اِفْعَل هذه الْأَشْيَاء قبل الرَّحِيل الْمُفَاجِئ

حوارات

يدل مصطلح الرَّحِيل الْمُفَاجِئ، في هذه المقالة، على الموت المفاجئ، الذي يبدو أصبح أحد العناوين الرئيسية في الحياة الإنسانية في عالم اليوم.
وموت الفجأة بالنسبة للمسلمين خصوصا هو احدى علامات الساعة الصغرى، ووفق ما أعتقد، اذ يوجد أشياء وأمور معينة يتوجّب على الانسان المسلم العاقل فعلها قبل الرَّحِيل الْمُفَاجِئ، نذكر منها ما يلي:
-التَّصَدُّق: حري بالمسلم التصدّق للفقراء وللمساكين قدر استطاعته، فيقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: "وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ"(المنافقون 10).
وخير تجارة بالنسبة للمؤمن هي التجارة مع الله، عز وجل، عن طريق فعل الخير، ومنح الصدقات لإخوانه ولأخواته المسلمين.

• تنقية القلب والجسد من الصغائر والكبائر: حري بالعاقل المبادرة بتكفير ذنوبه، لا سيما ذنوبه في حقّ المسلمين الآخرين عليه، وما ارتكبه المرء من الصغائر أو الكبائر بسبب نفسه الأمّارة بالسوء، فالهدف الأساسي في هذا السياق هو أن يأتي المسلم ربه بقلب سليم.
• كُن قدوة حسنة لإخوانك المسلمين: طوبى لمن حرص على أن يعيش حياة إسلامية نقيّة وأخلاقية قدر استطاعته، فحرص المسلم على أن يكون قدوة صالحة لغيره هي أفضل تركة أخلاقية، يمكن أن يستفيد منها العاقل بعد الرّحيل.
• إنصاف الآخرين وإعطاؤهم حقوقهم: يُنصف المسلم العاقل الآخرين، ويعطيهم حقوقهم التي عليه بسبب إدراكه التام لصدق قول المولى عز وجلّ في كتابه الكريم: "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" (البقرة 281).
• الخبيئة الصالحة: "مَن استطاع منكم أن يكون له خبء مِن عَمَل صالح، فليفعل" (حديث شريف)، فليكن لك عند ربك عمل صالح لا يعلمه سواه، فالاستثمار في القول والعمل الصالح تجارة لا يخسر صاحبها إطلاقًا.
• حسن الخاتمة: إيثار عمل الآخرة، وليكن لسانك رطبًا من ذكر الله عز وجل، لا سيما قول "لا إله إلا الله،" وأن تتضرّع الى الله، عز وجل، باستمرار أن يرزقك حسن الخاتمة.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi