البعض يصفها بالإمبراطورية "الآيلة للسقوط" والبعض الآخر يرى أنها ستنجح في الاستدارة بقوة لتحقيق مفاجأة للجميع، وبين هذا وذاك تتأرجح الإحتمالات والسيناريوهات المستقبلية التي يضعها الإعلام والأوساط الصحافية والسياسية في المجتمع الأمريكي حول الإمبراطورية الإقتصادية المملوكة للرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" بعد خروجه من البيت الأبيض. العام الماضي كان عام سييء لكيانات "ترامب" التجارية، فقد إنخفضت ثروة الرئيس السابق إلى 2.3 مليار دولار من 3 مليارات دولار حين كان رئيسا، وفقا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، والوباء الذي تعهد بمحاربته حين كان في البيت الأبيض يتسبب الآن في تدهور أعماله وإيرادات شركاته.عام 2020 كان سيئاً للمرة الثانية، حين تدهورت سمعة شركات "ترامب" بدرجة مخيفة بسبب تداعيات هجوم الكابيتول والعنف الذي دار في موسم الانتخابات أواخر العام الماضي بواسطة أنصار الرئيس الجمهوري، الأمور تطورت إلى سجال قانوني وقضايا ومرافعات وتحقيقات مختلفة تشير بأصابع الإتهام نحو "ترامب" بتهمة التحريض على العنف، كل هذه التداعيات السلبية أضرت بمستقبل "الإمبراطورية" ووضعها تحت ضغوط.ويتورط ترامب فى أزمات قانونية عديدة منها التحريض على العنف في الكابيتول، محاولة التدخل في نتائج الانتخابات، التدقيق في إقراراته الضريبية وكشف التلاعبات، مراجعة ذمته المالية أثناء توليه الرئاسة، تحقيق جنائي مع مخالفات لمؤسسة ترامب، مراقبة نواب ديمقراطيين وانتهاك خصوصياتهم والتجسس.القطاعات التي تتخصص بها أنشطة أعمال "ترامب" وفي نفس الوقت تشترك في قائمة أكبر القطاعات التي تعرضت لخسائر بسبب الجائحة في السوق الأميركي في بدايات فترة الجائحة العام الماضي: الفندقة والترفيه، التجزئة، المقاولات، وتجارة الجملة.
يسكن الرئيس السابق في الوقت الحالي بمنتجع "مارا لاجو" ذو الـ 126 غرفة في "بالم بيتش – فلوريدا"، الذي اشتراه بـ 10 ملايين دولار عام 1985 وقام بتحويله إلى نادً خاص ومحل إقامة خاص به وبعائلته ومركز عمليات لإدارة الإمبراطورية الاستثمارية. كما يمتلك ترامب برجا مكونا من 58 طابقاً بحي مانهاتن في نيويورك والمُشيد منذ عام 1983، يُعد الملكية الأبرز على الإطلاق ضمن ملكيات ترامب الكثيرة والمتنوعة، ومع ذلك واجه "البرج" ظروفاً مالية صعبة بسبب الجائحة وتخلف المستأجرون عن السداد، ما تسبب في تراجع بـ 32% في إيراداته 2020 مقارنة بذورة 2018."دونالـــــــد ترامب" منهمك في الوقت الحالي بمعالجة مشاكله مالياً بهدف انتشال شركاته من مقصلة الركود والصدمات التي تعرضت لها جراء الجائحة، وفي نفس الوقت التركيز في الخروج من المشاكل القانونية بأقل خسائر ممكنة، لا تنسى أنه نفس الرجل الذي أعلن إفلاسه ست مرات ولم يتراجع بل كان يلمع أكثر مما سبق.لكن ورغم ضخامة حجم أصول "ترامب" رغم انخفاضها مؤخرا، إلا أن أهم أصل على الإطلاق يملكه يتمثل في رقم الـ 74 مليونا، والذي يمثل عدد الأميركيين الذين منحوه أصواتهم في الانتخابات الأخيرة التي خسرها.هذه القاعدة الجماهيرية الواسعة بجانب العلامة التجارية الصلبة لاسم "ترامب" هو شخصيا بغض النظر عن شركاته ووسائل الإعلام والصحافة والرأي العام الأميركي والعالمي يمثلان الأصول الحقيقية ذات القيمة التي لا تقدر بثمن وتُعد هى حجر الأساس والأرضية الصلبة التي يستطيع أن ينطلق منها "ترامب" نحو مستقبل مُبهر في حال نجح بالخروج من مشاكله القانونية والمالية.