الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

بعد الرحيل!

Time
الثلاثاء 16 مايو 2023
View
9
السياسة
طلال السعيد

لفت نظري اعلان كبير لاحدى الجامعات الاهلية تنعى فيه فقيد الكويت عبدالكريم عبدالقادر، واسأل، بكل صدق وصراحة، صاحب تلك الجامعة الذي تكلف مبلغا وقدره لهذا الاعلان: أين انت حين كان عبدالكريم حيا، ولماذا لم تصرف نصف او ربع هذا المبلغ لحفل تكريم تقيمه لهذا الانسان الفنان، او تهبه الدكتوراه الفخرية، مثل ما تفعل جامعات العالم، ألم تمنح جامعة مصرية الفنان محمد عبدالوهاب شهادة الدكتوراه الفخرية؟
اليوم فقط عرفتم قيمة هذا الفنان الذي هو احوج الان للدعاء من حاجته لاعلانكم المكلف؟
كذلك "بقايا" وزارة الاعلام خصصت البرامج لتأبين فقيد الكويت الراحل عبدالكريم عبدالقادر، فأين انتم عنه حين كان على قيد الحياة، ونذكركم انه منذ عشرين سنة لم تتم استضافته في برنامج من برامجكم، ومنذ نحو خمس سنوات لم تذع له اغنية في "تلفزيون الكويت"، وكذلك في محطات الاذاعة، ولم يتم تكريمه بأي صورة من الصور، فهل ما تفعلونه اليوم هو تكفير عن خطاياكم المستمرة في حق رواد الفن الكويتي والادب؟
ولماذا لم تدفعوا عبدالكريم عبدالقادر الى العالمية بعد الشهرة العظيمة التي حققها، ليكون سفيرا للكويت والفن الكويتي، وهذا الامر كان في ايديكم او انتم قادرون عليه، الا ان الامر لم يكن يهمكم في السابق، واكتشفتم (بعد الرحيل) مكانة هذا الانسان الذي ضيقتم الخناق عليه، فلم يصدر له تكليف واحد لتسجيل اغان جديدة منذ سنوات طويلة، بينما التكاليف تذهب الى "عوير وزوير"، ولم يعط منتجا منفذا لاغانيه لصالح اذاعة وتلفزيون الكويت منذ نحو 15 سنة، فهل حضور وزير الاعلام الى المقبرة لدفن الفقيد يكفر عن كل تلك الخطايا؟
استغرب جدا من دموع السادة المسؤولين حين يرحل احد الاعلام، وهم نفسهم كانوا سببا في دموعه فترة طويلة، بسبب تجاهله والتعتيم عليه، فقد اسند الامر الى غير اهله، وها هي اعمدة الفن والادب، وسفراء الكويت الى قلوب الملايين من الشعوب العربية، نقول: ها هي تتهاوى عمودا تلو الاخر، ولم يتبق الا قلة، وهم يصرون اصرارا على تجاهلها، وان تكرموا عليهم بتكليف صغير جدا يلف احدهم السبع لفات، ويدوخ السبع دوخات، بين مكاتبهم حتى يتسلم مكافأته بعد طول انتظار، وهذا هو الواقع لمن لا يعرفه، او يتصور، ان الفنان الكويتي الملتزم يعيش في نعيم!
اشعروا الرواد بقيمة ما قدموه، وكرموا ما تبقى منهم قبل الرحيل، وليس بعده، وادفعوا بالقادرين منهم الى العالمية، ولا تكتفوا بما يحققه هو، وبجهده الشخصي، على مستوى الخليج والعالم العربي، فطموحنا الذي قتلتموه عامدين متعمدين كبير جدا.
اما فقيدنا عبدالكريم عبدالقادر فهو الان ليس بحاجة الى اعلاناتكم، ودموعكم المفتعلة، ولا برامجكم السمجة التي تجاهلته في السابق، وتذكرته بعد ان رحل، هو بحاجة الى رحمة ربه، والدعاء من قلب صادق عله ينور قبره، ويرفع مكانته عند مالك الملك... زين.
آخر الأخبار