الدعم السريع.
وسُمعت أصوات إطلاق النار من أسلحة متوسطة وخفيفة بأحياء وسط وشرق أم درمان بالقرب من محيط جسر شمبات الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان. في حين أفادت مصادر محلية بأن الترقب والحذر يسودان أرجاء مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، بعد احتدام المواجهات وإعلان الجيش السوداني صد هجمات شنتها قوات الحركة الشعبية. وقال بيان صادر عن الجيش إن قوات الحركة الشعبية تكبدت خسائر كبيرة في صفوفها، إلى جانب تدمير دبابتين وعدد من العربات القتالية، والاستيلاء على دبابتين. كما أكد بيان الجيش إفشال محاولة ميليشيات متمردة التسلل إلى بعض المواقع الدفاعية بمحيط منطقة بحري العسكرية، مشيرا إلى قتل خمسة من المتمردين والاستيلاء على عدد من الأسلحة. وكشف الجيش في بيانه أن الميليشيا المتمردة قامت بقصف عشوائي لمنطقة شمبات، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المدنيين، كما قامت قوة أخرى من الميليشيا المتمردة في حي المواليد بأم درمان بإجبار سكان الحي على إخلاء منازلهم بالقوة ثم قامت بنهب محتويات كل منازل الحي.
وفي مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور أفادت مصادر صحفية باندلاع معارك طاحنة وتبادل القصف المدفعي بين الجيش والدعم السريع صباح أمس بأحياء وسط المدينة. وأكد بيان القوات المسلحة السودانية أن قوات الجيش وجهت ضربات لأهداف مُعادية في مناطق الباقير وسوبا ومناطق أخرى، وكبدت المتمردين خسائر كبيرة في الأفراد والمركبات القتالية، مُضيفًا أن القوات المُسلحة السودانية ترصد بدقة كل تحركات ونوايا الدعم السريع داخل وخارج منطقة العاصمة، وجاهزة للتعامل معها بكل حزمٍ.
في المقابل أعلنت قوات الدعم السريع انضمام قبيلتي الشنابلة والفلاتة إلى صفها في الحرب الدائرة ضد قوات الجيش السوداني. ورحبت في بيان لها بانحياز القبيلتين إلى خيار الشعب السوداني المتطلع للحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية على حد زعمها. ودعت القوات الإدارات الأهلية إلى إعلاء صوت الحكمة وتفويت الفرصة على أبواق النظام البائد والفلول والانقلابيين الذين يسعون إلى توسيع دائرة الحرب لإدخال البلاد في حرب أهلية لن ينجو منها أحد.
على صعيد آخر رسمت 5 منظمات دولية ومحلية صورة قاتمة عن أوضاع القطاع الصحي في السودان، خاصة بعد خروج أكثر من 70 بالمئة من المستشفيات عن الخدمة، بسبب القتال المستمر منذ 125 يوما بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت منظمة الصحة العالمية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" ونقابة أطباء السودان المركزية، رابطة الأطباء الاشتراكيين "راش"، وزارة الصحة السودانية، إنها رصدت تفشي أمراض الملاريا والتيفوئيد والحصبة والدرن في عدد من مناطق السودان. في حين رأى المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أحد المخاوف الكبيرة التي تحيط بالقطاع الصحي في السودان، هو الهجمات المستمرة التي تتعرض لها المستشفيات وسيارات الإسعاف ومراكز الإمدادات والمخازن والعاملين الصحيين والمرضى.