اِحْذَر مُنْحَرِف الْعَقْل

حوارات

مُنْحَرِف الْعَقْل هو من يخرج باختياره عن الطرق الفكرية، والأخلاقية السليمة التي يتوافق على استقامتها أغلبية العقلاء في المجتمع.
وهو كذلك الانسان معوجّ التفكير عن قصد، إما بسبب فساده الفطري، أو المكتسب، وربما بدافع غلبة غروره، ونرجسيته، وشحّ نفسه، لا سيما عندما يتعامل مع الآخرين الأسوياء، وانحراف عقل أحدهم ليس حالة نفسية مرضيّة يمكن علاجها سريريًّا، لكنها موقف فكري ونفسي إِرَادِيّ، يتخذه مُنْحَرِف الْعَقْل من تلقاء نفسه، ويجدر بالفرد سويّ النفس، ومستقيم العقل، الحذر من هذا النوع من الأشخاص الموبوئين.
ومن بعض علامات شخصية مُنْحَرِف الْعَقْل، وكيفية التعامل الصحيح والفعّال معه أو معها، نذكر ما يلي:
-علامات شخصية مُنْحَرِف الْعَقْل: يفكّر معوج ومنحرف التفكير بشكل غير سويّ ذهنيًّا، يصعب على الاسوياء نفسيًّا والعقلاء فهمه، بسبب تعارضه الواضح مع أبسط قواعد التفكير الأخلاقي السليم، وغرابة أطوار المُنْحَرِف، وبروز ميوله السلوكية المستهجنة، وأحيانًا تصرّفاته الشخصية المُقَزّزة بسبب تحكّم طبعه السيّئ به.
ولا تنبع هذه السلوكيات المنحرفة، فكريًّا وأخلاقيًّا، من مرض نفسي فعلي، لكنها تصدر من اعوجاج سلوكي مقصود، فمُنْحَرِف الْعَقْل مدرك تمامًا لما يقوله، أو يكتبه، أو يغرّد به، أو يمارسه من تصرّفات فاسدة أخلاقيًّا، ويعرف بالضبط تأثيرها المعنوي السلبي على الآخرين.
-التعامل الصحيح والفعّال مع مُنْحَرِف الْعَقْل: بسبب الغفلة، أو لعدم التأنّي في تكوين العلاقات مع الآخرين في العالم الخارجي، أو لأسباب عائلية قاهرة، ربما يجد بعض الاسوياء نفسيًّا، والمستقيمون فكريًّا أنفسهم متورطين بعلاقة مع شخص مُنْحَرِف الْعَقْل.
وربما تقلّ خياراتهم للتخلّص من التأثير المدمر لهذا النوع من الناس الموبوئين نفسيًّا، والمعوجين ذهنيًّا، لكن في كل الأحوال، ربما يتمثّل الحلّ الوحيد لهذا النوع من المعضلات، الاجتماعية والأسرية، في تخفيف التعامل مع مُنْحَرِف الْعَقْل قدر الاستطاعة، وبهدف إخراجه من الحياة الخاصة، وقطع العلاقة الاجتماعية معه، وبالتشكيك المستمر في نواياه، ودوافعه الداخلية، لا سيما عند الاضطرار للتفاعل، أو التعامل معه.
وكذلك تذكّر أن مُنْحَرِف الْعَقْل ليس مريضا نفسيّا يمكن التعاطف معه، ولكن هو كما هو باختياره!
كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi