الدولية
بايدن: السلام الدائم ليس مطروحاً.. وعباس: فرصة الدولتين موقتة
الأحد 17 يوليو 2022
5
السياسة
رام الله، عواصم - وكالات: أكد الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً دعمه لحل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنه اعترف بأن تحقيق مثل هذا السلام الدائم ليس مطروحا في المستقبل المنظور، بينما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن فرصة حل الدولتين للسلام مع إسرائيل قد تكون متاحة اليوم فقط، لكنها لن تبقي طويلا، وأن تحقيق السلام يقتضي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود سبعة وستين، وعاصمتها القدس الشرقية.وخلال مؤتمر صحافي عقده بايدن مع عباس، عقب اجتماعهما في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، قال بايدن: إن الشعب الفلسطيني يستحق أن تكون له دولة مستقلة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيا، مشيرا إلى أن هذا سيؤدي إلى "قدر متساو من الأمن والازدهار والحرية والديموقراطية" لكلا الجانبين، ومع ذلك فإن الوقت ليس مناسبا لإعادة تنشيط محادثات السلام التي ظلت خاملة منذ عام 2014.وأضاف إن "الشعب الفلسطيني يتألم، ونحن نشعر بذلك وبحزنه وإحباطه، لكن لا يجب فقدان الأمل من أجل بناء السلام وعلينا خلق أفق سياسي". وتابع "حتى لو لم تكن الأرض خصبة في هذه اللحظة لإعادة بدء المفاوضات السلمية، فإن الولايات المتحدة لن تتخلي عن محاولة تقريب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي". وشدد بايدن على ضرورة خلق أفق سياسي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه كرئيس للولايات المتحدة لم يتغير التزامه، بهدف تحقيق حل الدولتين على حدود 1967 عن طريق تبادل للأراضي متفق عليه". وأعرب بايدن عن إيمانه بأن تحسين إسرائيل علاقاتها مع جيرانها في جميع أنحاء المنطقة، يمكن أن يفيد في إعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وذكر أن الولايات المتحدة شريك رئيسي في تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين وقد قدمت أكثر من نصف مليار دولار منذ عام 2021 لهذا الغرض. وأعلن عن تقديم 200 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى جانب 100 مليون دولار إضافية لدعم قطاع الرعاية الصحية في فلسطين من خلال مستشفيات القدس الشرقية. من جهته حذر عباس من أن فرصة حل الدولتين للسلام مع إسرائيل قد تكون متاحة اليوم فقط، لكنها لن تبقي طويلا. وقال إنه بحث مع بايدن أهمية سبل إعادة تثبيت الأسس التي قامت بها عملية السلام المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين على حدود عام 1967. وأضاف أن اللقاء مع بايدن شكل فرصة سانحة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين ومراجعة ما يمكن للولايات المتحدة، أن تسهم به من أجل تهيئة الأجواء لخلق أفق سياسي، لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة. وأعرب عباس عن مد يده إلى قادة إسرائيل "لصنع سلام الشجعان، من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة ولجميع شعوب المنطقة". وشدد عباس على أن مفتاح السلام والأمن في المنطقة يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين وبتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء جميع قضايا الوضع الدائم بما فيها قضية اللاجئين الفلسطينيين. وأكد أن السبيل إلى ذلك يبدأ بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967. واعتبر أنه إذا أرادت إسرائيل أن تكون دولة طبيعية "فلا يمكنها أن تستمر بالتصرف كدولة فوق القانون وهو ما يستدعى أن تنهي احتلالها لأرض دولة فلسطين وعندها فقط سيتم قبول إسرائيل لتعيش في سلام وأمن وحسن جوار مع دول وشعوب المنطقة". وعقب لقاء عباس الذي استمر لنحو 35 دقيقة بمشاركة وفدين أميركي وفلسطيني، توجه بايدن إلى كنيسة المهد التاريخية في بيت لحم، في زيارة قصيرة، ثم، زار، مستشفى المطلع "أوغستا فيكتوريا" الفلسطيني في منطقة جبل الزيتون في شرق القدس. وتظاهر عشرات الفلسطينيين في محيط المستشفى احتجاجا على زيارة بايدن، ومواقفه التي وصفوها بأنها مؤيدة لإسرائيل. من جهتها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم بالضفة الغربية "لم تحمل سوى الانحياز" لإسرائيل.