بالمشمش

طلال السعيد

موظفة "التأمينات" التي كانت ضمن مجموعة حريم، وقالت عن منحة المتقاعدين "بالمشمش"، وهذه الكلمة من التراث المصري ومعناها عندنا "اقبض من دبش"، او تعني "مش بوزك"، تعني انه ليست هناك منحة ولاهم يحزنون، فاذا سلمت على راتبك التقاعدي احمد ربك.
المهم ان تلك الموظفة اوقفت عن العمل واحيلت الى التحقيق بسبب تصريح "المشمش" اياه، حتى وان كان من ضمن سوالف الحريم التي لا يؤاخذن عليها، لكن ماذا عن سوالف المشوربين من المسؤولين، فمن يوقف أو يحقق مع وزير المالية الذي صرح، وبكل ثقة وبالصوت العالي، ان هناك منحة للمتقاعدين ثم لحس كلامه، وتحول الى الحديث عن انشاء شركة تعنى بخدمات المتقاعدين المالية لذر الرماد في العيون، واسكات المتقاعدين الذين ارتفع صوتهم بشكل ازعج معالي الوزير؟
ومن يوقف ويحقق مع المدير العام لـ"التأمينات" الذي صرح في مقام سمو ولي العهد ان "التأمينات" لديها وفرة مالية، وحين امر سموه بتوزيع جزء من الارباح على المتقاعدين لحس المدير العام كلامه، وسارع الى شراء مشروع فاشل لانقاذ التجار، وسحب الوفر من ميزانية "التأمينات" لكي لا يصرف للمتقاعدين شيئا؟
المسألة لا تتوقف عند سوالف الحريم مع "موظفة المشمش" فقط، لان الشق عود، وكلهم يريدوننا ان نأكل المشمش، اما دفعة واحدة والا على دفعات!
الامر الاخر المهم هو ان صغار الموظفين يحملون اخطاء الكبار، ولو كانت صاحبة "المشمش" مديرة "التأمينات"، لا تمت محاسبتها ولا ايقافها عن العمل، لكن لانها "طوفة هبيطة" يتم التحقيق معها!
اما منحة المتقاعدين فلا يبدو ان هناك توجها لصرفها، ومما تجدر الاشارة اليه ان فاكهة المشمش لم تصل الى سوق الخضار والفواكه بعد، فهي تستورد من الخارج ولا تزرع محليا لكي ننصح كل متقاعد بشراء صندوق مشمش يستمتع بأكله، فمن فوائد المشمش تعزيز صحة القلب، والعيون، والجهاز الهضمي، والعظام، وهذا قليل من كثير... زين.

[email protected]