بشاير الخير

نافع حوري الظفيري

الجميع اليوم فرحان، إلا من يحمل حسداً وكرهاً لدولتنا الغالية الكويت، وذلك بعد أن اثبت الشعب، وبرلمانه، وحكومته كثيراً من التعاون والاتفاق على المضي قدماً في العمل من أجل وطننا، والرقي به الى مزيد من التقدم والازدهار، والتطوير.
لا شك ان تصافي القلوب، والرغبة بالعمل، والتضامن من اجل الانجاز يغيظ العدو ويفرح الصديق، وهذا ما ظهر في الآونة الاخيرة من بشائر خير عبر الاتفاق على جملة قوانين، رغم ان لنا ملاحظات على بعضها.
ايا كان، فلقد اثبت برلمان الكويت انه يعمل بديمقراطية صحيحة وصحية، وهو لا شك استفاد من التجارب الماضية، وبدأ يعلم ماذا يعني أن يكون الشعب هو المصدر الأول للسلطات، له الحق بالتعبير عن نفسه، ويتعاطى مع النواب من هذا المنطلق، وكذلك تعبيره، وملاحظاته، اكان عبر وسائل الاتصال او الاعلام عن المشكلات والأزمات التي تواجه البلد والحض على الاسلوب الامثل لمعالجتها، وهو ما حتم على النواب ان يعملوا بمسؤولية اكبر من الماضي.
فإذا كان الجميع يدا واحدة، ويعملون من أجل هذا الوطن، وبعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة، فإننا سنجد مجلساً قوياً، خلفه شعب مخلص بكل أطيافه ومشاربه، لان الكويت تحتاج إلى الكثير من العمل الدؤوب والصادق، لكي لا نلحق من سبقونا فقط، بل نتطور اكثر ونسبق الدول الاخرى في التقدم، لان لدينا الادوات الكثيرة التي لا يتمتع غيرنا بها.
لا شك ان هناك عوائق عدة فرضت تأخر قطار التنمية، وفي هذا الشأن الجميع يعرف تلك الأسباب، لكن نتمنى ان يكون قد عفا عليها الزمان، فنحن أبناء اليوم، ويجب أن نعمل لأبناء المستقبل بكل صدق ومسؤولية وطنية، فرفعة البلدان تكون بيد أبنائها، والكويتيون إذا عملوا أجادوا، وإذا وعدوا أوفوا، لهذا فلنجعل نهضة الكويت أمام أعيننا، ولنجعل منها "عروس الخليج" الافضل في الحضارة والتطور، وهذا ليس بعيدا عنا، ولننتبه لكل حاسد همه مصلحته الشخصية، ولا نجعل له مكاناً بيننا.
لا بد ان نحرص على تلك القافلة، وان تستمر في السير الى الامام، وان نحافظ على الراية مرفوعة ونسـلمها لأجيالنا القادمة لا تشوبها شائبة، ونجعل العالم ينظر إلينا بكل احترام واعتزاز.
فالكويت تستحق، وشعبها ينتظر الكثير منكم يا نواب الأمة، ويا اعضاء الحكومة، ونحن على ثقة تامة أن النفوس قد تصافت، ولا بد ان القادم أجمل بإذن الله تعالى.
اللهم أحفظ الكويت

محام وكاتب كويتي

[email protected]