الدولية
بري للحريري: تسريع الحكومة... والرئيس المكلف: العقد على حالها وسأقف بوجه من يتعرض لصلاحياتي
الثلاثاء 10 يوليو 2018
5
السياسة
بيروت – "السياسة":بحث الرئيس المكلف سعد الحريري، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في "عين التينة"، أمس، الملف الحكومي بكافة تشعباته، سيما ما يتصل بالعقبات التي تواجه ولادة الحكومة الجديدة، حيث دار بحث معمق في سبل تجاوز العراقيل التي تؤخر الإعلان عن الحكومة الجديدة، بعدما وضع الحريري بري في حقيقة ما يحول دون تأليف الحكومة، في ظل استمرار العقبتين المسيحية والدرزية، بعدما ظهر بوضوح تمسك رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، بموقفه الرافض إعطاء حزب "القوات اللبنانية" أربع حقائب، وإصراره على توزير النائب طلال إرسلان، في وقت تصر "القوات" على موقفها بالحصول على أربعة وزراء، وفي حين يتشدد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على طلبه بأن تكون الحصة الدرزية في الحكومة نصيبه وعدم توزير إرسلان مهما كلّف الأمر.وعلمت "السياسة" من مصادر عليمة، أن الرئيس بري أكد للرئيس المكلف أنه لا يمكن بقاء الأمور على هذا النحو، ولا بد من اتخاذ الوسائل التي تكفل السير بتشكيل الحكومة في وقت قريب، في ظل الضغوطات التي تواجه الأوضاع السياسية والاقتصادية، وبالتالي لا بد من أن تكون ولادة الحكومة قريبة لمصلحة الناس والبلد.وقد دعا الحريري بعد لقائه بري، إلى الترفع عن الخلافات التي تشوب تأليف الحكومة من أجل مصلحة البلد وعلى الجميع أن يضحوا خصوصاً من أجل الاقتصاد. وقال: "في هذا البلد لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر والتجارب أثبتت هذا الأمر، لذلك فلنكبّر عقلنا قليلاً وسأقف بوجه كل من يريد التعرض لصلاحياتي أو صلاحيات رئيس الجمهورية".وأكد أنه ستكون له سلسلة لقاءات في الأيام الثلاثة المقبلة لتسريع تشكيل الحكومة، لافتاً إلى أن العقد الحكومية لا تزال في مكانها، مشدداً على أنه والرئيس بري على نفس الموجة، أي يجب الإسراع في تشكيل الحكومة وتحريك العجلة الاقتصادية.إلى ذلك، يُتوقع أن يزور الديمان في الساعات المقبلة الوزير ملحم رياشي والنائب إبراهيم كنعان، للقاء البطريرك بشارة الراعي، في محاولة لإنقاذ "تفاهم معراب" من الانهيار المحتّم، بعد اشتداد الحملات بين "القوات" و"التيار العوني"، حيث أن بكركي وكما علمت "السياسة"، أبلغت الفريقين أن سقوط هذا التفاهم خط أحمر، لأنه سيضر بالمسيحيين والبلد، ولا بد من إعادة ضخ الدماء في عروقه ووقف الحملات الإعلامية بين الطرفين.وقد اعتبر الوزير باسيل أنه "لن يكون هناك استقرار من دون استقرار سياسي ولا استقرار سياسي دون تمثيل صحيح ولا حكومة بلا احترام القواعد التمثيلية". وقال: "عممنا على الجميع عدم الردّ على أي إهانة وحريصون على المصالحة المسيحية والوطنية".ورأى أن "من حقنا جميعاً أن نكون ممثلين في الحكومة وفق إرادة الناس ومهما مضى من وقت ستتكرس هذه المعادلة"، مشيراً إلى أن "الأهم تشكيل حكومة".من جهته، طمأن النائب كنعان، إلى "أن المصالحة المسيحية نهائية ولا عودة فيها إلى الوراء، لا من التيار ولا من القوات، خصوصاً أننا شهدنا الالتفاف الشعبي المسيحي حولها منذ الإعلان عن الاتفاق، ورأينا كم كان التأييد كبيراً لإعلان النيات وللتفاهم، حتى أن الانتخابات النيابية أظهرت كم كان التمثيل لهذين الحزبيْن الكبيريْن وكيف فاق الثمانين في المئة، من دون أن يتحول إلغائياً كما روّج البعض، إذ بعكس تبشير هؤلاء، كان الدافع الأساسي لإنتاج قانون الانتخاب النسبي الذي أمّن للأقلية المسيحية أن تتمثل. لذلك، شعبياً وسياسياً وحزبياً، المصالحة لا عودة عنها، ونعتبرها من المقدسات وخطاً أحمر لا تمسّ".