منوعات
"بائع الأحلام"... تحكي رغبة الناس في معرفة الغيب
الأحد 14 نوفمبر 2021
5
السياسة
"الرجل الذي كان يبيع الأحلام" رواية ترجمت من الفارسية عن دار الخان الكويتية للنشر والتوزيع والمتخصصة في الكتب المترجمة صدرت ترجمتها العربية لغسان حمدان تحت عنوان "بائع الأحلام"، الرواية واحدة من روائع الروايات التي كتبها الكاتب والروائي الإيراني محمد قاسم زاده.وهي رواية رمزية يتلاعب فيها الكاتب بالفنتازيا بطريقة متقنة، تتحدث عن رجل يعيش في بيت على تلة، منفصلا عن بقية احياء المدينة، يحلم للناس مقابل مبالغ زهيدة تسد حاجته لا أكثر، أي إن المؤلف يخبرنا منذ البداية بأن بطله ليس مشعوذاً يسعى وراء المال من خلال الضحك على عقول البسطاء واستغلال توقهم الى معرفة الغيب، لكن مطالب بعض الناس في الأحلام التي يطلبونها وضغطهم في ما يراه بطلنا تفاهات قياساً بما يرى انها مهمته، تضطره الى الهرب الى مدينة أخرى، في حين يأتي أناس من عدة أماكن ويخيمون في سفح التلة، بينما يقول البعض أنه كان يسكن مدينتهم قبل هروبه الى هذه المدينة.في هذه الرواية يتعامل قاسم زاده مع احدى اهم وأعقد الظواهر التي تهم الإنسان، وهي الأحلام، نعم، الأحلام التي تحدثت عنها الكتب السماوية بإسهاب، الأحلام التي شكلت احدى اهم مجالات فهم الانسان وبواطنه المعقدة الخفية والعاصية على الفهم، لدى علماء النفس وفي مقدمتهم فرويد. في هذه الرائعة يسرد قاسم زاده كل ذلك في اشكال سردية رمزية تطال جميع ما يتعلق بالأحلام، وكذلك بسلوك البشر ودواخلهم.المؤلف يلعب في هذه الرواية ببراعة على فكرة المنقذ الذي ينتظره البشر منذ فجر الخليقة وسيظلون يعيشون على امل ان يأتي ليخلصهم، في مقابل كل ذلك يمنح قاسم زاده بطله مرتبة اعلى، وما سكنه اعلى تلك التلة المنعزلة سوى إشارة واضحة على رفعته وعلو مقامه الذي نجد صداه عند الناس الذين ينظرون اليه كأحد الأولياء المطلعين على الغيب.