الاثنين 02 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

اهزم الكراهية واطفئ نار الخلافات

Time
الخميس 13 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
ترجمة - أحمد عبدالعزيز:


في المواقف المختلفة أو العلاقات أو أي شكل من أشكال الصعوبات التي تنطوي على التوتر، والشعور بالأذى، أو الصراعات أو عدم تطابق الرغبات. في هذه الحالات من الطبيعي التركيز على ما فعله الآخرون، لكن هنا تكمن المشكلة.
قد يكون مفيدًا لبعض الوقت أن تركز على ما فعله بك الآخرون، فقد يؤدي ذلك إلى تنشيطك، ومساعدتك في رؤية ما تريد أن يتغير عليه الآخرون، وبشكل أكثر وضوحاً. لكن هناك أيضاً سلبيات لذلك التركيز على أخطاء الآخرين، فقد يصعب معه معرفة الصفات الحسنة في أولئك الذين لديك مشكلات معهم.
على سبيل المثال، لنفترض أنك تعمل مع شخص ينتقدك بشكل مفرط. بالتأكيد، هناك طرق لإيقافه عند حده، ولكنك لا تقدر العوامل المختلفة الأخرى التي تؤثر في الموقف مثل ظروف رئيس العمل، وتدخلات الزملاء الذين يحبون الثرثرة. وهناك فوق كل ذلك والأكثر أهمية هنا دورك أنت وما تقوم به بالكلمة أو الفعل. في نهاية المطاف، قد يكون تأثيرك ضئيلا على من يزعجونك، ناهيك بقدرتك على تغيير عوامل متعددة مثل الاقتصاد، أو العادات الاجتماعية، أو ثقافة الشركات، إلخ. نعم يمكنك عمل ما تستطيعه، ولكن ما نركز عليه هنا هو "أنت" وردود أفعالك الشخصية. الحقيقة أنك لن تتوصل إلى السلام حول أي شيء يزعجك إلا إذا تحملت المسؤولية عن دورك في ذلك الأمر. وعندما تتبين دورك، سيمكنك الخروج من التشابك مع الآخرين، وسوف يتحرر عقلك.

حلول عملية:
قد يكون من الصعب أن ينقلب تفكيرك على ذاتك، لذلك عليك أن تستعرض الأمور التي تخصك مثل حاجتك إلى الرعاية، وتعزيز سجاياك وصفاتك الطيبة، وذكّر نفسك بالفوائد التي تعود عليك وعلى الآخرين من رؤية الجزء الخاص بك.
ولتبسيط المسألة سنركز هنا على ثلاثة لاعبين:
1- من لديك مشكلة معه.
2- الآخرون أو العوامل الأخرى.
3- أنت نفسك.
وهنا عليك تأمل هذه الأمور:
1- الطرق التي تسبب بها الآخر للإضرار بك ومزاياه.
2- الطرق التي تسبب بها آخرون أو عوامل اجتماعية وتاريخية في حدوث أضرار و الفوائد التي تنتج (انظر إلى الأمر من منظور واسع).
3- التفاصيل: المشكلات التي أضرت بك.
4- سوء الفهم، الشعور بالأذى، الخسائر التي أعاقت تقدمك.
5- الفوائد وتشمل: الوضوح، وثقافة المسؤولية.
6- وهنا الخطوة الصعبة: فكر فيما تسببت فيه أنت بالإضرار بالوضع أو فساد العلاقات، ويساعدك في ذلك أن تفكر في ثلاثة أنواع من الأسباب هي:
• حسن النية: مثلا أي حادث سير يسببه لسيارتك سائق طائش، أو وجود زميل في العمل يضطهدك بسبب الدين أو الجنس أو الاختلاف الفكري...الخ.
• زيادة الفرص للتعرف على عيوبك: مثال ذلك أنك قد تكون عصبيا ومتسرعا في استجاباتك وردود أفعالك، أو أنك أقل عطفا وحنانا ( في العلاقات الزوجية والأبوية) أو أنك غير متسامح، أو غير منظم في عملك.
• مزيد من الأخطاء: فكل البشر خطاؤون، والأهم من ذلك عندما ننتهك القوانين التي وضعناها بأنفسنا والتي تعكس القيم التي نؤمن بها، مثل النزاهة، أو احترام الآخرين، أو الإنصاف، أو تحمل المسؤولية عن تصرفاتنا.
كل ذلك سيجعلك تعيد التفكير في مواقفك كلها، وفي علاقاتك، لأنك اعترفت بينك وبين نفسك بمسؤوليتك الأخلاقية، وتأكدت من أن لك دوراً في إشعال فتيل الخلاف أو الصراع، وبالطريقة نفسها مسؤوليتك عن إطفاء حرائق الخلافات، وكبح جماح الكراهية والضغائن. فقد أقررت بدورك، وحددت مدى مساهمتك في تضخيم المشكلة، وهو الجزء الغائب عن الموقف كله. وبهذا تجد طريقك إلى السلام مع الآخرين ومع نفسك. إن الاعتراف بدور الفرد في المواقف الصعبة من أكثر الأمور أهمية، خاصة للشرفاء الذين يضعون بصمة نبيلة في حياتهم وحياة من حولهم.
آخر الأخبار