بكركي ترفض أن يفرض "حزب الله" رئيساً... والراعي يرحب بـ"توافقي" ينال ثقة الجميع

بيروت ـ من عمر البردان:

مع رفع "حزب الله" وحلفائه وتيرة التصعيد السياسي المتصل بملف الانتخابات الرئاسية، في محاولة لمنع وصول رئيس سيادي للبنان، بعد نجاح مرشح المعارضة النائب ميشال معوض في اجتذاب عدد أكبر من الأصوات النيابية، تزداد الخشية من أن يكون مخطط الحزب واضحاً في إطالة أمد الشغور الرئاسي، حتى يتمكن من فرض شروطه، وهو أمر لاقى رفضاً واسعاً من جانب القوى السيادية والتغييرية، في الوقت الذي كشفت معلومات "السياسة"، أن بكركي أبلغت المعنيين رفضها أن يفرض "حزب الله" أو غيره رئيساً على اللبنانيين، لأن هذه المهمة موكل بها حصراً مجلس النواب الذي عليه أن يواصل اجتماعاته حتى انتخاب الرئيس العتيد.
وأشارت المعلومات، إلى أن الكنيسة المارونية تطالب النواب عدم الاقتراع بالورقة البيضاء، رافضة اللجوء إلى التعطيل، وإفقاد الجلسات نصابها القانوني، وفي الوقت نفسه فإن بكركي تؤيد رئيساً توافقياً ينال ثقة الجميع، سواء كان قائد الجيش العماد جوزف عون، أو سواه.
وفي الإطار، أكّد البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بُطرس الراعي أن لبنان بحاجة إلى رئيس يقضي على مسارات تغيير هوية لبنان، مُجدداً مطالبته بعقد مؤتمرٍ دولي خاص بلبنان وذلك في ظلّ فشل مجلس النواب بانتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة. واعتبر الراعي أنّ الرئيس التوافقي هو رئيس صاحب قراراتٍ سياديّة لا يُساوم عليها وهو الذي يحترم الدستور ويُطبّقه، وقال: "كلما وصلنا الى استحقاق الرئاسة يبدأ اختراع البدع للتحكم بمسار انتخاب الرئيس علماً أنّ الدستور واضح. قائلا إن الرئيس الذي نريدهُ هو رئيسٌ على مقياس لبنان واللبنانيين، ولا نريدُ رئيساً ضعيفاً يبتعدُ عن فتح الملفات الشائكة في البلد".
بدوره، رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، أن من وصفهم بالخفة السياسية والمصالح الضيقة لا تسهم في إنقاذ السفينة من الغرق المحتم، مشيرا إلى أن جلسة تعقد مرة في الأسبوع ولا توحي بالجدية، تشعر الجميع بأن النواب يستخفون بعقولهم ومسؤوليتهم، داعيا إلى عقد جلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس.
بدوره، شدد رئيس حركة التغيير إيلي محفوض، على ان المكونات اللبنانية الاسلاميةوالمسيحية لن تسمح بأن يكون الاستحقاق الرئاسي من صلاحية حزب الله، مشيرا إلى أن حسن نصرالله، يقتحم ملف الإنتخابات الرئاسة بشكل استفزازي دون مراعاة لوثيقة الوفاق الوطني، ومتجاوزا الأصول الدستورية.
ورداً على كلام البطريرك الراعي، رأى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، أن الحل السيادي الإنقاذي يمر عبر المجلس النيابي وليس بمؤتمر دولي. مشيرا إلى ان العامل الدولي والمحلي مختلطان بشدة والشلل الداخلي بلغ الذروة وان من يصنع التاريخ أو يضيعه الكتل النيابية وليس أي كيان آخر.
وفي سياق الجهود الدولية الهادفة إلى معالجة الأزمة اللبنانية، اتفق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفيا، على تعزيز تعاونهما لتلبية الاحتياجات الإنسانية للبنان، وقال قصر الإليزيه إن ماكرون بحث مع بن سلمان الأخطار التي تهدد استقرار المنطقة، لا سيما الأزمة السياسية في لبنان، وشددا على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن حتى يتم تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية الضرورية لتعافي البلاد.
من جانبه، شدد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، على ان أي رئيس قادم يجب أن تكون علاقته جيدة مع السعودية.