نايبيداو - وكالات: نفذ الجيش في ميانمار، انقلاباً، أمس، بعد اعتقاله رئيس البلاد وعدداً من القادة الآخرين، أبرزهم الزعيمة أونغ سان سوكي، كما سيطر على مبنى التلفزيون الرسمي.وأعلن الجيش، في بيان، حالة الطوارئ لمدة عام، مؤكداً اعتقاله عدداً من كبار زعماء الحكومة رداً على ما وصفه بـ "تزوير في الانتخابات العامة في العام الماضي".وأضاف، إن "السلطة نقلت إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنرال مين أونغ هليانغ".وفي وقت لاحق، أعلن الجيش، أنه سيجري انتخابات جديدة بعد انتهاء حالة الطوارئ، المقرر أن تستمر لمدة عام، مضيفاً انه "بمجرد إجراء الانتخابات سيتم تسليم السلطة للفائز بها".وأشار، إلى أنه "تحرك لأن حكومة أونغ سان سوتشي فشلت في معالجة المزاعم بشأن وقوع تزوير في الانتخابات الأخيرة على نطاق واسع وقضايا أخرى متعلقة بالانتخابات".وجاء ذلك، بعد أن كشف متحدث باسم حزب "الرابطة الوطنية للديمقراطية" الحاكم ميو نيونت، في وقت سابق، أن رئيس البلاد وين مينت ومستشارته أونغ سان سوكي وشخصيات بارزة أخرى من الحزب اعتقلت بمداهمات فجراً.وقال، إن سوكي ورئيس البلاد وزعماء آخرين "اعتقلوا" في الساعات الأولى من الصباح، فيما سيطر الجيش على مبنى بلدية رانغون، داعياً الشعب إلى عدم الرد على تلك الخطوات بتهور، ومضيفاً: "وأود من المواطنين أن يتصرفوا وفقا للقانون"، ومضيفا أنه يتوقع أن يتم اعتقاله هو أيضا.في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام محلية، بأن جيش ميانمار انتشر في العاصمة نايبيداو، وقطع خدمة الإنترنت.
بالتزامن، ندد المجتمع الدولي، بالاعتقالات، وطالب بإطلاق سراح القادة المنتخبين على الفور.وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في بيان، "تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ من التقارير التي تفيد بأن الجيش البورمي قد اتخذ خطوات لتقويض التحول الديمقراطي في البلاد، بما في ذلك اعتقال مستشارة الدولة أونغ سان سوكي ومسؤولين مدنيين آخرين في بورما".وأضافت، إن الرئيس جو بايدن أطلع على التطورات التي حدثت في ميانمار، مشيرة إلى أن "الولايات المتحدة تعارض أي محاولة لتغيير نتائج الانتخابات الأخيرة أو إعاقة التحول الديمقراطي في ميانمار، وستتخذ إجراءات ضد المسؤولين إذا لم يتم التراجع عن هذه الخطوات››.كما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، جيش ميانمار للتراجع فوراً عن هذه الإجراءات، و"احترام إرادة الشعب التي عبر عنها خلال الانتخابات الديمقراطية الأخيرة".من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، إن كانبيرا "قلقة للغاية"، مضيفة "أستراليا داعم طويل الأمد لميانمار وانتقالها الديمقراطي، ندعو الجيش إلى احترام سيادة القانون، وحل النزاعات من خلال آليات قانونية، والإفراج الفوري عن جميع القادة المدنيين وغيرهم ممن تم احتجازهم بشكل غير قانوني".بدوره، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، باحتجاز سو تشي والرئيس وين مينت وغيرهما من القادة السياسيين، معربا عن "قلقه البالغ" إزاء نقل السلطات إلى الجيش.وفي السياق، عبرت سنغافورة وماليزيا واليابان وأندونيسيا، عن قلقها "البالغ" بشأن تطور الأوضاع في ميانمار، وحضت جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس والعمل من أجل التوصل إلى "نتيجة سلمية".