الجمعة 20 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بعد النظر بين السفاهة و"التطنيش"
play icon
كل الآراء

بعد النظر بين السفاهة و"التطنيش"

Time
الخميس 19 أكتوبر 2023
View
90
سامي العنزي

"لاتستهن بالسفيه"، هذه المقولة تقصدت ان اضعها بداية، وذلك لاهمية الامر وخطورته في حال عدم الالتفات الى السفهاء، وضربهم على رؤوسهم بيد من حديد، خصوصا في الاوقات والمواقف الصعبة.
نعم هم سفهاء، لكن، من قلة العقل وقصر النظر، ان لا نلتفت اليهم التفاتة تأديب، وكشف حقيقتهم.
ولو دققنا في وضع امتنا الاسلامية نجد ما وصلت اليه وفيه من وضع مهين، ووضع ثانوي جدا عالميا او الاخرى هي حال "اللاوضع"- الامة- الا اذا اراد السيد لها وضع ما لصالحه كان ذلك.
وما كان هذا او بالاحرى احد الاسباب المحورية التي اوصلتنا الى هذه الحال السيئة؛ عدم الالتفات الى السفيه وضربه على يده وراسه اولا باول.
نعم، تم التلاعب في مناهج التعليم لتغيير الثقافة والتاريخ والولاء والبراء، ونصمت مدعين عدم الالتفات الى السفهاء. اللعب في تربية الاجيال عن طريق وسائل الاعلام ونشر التربية المعوجة، نصمت ترفعا لعدم الالتفات الى السفهاء! الاعلام يتلاعب في الثقافة الشعبية اذا جاز التعبير، ويعمل على تغييرها، ونحن نقول: لا نلتفت الى السفاء.
هذه اقل ما اقول فيها كرجل اعلام؛ انها سفاهة عقل، وفقدان الرؤية المستقبلية، ولا يقول ذلك الا من صغر عقله، وقصر نظره.
نعم هناك سفهاء يجب ان لا نلتفت اليهم، لكن بحدود ضيقة جدا لا مطلقة.
نعم تطنيش السفيه بحدود ضيقة جدا، وانا اتحدث كرجل اعلام واعلم كيف هذا السفيه يستغل الصمت ليبني مع الوقت ثقافة جديدة دون المستوى مستغلا الصمت لصناعة مبتغاه، الثقافة الجديدة التي تدمر الاصول والثوابت مع مرور الزمن.
واذكر هنا من استفدت منهم في هذا الامر، وهو الاستاذ والفنان الكبير علي المفيدي (رحمه الله تعالى)، وهذا الموقف حصل بين 2000 و 2003، حين جلبنا مجموعة من الشباب لتدريبهم كمذيعين لاذاعة الكويت، وبصفتي مسؤولا في الاذاعة حينها؛ بين فترة وفترة نحضر نشاط الشباب وخصوصا حينما يكون العمل عمليا في الاستوديو، والحادثة بالفعل حدثت في استوديو دراما.
دار حوار بين الشباب واستاذهم حينها الاستاذ علي المفيدي، حول سفهاء الاعلام؛ فقال احد الطلبة: "نطنشه". تدخل هنا الاستاذ علي المفيدي بحدة قائلا: "لا يوجد شيء في الاعلام اسمه تطنيش".
وقال: "نعم ان كان السفيه واحدا ونتركه" نطنشه" وبعد خمس سنوات سيكون عددهم 50 سفيها، وسيكون حينها اثرهم في ثقافة المجتمع تأصيل السفاهة، وهذا امر خطير، والاخطر منه اذا كان هذا السفيه منظما، ويتقصد من اجل صناعة ثقافة السفهاء مع مرور الزمن لتغيير المجتمع لتسهل السيطرة عليه.
ومن ثم تسفيه الاهم والمهم ثقافيا مع الزمن وتعظيم الثانويات والترهلات الثقافية والفكرية، فلذلك لايوجد شيء في الاعلام اسمه "تطنيش" الا باضيق الحدود.(انتهى الاقتباس).
نعم فلذلك احبابي من يسفه ويتهم الجهاد الفلسطيني ضد العدو الصهيوني يجب بيان سفاهته، وقلة عقله ودينه، هذا ان لم يكن بالاصل خائنا لله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويعمل عميلا لصهيون بشكل او باخر.
إعلامي كويتي

سامي العنزي

آخر الأخبار