اِعْتَبِر قبل أن يتَّخِذك الآخرون عِبْرَة!

د. خالد عايد الجنفاوي

"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ"
(النور 44).
ذوو العقول وأولو الأبصار يفضّلون أن يعتبروا ويتّعظوا مبكّرًا بتجارب الآخرين، والا يتكاسلوا حتى لا يصبحوا عبرة للناس.
ومن بعض الوسائل، السلوكية والفكرية والنفسية، التي ستسهم في دفع الانسان للاعتبار مما يحدث حوله، نذكر التالي:
- عدم التسرّع والاستعجال، اذ يجدر بالعاقل السعي المستمر لضبط نفسه، وضرورة تحكّمه التام بانطباعاته تجاه ما يشاهده ويسمعه أو يقرأ عنه في العالم الخارجي، فليـس كـل كلام منمّق هو كلام صادق، وليس كل من تحقره عينك أدنى منك قدرًا. لكن فتّش عن الحقائق ومحّصها بشكل خالٍ من التحيّزات الشخصية الضيقة، وستستطيع إصدار أحكام وقرارات صائبة.
- الصبر والحلم: حري باللبيب ترسيخ سمات الصبر والحلم في شخصيته عن طريق ممارستها في تفاعلاته مع العالم الخارجي (حتى لو كان العالم من حوله مجنونًا) فلن يخسر الصابر الحليم إطلاقًا.
- اليقظة الذهنية وعيش الحاضر: جدير بمن يرغب في الاعتبار من الدنيا أن يستمر يقظًا ذهنيًّا، لا سيما إذا كان خارج بيته، ويفترض به أن يعيش حاضره وهو مدرك تمامًا ما هو فيه، وما هو عليه، فكم شخصا ينظر اليك بعينيه، لكنه لا يراك، ويسمعك، لكنه لا ينصت إليك بسبب انشغاله في التفكير العدمي حول ما مضى، وما يمكن أن يحدث في المستقبل.
- عدم الانقياد وراء التفكير الجمعي: لا تقفز في الهـاويـة حتـى لـو قفـز كـل من هم حولك.
- معرفة الذات: ما يوجد في داخل الانسان هو كَوْنٌ مُصَغَّر، فتذكّر بأنّ ما يوجد في كينونتك يلخّص لك العالم بأسره.
- رفض التبعية الايديولوجية: لا تكن جنديًّا مجهولاً في حرب لا دخل لك بها.
- الحفاظ على استقلالية العقل: عقلك هو المكان الوحيد الذي لن يستطيع كائن من كان التحكّم به ما لم تسمح لهم.
- الامتناع عن الإفراط والتفريط: لا تبطر ولا تسرف ولكن لا تقتّر على نفسك أو على عيالك، وكن وسطيًّا في كل شيء في حياتك.
- المبادرة في الاستفادة من الفرص: لا تضيّعن فرص الحياة، تربت يداك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi