بايدن: لدى الولايات المتحدة الكثير لتفعله وسأكون رئيساً لكلِّ الأميركيين

واشنطن - وكالات: تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن أن "يكون رئيساً لكل الأميركيين"، مؤكدا أن "أميركا اختبرت مراراً وانتصرت على كل التحديات". وقال خلال مراسم تنصيبه أمس "تعلمنا أن الديمقراطية ثمينة وهي اليوم انتصرت"، مضيفاً: "نحتفل بالانتقال السلمي للسلطة بعيداً عن الانقسام"، ومعتبرا أن "هذا هو يوم أميركا والديمقراطية".
وشدد على أن "أميركا لديها الكثير لتفعله هذا الشتاء المهلك والكثير لتصلحه والكثير لتسترده.. ما زال أمامنا الكثير من العمل الذي سنقوم به.. جائحة كورونا كلفت أميركا آلاف الأرواح". وكرر بايدن دعواته لتوحيد الأميركيين قائلاً: "سنعمل على توحيد أمتنا وشعبنا.. سنتصدى للغضب والتطرف بالوحدة.. بالوحدة يمكننا أن نصحح الأخطاء"، معتبراً أنه "يتعين علينا مواجهة صعود دعاة تفوق العرق الأبيض والإرهاب المحلي".
وجرى حفل تنصيب بايدن في أجواء خاصة تحت تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد والصدمة التي خلفها اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن خمسة قتلى.
ومع أن ترامب تمنى أخيرا حظا موفقا لبايدن في رسالة فيديو، فإن الملياردير المتقلب لم يهنئ أبدا الرئيس المنتخب وهو أمر غير مسبوق منذ 150 عاما، ولم يحضر حفل تنصيبه، أمس، في واشنطن.
وبعد حفل قصير في قاعدة أندروز بضواحي واشنطن، غادر ترامب للمرة الأخيرة على متن الطائرة الرئاسية "إر فورس وان" إلى ناديه في مارالاغو بولاية فلوريدا حيث سيبدأ حياته الجديدة كرئيس سابق.
في المقابل، كان باراك أوباما، وجورج بوش، وبيل كلينتون، في الصفوف الأمامية خلال حفل تنصيب الرئيس الديمقراطي، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفدرالية.
وفي لحظة وحدة ترتدي طابعا رمزيا كبيرا، سيكون ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ إلى جانبه، وبدعوة منه، خلال قداس في كاتدرائية القديس متى صباح أمس.
هذا اليوم دخل كتب التاريخ في الولايات المتحدة، لاسيما بسبب وصول امرأة إلى منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم. وستصبح كامالا هاريس، صاحبة ال 56 عاما، أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.
وقبل التنصيب بليلة وصل بايدن إلى واشنطن، ووجه تحية لضحايا كوفيد - 19 مع إحياء ذكرى 400 ألف أميركي حصد الوباء أرواحهم، في تناقض صارخ مع موقف ترامب الذي عمد منذ أشهر إلى التقليل من أهمية أثر الوباء.
في حين أضيئت خلفه حول بركة الماء الضخمة الواقعة أسفل النصب في ساحة "ناشونال مول" 400 شمعة إحياءً لذكرى الأميركيين الـ 400 ألف الذين راحوا ضحايا الفيروس الفتّاك.
وهذه هي المرة الأولى التي يضيء فيها الأميركيون بهذه الطريقة هذه البركة الشهيرة التي تجمّع حولها في العام 1963 آلاف الأشخاص للاستماع إلى مارتن لوثر كينغ وهو يلقي، من على درجات نُصب أبراهام لنكولن التذكاري، خطابه التاريخي "لديّ حلم".
وجرى حفل تنصيب بايدن في أجواء خاصة تحت تأثير انتشار فيروس كورونا والصدمة التي خلفها اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن خمسة قتلى، فإجراءات الأمن المحيطة كانت استثنائية، حيث تم نشر نحو 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وآلاف الشرطيين من كل أنحاء البلاد.
وبسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة "ناشونال مول" في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، فإن بايدن سيقف أمام أكثر من 190 ألف علم أميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين.
فيما نصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية "المنطقة الحمراء" الواقعة بين تلة الكابيتول والبيت الابيض.
في الانتظار، بدأت عملية تثبيت الوزراء الذين اختارهم الرئيس المنتخب الثلاثاء في مجلس الشيوخ لكي تبدأ الحكومة عملها في أسرع ما يمكن في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها الولايات المتحدة.
وسيصدر الرئيس جو بايدن، اعتباراً من أمس، 17 أمراً رئاسياً للتراجع عن تدابير اتخذها ترامب، ومن بينها إلغاء انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وسيتعهد بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس حول المناخ، وإلغاء حظر سفر مواطني دول مسلمة إلى الولايات المتحدة، وتعليق أعمال بناء جدار على حدود المكسيك وتمويله بموازنة من البنتاغون، وهي مسألة أثارت في السنوات الأربع الماضية معارك سياسية وقضائية حادة.
ومن المنتظر أن يؤدي بايدن اليمين الدستورية فى حفل التنصيب، إيذاناً بتوليه رسمياً مقاليد الحكم، وبدء ولايته الرئاسية لأربع سنوات، ليكون الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأميركية.
على الصعيد الديبلوماسي، وعد أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي منصب وزير الخارجية بإعادة إحياء تحالفات الولايات المتحدة والعودة إلى العمل المتعدد الأطراف.
لكن بلينكن اعتبر أن ترامب "كان محقا" في اتخاذ "موقف أكثر حزماً تجاه الصين" لكنه أكد أنه "يخالفه" بشأن ستراتيجيته "حول عدد من النقاط".
إلى ذلك، صعد بلينكن لجهته ضد تركيا واصفا إياها بأنها "شريك ستراتيجي مزعوم" مشيرا إلى إمكانية فرض مزيد من العقوبات عليها.


المفوضية الأوروبية: مُستعدون لـ"فجر جديد"

عواصم - وكالات: أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن أوروبا مستعدة لبداية جديدة مع واشنطن، مشيرة إلى "فجر جديد" في أميركا، قبل ساعات قليلة من تنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن.
وأعربت فون دير لاين عن ترحيبها برئيس المكتب البيضاوي الجديد قائلة: "بعد أربع سنوات طويلة، أصبح لأوروبا صديق في البيت الأبيض". من جانبه، قال رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل: "في اليوم الأول من ولايته، وجهت اقتراحا رسميا إلى الرئيس الجديد، دعونا نبني ميثاقا تأسيسيا جديدا لأوروبا أقوى، وأميركا أقوى، وعالم أفضل".


السفارة ستظل في القدس

واشنطن - وكالات: تعهد المرشح لوزارة الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكين، بالإبقاء على السفارة الأميركية في القدس ومواصلة اعتبار المدينة المتنازع عليها عاصمة لإسرائيل.
وأجاب بلينكن بالتأكيد عندما سئل خلال جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أول من أمس، عما إذا كان يوافق على أن تبقى القدس عاصمة إسرائيل وما إذا كان ملتزما بأن الولايات المتحدة لن تنقل السفارة.


رحلة جوية غير عادية لبايدن إلى واشنطن

واشنطن - وكالات: وصل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، ليل أول من أمس، إلى قاعدة أندروز المشتركة جنوب شرق واشنطن على متن طائرة خاصة، وليست طائرة عسكرية، كما كان معتادا عليه سابقا.
وقال موقع CNN إن "بايدن الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة أقلته طائرة مدنية بشكل خاص وليس كما هو معتاد في هذه الحالات طائرة عسكرية أي على متن طائرة تقدمها الإدارة المنتهية ولايتها والتي يقول الناس إنها مثال آخر على عدم قيام إدارة ترامب في تقديم يد الترحيب بالرئيس المنتخب".