طلال السعيدكما كان يتوقع الجميع صدر حكم محكمة الوزراء القاضي ببراءة سمو الشيخ جابر المبارك من التهم المنسوبة اليه في القضية المسماه "صندوق الجيش".ولعلم الجميع فان جابر المبارك باسمه، وتاريخه، وحاضره، وماضيه ليس بحاجة للبراءة فهو بريء من تلك التهم قبل أن يذهب الى المحكمة، وسبق أن برأه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، على رؤوس الاشهاد، ورغم ذلك لم يمانع من الذهاب الى المحكمة احقاقا للحق، تاركا العدل يأخذ مجراه وقطع دابر الأقاويل.برأيي أن جابر المبارك لم يفرح بحكم البراءة لانه واثق من نفسه، بل نحن من فرحنا بالحكم لأننا نعتبره رمزا من رموزنا، ويدا نظيفة تصافحنا وتأخذ بأيدينا، وقلبا كبيرا يحتوي كل اهل الكويت، والصورة الجميلة التي ارتسمت في قلوبنا لهذا الرمز لا نقبل ان يتم تجريحها، لا من قريب ولا من بعيد.هذه الحقيقة التي قد يغفل عنها البعض، لكننا نعرفها كما نعرف انفسنا، فكيف لا نعرف من رأس وزراءنا فترة طويلة عايشنا وعايشناه خلال تلك الفترة؟
ولعلم الجميع فسمو الشيخ جابر هو الابن الاكبر للشيخ مبارك الحمد، رحمه الله، وهذه المعلومة بحد ذاتها كفيلة باقناع كل ذي لب انه ليس بحاجة الى اموال صندوق الجيش، فلديه ما يزيد عن حاجته ويغنيه عن صندوق الجيش وغيره، ولا اعرف لمصلحة من ضرب الرموز بهذه الصورة، او ربط اسماءهم بقضايا فساد ليس لهم دخل فيها، وكل الكويت تعرف اسماء ابطالها وتجارها والمستفيدين منها، من كل جائع جعل الله سبحانه فقره بين عينيه لا يشبع ولا يعرف مخافة الله، ولا يدرك معنى القناعة، وما ان يتولى من الامر شيئا الا فكر في سرقته تحت مسميات كثيرة، يحاول من خلالها ان يحلل ما حرم الله عليه، وكم من قليل حيلة لا يكاد راتبه يكفيه، لكنه قنوع يشعر بالطمأنينة، ويبارك الله عز وجل رزقه الحلال!ما رأيناه وعرفناه عن هذا الانسان الكبير من اعمال الخير يتنافى تماما مع ما اسند اليه من تهم، فيده البيضاء في كل زاوية من الكويت على امتداد خارطتها، يعطي ويواسي، ويكرم ويتصدق بالسر وبصمت، ومن دون اعلان، وبهدوء يتناسب مع طبيعته وطيبته، وبالمناسبة ليس مسموحا لاحد التشكيك بنزاهة قضائنا الشامخ، وقد يفوت البعض أن القاضي يحكم على ما يصله من اوراق في ملف القضية، ولا يحكم بهواه أو بما يسمع، ولا يلتفت لما يقوله الناس، فاذا كان هناك لوم فالملام هو من حوّل القضية الى القضاء من دون أدلة كافية.كم نحن فرحين برد الاعتبار لهذه الشخصية المحبوبة، وسامح الله من تناوله بالتجريح قبل أن يصدر الحكم، ولا اتصور انه سوف يقاضي من اساء اليه فهو اكبر من ذلك بكثير... زين.
[email protected]