بيروت ـ "السياسة": في الوقت الذي لا تزال جلسات الحكومة معطلة بسبب استمرار الخلاف بشأن إحالة أحداث الجبل إلى المجلس العدلي أو عدمها، حط رئيس "التيار الحر" الوزير جبران باسيل، رحاله أمس، في عاصمة الشمال طرابلس، من دون أن يكون أحد من قيادات المدينة في استقباله، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذها الجيش، بعد رفض تجمعات لعدد من الشبان للزيارة. واعتبرت أوساط طرابلسية لـ"السياسة"، أن "طريقة دخول باسيل المدينة، لا تليق به كوزير للخارجية وكرئيس لتيار سياسي، وكان الأجدر أن يؤجل الزيارة، لأن الرسالة وصلته حتى قبل أن يأتي، بأنه شخص غير مرغوب به". وقال باسيل في كلمة ألقاها في معرض رشيد كرامي الدولي، "ارتأينا أن نحصر لقاءنا بناشطي التيار الحر في طرابلس لدواع أمنية"، مشدداً على أننا "لن نقبل بتقسيم لبنان ولا بالكانتونات ولا بالخطوط الحمر فاللبنانيون يجولون أينما كان في كل لبنان".وأضاف إن "أول من اتهمنا بالمس بصلاحيات رئاسة الحكومة هو أول من انتهكها عند أزمة الاقالة، وتعرفون كيف تصرفنا يومها، ونحن نريد رئيس الحكومة قوياً لنبني لبنان معاً".وشدد على أنه "لا نحتاج إلى إذن لنزور أي منطقة، فالبلد ليس محميات، ولا عودة الى منطق الحرب".
وبعد طرابلس، استكمل باسيل جولته، فزار عكار وزغرتا.وعلق الوزير السابق أشرف ريفي على الزيارة قائلاً، إن "زيارتك اللقيطة شعبياً كزيارة شارون للمسجد الأقصى، لكن الفارق أيضاً كبير، فالجيش جيشنا والقوى الأمنية قوانا". وأضاف "عسى أن تكون تعلمت درساً من مناطق لبنانية من كل الطوائف باتت تتعاطى معك كمحتل".وغرد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط قائلاً، إن "طرابلس ليست بحاجة إلى أحزاب عشوائية غوغائية".ووسط هذه الأجواء، تم أمس، دفن الضحية الثانية لأحداث الجبل سامر أبي فراج في بلدته بعلشمية. وفي إطار الزيارات التي يقوم بها إلى القيادات السياسية، زار وفد من "الحزب التقدمي الاشتراكي"، النائبين نعمه طعمه وهادي أبوالحسن، بالإضافة إلى أمين السر العام ظافر ناصر.في المقابل، قال رئيس "الديموقراطي" النائب طلال إرسلان إنه "باللف والدوران في الأجهزة الصغيرة في هذا البلد، من الممكن أن نسمع في نهاية المطاف وعند صدور نتيجة التحقيق أن رامي وسامر قد انتحرا مثلاً".وأكد "أننا لسنا أصحاب فتنة ولكن من يتطاول عليه أن يدفع الثمن، وهذا هو الحق وإلا نكون قد أصبحنا في شريعة غاب بلا قانون أو دولة أو أمن".