"بخطّي الجميل أعبّر"…ورشة عمل تقرّب الأطفال من لغتهم

مدحت علام

في سياق اهتمامها بفنون الخط العربي، وتقريب الهوية العربية من نفوس الأجيال المقبلة، نظّمت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية في مقرّها الكائن بمنطقة الخالدية، ورشة عنوانها "بخطّى الجّميل أعبّر"، وتصدّت لتقديم تلك الورشة الفنية عضو الجمعية والمدربة المعتمدة في فنون الخط العربي والحرف اليدوية أسماء السعدون، بحضور عضو مجلس إدارة الجمعية مشاعل الشويحان، وعدد من المتدربين الصغار.
وفي سياق الورشة، تعرّف المتدربون الناشئة على بعض الفنون التي تتعلق بجماليات الخط العربي، من خلال ما تضمنته شروحات الورشة من بدايات استخدام الحروف والمفردات العربية، في لوحات تشير إلى الكثير من المعاني الأصيلة، تلك التي تتباهى بها اللغة العربية بين لغات العالم المختلفة.
ومن جهتها قالت السعدون إن الورشة أقيمت من أجل تحسين الخط العربي للبنات والأولاد من عمر ٧ سنوات إلى ما فوق، وأضافت: "تتضمن الورشة الجانبين النظري والعملي، ففي بداية الورشة أعطيت فكرة عن أنواع الخطوط بشكل عام، ومنها الخط الكوفي الذي يعدّ من أقدم الخطوط العربية ويتميز بالاستقامة والشكل الهندسي، أما خط النسخ فهو من أهم أنواع الخطوط العربية، وهو يُستخدم في كتابة القرآن الكريم، بسبب وضوحه وسهولة قراءته. أما الخط الديواني فقد كانت تكتب به الوثائق الرسمية في العهد العثماني، بفضل ما يتميّز به من انحناءات وميلان لحروفه، بالإضافة إلى خط الرقعة يتميز الذي يتميّز ببساطته وجماله وسهولة تعلمه والسرعة في كتابته".
وأوضحت السعدون أنها شرحت للمشاركين مهارات الكتابة بخط النسخ، ومن ثم فقد تفاعل معها المشاركون الصغار، مع وضع بعض العروض والتطبيقات التي تساهم في فهمهم لما تقوم بشرحه، ومن ثم تطبيقه على الورق بسلاسة ويسر.
كما قامت المدربة السعدون ، بتعريف وتدريب الصغار على بعض الأساسيات المهمة والضرورية، لتحسين خطوطهم عند الكتابة، فعلى سبيل المثال يتعيّن على الخطاط أو الكاتب اختيار مكان وسطح ثابت والإمساك بالقلم بطريقة صحيحة، والتركيز على شكل الحرف الصحيح، وتنسيق أحجام الحروف في الكلمة.
وقالت السعدون: "خط النسخ يعلّم المشاركين الترتيب والتنسيق والدقة، أثناء الكتابة، كما أنه يدرب النفس على التأمل والصبر".
وأشارت إلى أن خط الثلث من أصعب أنواع الخطوط ، وهو الذي اشتهر بأنه أسد الخطوط العربية، والذي نتذوق جماله وإبداعه في المخطوطات الرائعة والأعمال الفنية، ويمتاز بقواعده وموازينه الدقيقة، وتراكيبه البديعة وجمالية تشكيله.
وأكدت أن فن الخط ، يعتمد في المقام الأول على الموهبة وفي الوقـــــــت نفسه، يحتاج التدريب والممارســة المستمرين، وبيّنت أنه حتى أصحاب الموهوب في هذا المجال يحتاجون التدريب.
وختمت السعدون أن التكنولوجيا الحديثة، في الوقت الحالي، قلّلت من الاهتمام بالخط، وذلك لاعتماد البعض على الكتابة عن طريق بعض البرامج الإلكترونية، أو التي تتضمنها أجهزة الكمبيوتر، وناشدت وزارة التربية في المساهمة والتشجيع، من أجل اكتساب الأطفال مهارة الكتابة، من خلال التدريب باستخدام كراسة الخط، وتنظيم دورات مكثفة لتحسين الخط، لأن الخط هو تراث وفن أصيل علينا المحافظة عليه.