انقطاع الإنترنت عن العالم في 11 الجاري… إشاعة

خبراء طالبوا الحكومة بعمل نسخ احتياطية لقواعد البيانات وتعزيز الحواسيب ببرامج حماية

• المنيس: تأثير العواصف الشمسية على الإنترنت ضعيف
• البسام: التعامل بجدية لحفظ المعلومات كما حدث إبان الغزو
• الكريباني: تفعيل الأمن السيبراني واستحداث وسائل اتصال
• الخضري: مجرد شائعة لإشغال العالم… يصعب حدوثها

ناجح بلال

تداولت في الآونة الأخيرة معلومات عبر وسائل التواصل تشير إلى انقطاع الإنترنت في الحادي عشر من أكتوبر الجاري بسبب العواصف الشمسية، وعلى جسر الشائعات والظنون والتوقعات تداعت حكايا بين مرتادي "السوشيال ميديا".
"السياسة" واكبت ما يدور على منصات التواصل لتبيان الحقائق وإبراز الدور الحكومي حيال الظاهرة ـ إن حدثت ـ عبر تساؤلات طرحتها على متخصصين في التكنولوجيا والحاسوب والأمن السيبراني في تحقيق حول ما يدور على "السوشيال ميديا" بهذا الشأن.
وأكد المتخصصون أن مجرد الحديث عن أمر كهذا يستوجب من الحكومة اتخاذ جميع الاجراءات والاحتياطات حتى لو كان احتمال حدوثه ضعيفا، مطالبين بعمل نسخ احتياطية لقواعد البيانات وتعزيز أجهزة الحاسوب ببرامج حماية من القرصنة والفيروسات… وفيما يلي التفاصيل:
بداية، اعتبر أستاذ التكنولوجيا والحاسوب في جامعة الكويت د.أحمد المنيس احتمالية قطع الإنترنت عالميا في 11 أكتوبر بسبب عاصفة شمسية مجرد إشاعة، مبينا أن آخر عاصفة شمسية كانت قبل التكنولوجيا الموجودة حاليا، ولكن مع هذا يجب على الدولة "عمل نسخ احتياطية تحتفظ بها بصورة دائمة مع تعزيز أجهزة الحاسوب ببرامج مقاومة للقرصنة وللفيروسات بشكل مستمر مع أخذ كل الاحتياطات الأمنية المتعلقة بالامن السيبراني".
وأشار د.المنيس الى أن القول إن العواصف الشمسية تسبب توهجات كهروماغناطيسية وقد تصل للارض وتحدث تشوهات على الانترنت أو الكابلات التي تربط قارات العالم احتمالات ضعيفة جدا لاسيما أن معظم الكابلات عادة يتم تأسيسها تحت بنية قوية قادرة على التصدي لتلك المخاطر".
وفيما ذكر أن قطع الانترنت من الامور الواردة وقد تتأثر به بعض المناطق الجغرافية وأن نسبة التأثير ستكون محدودة، أعاد التأكيد على أن "قطع الانترنت عالميا سيكون اشاعة، مبينا أن مثل هذه الاشاعة حدثت قبل خمس سنوات ولكن على الكويت أن تضع في الاعتبار كل الاحتمالات.

وسائل بديلة
من جهتها قالت المختصة في الأمن السيبراني هدى الكريباني أن انقطاع الإنترنت حول العالم وتأثيره على كوكبنا "اشاعة"، مؤكدة أن ما يتداول من انها ستأتي بسبب تأثيرات محتملة للرياح الشمسية غير صحيح، لاسيما مع التأكيدات المزعومة حول تعرض كابلات الإنترنت البحرية للتلف خلال هذه العواصف. وأضافت إن تكرار هذه الشائعات في السنوات الماضية بالسيناريوهات نفسها دليل على ضعفها وأن العواصف الشمسية بهذا الحجم نادرة، ولم يتم التوصل لأي دلائل تُؤكد صحة هذه المعلومات.
ودعت الكريباني إلى ضرورة أخذ الاحتياطات على جميع المستويات - من الدولة والمؤسسات والأفراد، مطالبة بمواصلة الاستمرار في الرصد والتحقق من فعالية وجاهزية البنية التحتية للإنترنت، بما في ذلك الكابلات والأقمار الاصطناعية، ووضع ستراتيجيات استجابة فعالة لأي أعطال محتملة وتفعيل دور الأمن السيبراني واستحداث وسائل اتصال بديلة.

نسخ احتياطية
بدوره، أكد رئيس قسم المحاسبة في كلية العلوم الادارية بجامعة الكويت د.صادق البسام أن "الاحتياطات واجبة على كل الاحتمالات حتى ولو كان موضوع قطع الانترنت عالميا في 11 أكتوبر المقبل وبغض النظر عن أن هذا الأمر شائعة أم حقيقة.
وطالب وزارات الدولة كافة أن تحمي معلوماتها من خلال توفير نسخ لجميع مستنداتها، لاسيما تلك المتعلقة بعلاقات الكويت الخارجية، مبينا أن الكويت إبان فترة الغزو العراقي الغاشم وقبل شيوع الأنترنت عالميا كان لديها نسخ احتياطية لجميع ملفاتها ولهذا يجب "تعميم خدمة الآي كلاود في جميع الاجهزة الحكومية".
وذكر د.البسام موضوع قطع الانترنت عالميا يختلف عن الهكر الذي تعرضت له وزارة المالية لاسيما أن الهكر اخترقوا مرارا الأجهزة الحساسة في اميركا.
في السياق، أكد أستاذ علم الحاسوب والتكنولوجيا بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب د.بدر الخضري أن مسألة قطع الانترنت عالميا مجرد شائعة لاشغال العالم مؤكدا صعوبة حدوثها في هذا العصر.
ولفت إلى أهمية أن تتخذ الكويت احتياطاتها في حفظ معلوماتها كما حدث إبان فترة الغزو العراقي الغاشم حيث كانت تحتفظ بنسخ لكافة مستندات الوزارات الحكومية.