الدولية
بريطانيا تحظر قائد "الباسيج" وتعاقب شرطة إيران الدينية
الاثنين 10 أكتوبر 2022
5
السياسة
لندن، طهران، عواصم - وكالات: بسبب دورهم العنيف في قمع التظاهرات التي لا تزال مستمرة في إيران منذ أسابيع تنديداً بوفاة الشابة مهسا أميني، أعلنت بريطانيا فرض عقوبات على مسؤولين أمنيين إيرانيين كبار، وما تسمى بـ"شرطة الأخلاق"، كما أعلنت حظر سفر وتجميد أصول قائد قوات "الباسيج" غلام رضا سليماني، موضحة أن "الشرطة الدينية" لجأت للتهديد بالاحتجاز والعنف للتحكم فيما ترتديه الإيرانيات وفرض الرقابة على سلوكهن في الأماكن العامة.وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي في بيان "هذه العقوبات تبعث برسالة واضحة إلى السلطات الإيرانية، وهي أن الدول الغربية ستحاسبكم على قمعكم للنساء والفتيات وأعمال العنف المروعة التي تمارس ضد الشعب".من جانبه، أكد القائم بأعمال السفارة الإيرانية في لندن مهدي حسيني متين أن الهدوء يسود السفارة بعدما تعرض المبنى لهجوم، مشيرا إلى إعادة رفع علم إيران عليه مجددا، قائلا إن الوضع هادئ بعد الهجوم الذي شنته عناصر مناهضة للثورة على مكتب ممثل إيران في غياب شرطة لندن، مضيفا أنه عقب الإجراءات الوحشية التي وقعت في الأسابيع الأخيرة في إيران، تسلقت عناصر مبنى السفارة وأزالت "علم بلادنا"، مشيرا إلى أنهم ألحقوا أضرارا بنوافذ المبنى.بدورهم، قام نحو 40 نجما ألمانيا في مجال السينما والتلفزيون والمسرح بقص شعورهم أمام الكاميرات تضامنا مع الاحتجاجات في إيران، وفي فيديو مدته دقيقتين ونصف، نشرته الممثلة الألمانية ميرت بيكر من بين آخرين على "إنستغرام"، قامت الممثلات بقص خصلات من شعورهم، وجاء في النص المرفق بالفيديو باللغة الإنجليزية: "تضامنا مع كل المحتجين في إيران الآن. نحن نتفهمكم. نحن نقف بجانبكم".في غضون ذلك، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، أثبتت أنها أكثر ديمومة من الحركات السابقة ويمكن أن تشكل تهديدا مستمرا للنظام الإسلامي، ناقلة عن نشطاء ومحللين سياسيين إنه من غير المرجح أن تطيح التظاهرات بالحكومة، على الأقل في المدى القصير، لكن السخط العميق الذي يمثلونه وحقيقة أنهم يستهدفون ركيزة أساسية للجمهورية الإسلامية وأيديولوجيتها التأسيسية تجعل الاحتجاجات اختبارا مهما، وقالت عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة "جونز هوبكنز" نرجس باجوغلي، إن "اللحظة مهمة لأنها أطلقت العنان لاحتمال عصيان مدني طويل الأمد".وفيما دخلت الاحتجاجات الشعبية أسبوعها الرابع، احتشد الطلاب في جميع أنحاء البلاد خارج الجامعات مرددين شعارات من بينها "الموت للديكتاتور"، وسارت فتيات المدارس في شوارع طهران ملوحين بالحجاب في الهواء، وهي لفتة أصبحت تعبيرا مركزيا عن المعارضة، وأمر محافظ إقليم كردستان بإغلاق الجامعات على الأرجح لتجنب المزيد من الاحتجاجات، فيما ظلت المتاجر في جميع أنحاء البلاد مغلقة كجزء من إضراب أصحاب المتاجر المتزايد.وأفاد نشطاء بسماع طلقات نارية وانفجارات بشوارع مدينة سنندج مهد الاحتجاجات، وذكرت منظمة "هنغاو" الكردية لحقوق الإنسان، أن سنندج لا تزال تحت وابل كثيف من إطلاق النار، ولا يتوقف صوته في مناطق مثل بهاران والطريق السريع 25، قائلة إن النظام يريد خلق مجزرة أخرى في المدينة، وقال نشطاء إن شخصا واحد على الأقل قتل برصاص قوات الأمن إحدى القرى القريبة من مدينة سنندج.وفي طهران ومدن أخرى، نشرت مقاطع مصورة على الإنترنت، تظهر نساء يسرن في الشوارع دون ارتداء حجاب بينما تواجه أخريات قوات الأمن مع إشعال حرائق.وفي سياق متصل، حجزت السلطات جواز سفر اللاعب السابق علي دائي، أحد أبرز الأسماء في تاريخ المنتخب الوطني، بعد انتقاده تعاملها مع الاحتجاجات، وكتبت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن "مصادرة جواز سفر علي دائي تعود إلى ما كتبه على إنستغرام تعليقا على وفاة مهسا أميني".من جهتها، ذكرت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء أن وسائل التواصل الاجتماعي نشرت صورا تظهر طالبات في جامعة "الزهراء"، أبرز جامعة للفتيات فقط في إيران، وهن يرددن شعارات "أغرب عنا" و"الموت للظالم"، حينما وصل الرئيس إبراهيم رئيسي لإلقاء خطاب سنوي أمام الطلاب الموالين للنظام الإيراني، وأظهرت مقاطع مصورة أيضا الطلاب يحتجون في أحرام جامعية أخرى بالعاصمة طهران.