برلمان لبنان يفشل للمرة الـ 12 في انتخاب رئيس للجمهورية

بيروت ـ من عمر البردان:

مجددا، وللمرة الثانية عشرة، فشل البرلمان اللبناني أمس، في اختيار رئيس جديد للجمهورية، بعد أن عمد فريق "الثنائي الشيعي" والدائرون في فلكه من نواب الممانعة إلى تطيير نصاب الجلسات في دورة الانتخاب الثانية، حيث بادر نواب الفريق إلى الانسحاب حتى قبل الإعلان عن نتائج دورة الاقتراع الأولى، ما يؤكد نواياهم التعطيلية مسبقاً، وإصرارهم في المقابل على فرض مرشحهم على اللبنانيين.
وانعقدت الجلسة بعد اكتمال النصاب الذي يتطلب حضور 86 نائباً من أصل مجموع النواب في المجلس والبالغ عددهم 128 نائباً، وحصل المرشح جهاد أزعور وزير المالية السابق على 59 صوتا، فيما حصل المرشح سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله على 51 صوتا، ومرشح لبنان الجديد ثمانية أصوات، زياد بارود ستة أصوات، وجهاد العرب صوت واحد، جوزيف عون صوت واحد، وورقة بيضاء واحدة.
وخلال فرز الاصوات تبين فقدان صوت واحد، بحيث سجل 127 صوتًا من اصل 128، ما دفع بالنواب للمطالبة بإعادة فرز الاصوات الامر الذي رفضه بري الذي أكد ان انتخاب رئيس للبلاد لن يتحقق إلا بالتوافق، ودعا إلى سلوك ما سماه طريق الحوار دون شروط وألا يُلغى حق أحد في الترشح. وشدد بري بعد انتهاء جلسة البرلمان على أهمية أن يكون الحوار تحت سقف الدستور، وأضاف أن الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم ينتظرون من اللبنانيين أداء وسلوكا يليقان ببلدهم.
وخلافاً لما تعهدت به "كتلة "اللقاء الديمقراطي" بالتصويت لأزعور، علم أن الكتلة قسّمت أصواتها بين أزعور وفرنجية، الأمر الذي رفع أصوات فرنجية. فيما اعتبرت النائب ستريدا جعجع، الجلسة غير دستورية،مشيرة إلى أن ما حصل يضرّ بلبنان.وقالت، هناك أوراق معلّمة مثل أوراق لبنان الجديد، وهذا الأمر غير قانوني، وكان من المفترض إعادة التصويت مرّة ثانية. بدوره، تقدم ازعور بالشكر والتقدير لجميع النواب الذين اعطوه ثقتهم من خلال تصويتهم له، وتمنى أن يكون المشهد الجديد حافزاً على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، من خلال احترام ما عبّرت عنه غالبية النواب.
وفي أول تعليق عقب نتيجة جلسة انتخاب الرئيس التي حصد فيها 51 صوتاً، غرّد رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، كاتباً "كل الشكر للنواب الذين انتخبوني وللرئيس نبيه بري وثقتهم أمانة، كما نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني، وأضاف، وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع نبني عليه للمرحلة المقبلة لإحقاق المصلحة الوطنية.
وفي السياق، اعتبر "لقاء سيدة الجبل"، أن إدارة الجلسة قدّمت درساً في سوء الإدارة المقصود لإلغاء نتائج الانتخابات. مشير إلى أن الرأي العام اللبناني، برهن من خلال منح ازعور 59 صوتاً عن رغبته الوطنية لمواجهة وضع يدّ حزب الله على القرار الوطني وعلى إدارة الجلسة.
في المقابل، أكد السفير الايراني في لبنان مجتبى اماني، في تغريدة عبر "تويتر"، كاتباً: على ان الحل الوحيد لإنهاء الفراغ الرئاسي، هو عبر الحوار و التفاهم و الإجماع الداخلي،في وقت قال نائب "حزب الله" حسين الحاج حسن، إن ما اظهرته النتيجة يعود إلى حالة الانقسام السياسي، داعيا الى الحوار والتلاقي، مضيفا أن لبنان يحتاج الى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن ولكن هذا الأمر يحتاج الى تفاهم وطني كبير بعيداً عن المزايدات.
وفي سياق المواكبة الدولية للانتخابات الرئاسية، أعلنت مستشارة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، على"تويتر" أنها أجرت اتصالاً هاتفياً "بنّاءً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حول الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية وسن تشريعات تسهل الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي. فيما دعت فرنسا، إلى اغتنام الفرصة، للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ الخريف.