الاثنين 23 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بطانة… البطانة
play icon
الأخيرة

بطانة… البطانة

Time
الاثنين 25 سبتمبر 2023
View
72
السياسة

زين وشين

في كل صلاة جمعة ندعو الله مخلصين ان يرزق ولاة امورنا البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير، وما فيه صلاح البلاد والعباد، بل ويصل الامر ببعضنا الى مخاصمة خطيب الجمعة ما لم يدع بمثل هذا الدعاء، والله سبحانه هو الذي يعلم اذا كان دعاؤنا مستجابا.
لكن ما نراه في حياتنا اليومية ان الامور بعامة تسير من سيئ الى اسوأ، مع الاسف الشديد، ومن واقع معرفة شخصية بولاة امرنا نؤكد، بما لا يقبل الشك، انهم في غاية الطيبة، ونؤكد حبهم وحرصهم الشديد على الشعب الكويتي، وتأثرهم وتفاعلهم مع مشكلاته، وحرصهم على حلها فما الذي يحول بينهم وبين الحلول؟
الجواب، بكل ثقة، البطانة ثم البطانة ثم البطانة!
المشكلة في بطانة السوء التي استطاعت ان تسيطر على مكاتبهم، وتحول بينهم وبين الناس، بل وتزين لهم الخطأ، ولا تنقل اليهم الصورة واضحة، لانها بطانة سوء مستفيدة من قربها من ولاة الامر، وقد استغلت ثقة كبار المسؤولين، وعاثت في البلاد فسادا، تحت شعار محاربة الفساد، وهم اساس الفساد، ويعملون على طريقة "من صادها عشاها عياله"!
بين الشعب الكويتي هناك عناصر وطنية كثيرة مثقفة، ومخلصة، وحريصة على مصالح الوطن العليا، بل وقريبة جدا من نبض الشارع الكويتي، الا انها، للاسف الشديد، مبعدة لا يؤخذ برأيها، ولا تسمع لها نصيحة بسبب تلك البطانة!
نقول، وبكل صراحة: ان المسافة حاليا بين المواطن الكويتي وكبار المسؤولين اصبحت بعيدة جدا، وعلى العكس من يطبل للبطانة قبل "المعازيب" فقد اصبح رضا المعازيب من رضا البطانة، ومن ترضى عنه البطانة تقربه، وينعم بالرضا التام، وقرب المسافة، اما السواد الاعظم من الكويتيين فهم مبعدون تماما عن دائرة القرار.
من اهم صفات صاحب القرار، والمركز الكبير، انه يعرف كيف يختار المحيطين به، ويجيد اختيار واجهته التي تواجه الناس نيابة عنه، او باسمه، وهذا مع الاسف ما نفتقده بشدة، لدرجة اننا لم نعد نعرف كبار مسؤولينا عن قرب، وهذا لم يكن ليحدث في الكويت طوال العقود الماضية، حتى قبل الاستقلال، فلم تكن هناك بطانة سوء تفصل بين الحاكم والمحكوم.
خطاب سياسي اثار استياء غالبية الشعب الكويتي، لكن بطانة السوء صورت انه كان محط اعجاب العالم اجمع، وليس الشعب الكويتي فقط، وانه ابدع وقدم ما لم يقدمه احد!
المسؤول صدقهم، فهل يعقل ان غالبية الشعب الكويتي مخطئة، وبطانته فقط هي الوحيدة الصادقة؟
قليل من التفكير من اجل ديرتنا…زين.

طلال السعيد

آخر الأخبار