الأربعاء 18 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

انقسام طبي حول تقليص عزل مصابي "كورونا" إلى 10 أيام

Time
الثلاثاء 16 يونيو 2020
View
5
السياسة
الحنيان لـ "السياسة": المسحات الإيجابية استمرت لدى البعض لأكثر من 15 يوماً

الحجيلان: إفرازات الفيروس استمرت لدى 15 % من المرضى بعد انتهاء العزل

بهبهاني: بروتوكول العزل الأميركي
الأفضل والتغيير حسب النتائج المستحدثة



كتبت ـ مروة البحراوي:


تباينت الآراء الطبية حول تحديث وزارة الصحة اشتراطات عزل المصابين بفيروس كورونا كوفيد ـ 19 لتصبح مدة العزل 10 أيام فقط من بداية ظهور الأعراض بدلا من 14 يوما، حيث عبر بعض الأطباء عن تخوفهم من البروتوكول الجديد لأن بعض الدراسات أكدت استمرار الفيروس "حياً" لدى 15 % من المرضى بعد اليوم العاشر من العزل، وفي مقابل استشهاد البعض الآخر بدراسة لكوريا الجنوبية أظهرت أن نتائج مزرعة الفيروسات للمسحات الايجابية لدى 108 أشخاص أثبتت عدم وجود نمو للفيروسات ما يدل على أن الفيروس غير نشط وأن المسحة الايجابية سببها وجود بقايا من الحمض النووي الريبوزي للفيروس، وبناء على تلك المعطيات تم الغاء مسحة الخروج.

"دراسات ضعيفة"
رصدت "السياسة" وجهات النظر الطبية المتباينة، إذ يستند استشاري أمراض المسالك البولية والأستاذ في كلية الطب بجامعة الكويت البروفيسور عادل الحنيان في وجهة نظره بضرورة تمديد مدة عزل المصابين إلى 14 يوما على احدى الدراسات الحديثة التي أكدت استمرار المسحات الايجابية لدى بعض المرضى لأكثر من 15 يوما.
وقال الحنيان لـ "السياسة": يجب في البداية أن نفرق بين العزل والحجر الصحي للمخالطين والقادمين من الخارج، حيث يخلط البعض بين الاثنين، ولكي نفرق بينهما يجب أن يعلم الجميع أن قرار وزارة الصحة الأخير بشأن اعتماد 10 أيام للعزل هي للمصابين بالفيروس والمحجورين منزليا أو في المؤسسات الصحية، اما قرار الحجر لمدة 14 يوما فيخص الحالات المخالطة لحالات ايجابية للفيروس، وللقادمين من خارج البلاد.
وأضاف، أن الدراسات حول فيروس كورونا كثيرة ومستمرة، وبعضها قوي والآخر ضعيف، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار مصدر الدراسات وتنوعها قبل اعتمادها، كما اثبتت إحدى الدراسات المهمة التي اجريت على عدد من الحالات متوسطة الأعراض استمرار الفيروس الحي "virus culture" لدى بعض المرضى لأكثر من 15 يوماً، ما يعني وجود احتمال بنقل العدوى من المصاب الى شخص اخر خلال هذه المدة.
وفي مقابل هذه الدراسة، أشار الحنيان إلى دراسة موازية تشير إلى أن المريض بعد مرور 10 أيام من بداية ظهور الأعراض يكون غير ناقل للعدوى حتى وإن كانت لديه مسحات ايجابية للفيروس، إلا أنه يؤكد ضعف هذه الدراسات وعدم تنوعها، حيث إنها تصدر عن جهة واحدة فقط ولا يجب الاعتماد عليها.
وأكد الحنيان أن العديد من دول العالم لم تطبق البروتوكول الجديد للعزل، وما زالت تعزل المصابين لمدة 14 يوما من بداية ظهور الأعراض، وهو من وجهة نظره البروتوكول الأسلم والأكثر حرصا على صحة وسلامة المرضى والمخالطين، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة أخذ المسحات من المرضى بعد انقضاء مدة العزل للتأكد من تسجيل نتائج سلبية للفيروس قبل خروج المصاب للمجتمع، منوها بأنها الوسيلة الأكثر أمناً وسلاماً.

"المسحة الأساس"
ويتفق استشاري الأمراض المعدية بمستشفى العدان د. غانم الحجيلان، في الرأي مع د. الحنيان من حيث ضرورة أخذ مسحة للمريض قبل خروجه للمجتمع، واعتماد المسحة مقياساً أساسياً للشفاء، وقال لـ "السياسة": إن التوصيات الحديثة للعزل عديدة، ومنها المعتمدة من قبل وزارة الصحة بعزل المريض مدة 10 أيام فقط مع عدم أخذ مسحة، وهذه التوصية ربما تناسب الدول الفقيرة والمعدمة التي لا تستطيع توفير المسحات، وبالطبع الكويت ليست من بين هذه الدول، لذا لا اتفق مع هذه التوصية، لأن هناك احتمال بأن 15% من المرضى يستمرون في إفراز الفيروس بعد 10 أيام، وهناك دراسات تؤكد أن هذه الفيروسات ربما تسبب العدوى.
وعن التوصيات الأخرى أوضح أن هناك توصية للعزل مدة 10 أيام مع ضرورة أخذ مسحة للمريض في اليوم الأخير من العزل، وهذه التوصية اتفق معها بشرط أن تكون نتيجة المسحة هي المقياس الأساسي لإعلان شفاء المريض أو استمراره في العزل، وذلك بحسب طبيعة الحالة الصحية لكل مريض، فهذه التوصية لا تعطي مجالاً للشك في احتمال وجود الفيروس حي لدى المرضى من عدمه، وأعتقد أنها التوصية الأفضل.

"البروتوكول الأميركي"
على الصعيد الآخر، أكد مسؤول قسم الصحة الوقائية بمركز عبدالرحمن الزيد الصحي د.عبدالله بهبهاني تأييده للبروتوكول المحدث، منوها بأن الكويت تتبع نفس البروتوكول الأميركي CDC وهو يعتبر الأفضل بالنسبة له، موضحا في الوقت ذاته أن البروتوكولات كافة قابلة للتغيير في أي وقت بتغيير النتائج المستحدثة.
وقال لـ "السياسة": أعلنت في وقت سابق رفضي لبروتوكول عزل المريض مدة 28 يوماً، واستشهدت بالتجربة الأميركية للعزل مدة 10 أيام والتجربة البريطانية للعزل 7 أيام، وهذه التجارب قائمة على دراسات حديثة تؤكد أن المريض يصبح غير معدي بعد مرور 10 أيام من بداية ظهور أعراض الإصابة وذلك في الغالبية العظمى من الحالات.
وأضاف، أن هناك دراسات عدة تشير إلى استمرار ظهور الفيروس في المسحات لدى بعض المرضى لعدة اسابيع بعد تعافيهم من الاعراض، ورغم نتيجة المسحة الإيجابية إلا أن الفيروس يكون غير نشط ويمكن اعتبار تلك النتيجة بـ "False positive result" أي أنها نتيجة ايجابية وهمية، و يكون الشخص غير معدٍ ولا ينقل المرض، وذلك بناء على دراسة حديثة لكوريا الجنوبية تم الإعلان عنها 19 مايو الماضي وأجراها مركز التحكم ومكافحة الامراض هناك KCDC، حيث أظهرت أن نتائج مزرعة الفيروسات للمسحات الايجابية لدى 108 شخصا أثبتت عدم وجود نمو للفيروسات ما يدل على أن الفيروس غير نشط و ان المسحة الايجابية سببها وجود بقايا من الحمض النووي الريبوزي للفيروس، وبناء على تلك المعطيات تم الغاء مسحة الخروج.

" الطواقم الطبية"
وأشار بهبهاني إلى أن وزارة الصحة تعتمد عدة شروط لعودة المتعافين من الطواقم الطبية للعمل، ومنها اختفاء الحرارة بدون مخفضات وتحسن الأعراض التنفسية لمدة 72 ساعة على الأقل (أي الأيام الثلاثة الأخيرة من العزل) علما بأن السعال البسيط قد يستمر لفترة طويلة بعد العزل.
وتشترط كذلك تحاشي المتعافي التعامل مع المرضى الأكثر خطورة للإصابة بالفيروس والمصابون بالأمراض المناعية أيضا، لافتا الى ان هذه الشروط يمكن ان تطبق على جميع المتعافين وليس فقط العاملين بالطواقم الطبية، وهناك فرق بين فترة العزل للمصاب وهي ١٠ ايام و فترة الحجر للمخالطين ومدتها ١٤ يوماً.
آخر الأخبار