بكين: ضحايا "كورونا" الشرس إلى 106 أشخاص والمصابون 4515

عواصم- وكالات: يبدو ان جائحة "كورونا" الجديد التي تجتاح الصين، اخذت تتفاقم خارجها بعد اتساع رقعة انتشار الفيروس في دول عدة، فقد دخلت المانيا امس الى نادي دول "الفيروس القاتل" بتسجيل اول اصابة فيها امس، فيما اعلنت الصين ارتفاع عدد ضحاياها بسبب الوباء الجديد الى 106 اشخاص، وعدد المصابين المؤكد ناهز 4515 مصاب حتى مساء امس، في الوقت الذي قال عبر فيه الرئيس الصيني عن صعوبة مكافحة الفيروس الجديد، اذ نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية"شينخوا" قوله امس: "يجب على الصين الاعتماد على الشعب للفوز بالمعركة ضد وباء فيروس كورونا الجديد".
وكان الرئيس الصيني قد اصدر توجيهاته لمنظمات الحزب الشيوعي الصيني وأعضائه، طالبا منهم توحيد الشعب في تطبيق قرارات وترتيبات اللجنة المركزية للحزب بشكل حازم.
وشدد جين بينغ على" وضع مصالح الشعب في الاعتبار كأولوية قصوى في المعركة الحالية لمنع انتشار الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد ومكافحته".
اضاف: "يتعين على لجان الحزب على جميع المستويات إصدار أحكام علمية ودقيقة بشأن الوضع الوبائي، مطالبا بالوحدة في الزعامة والقيادة والعمل في أعمال الوقاية من الوباء ومكافحته"، فيما طلبت السلطات الصينية من مواطنيها بتجنب السفر للخارج في محاولة لوقف تفشي الفيروس، واعلنت الإدارة الوطنية للخروج والدخول" "إذا لم تكن هناك حاجة ملحة، يوصى بإرجاء القيام بالرحلة".
وتلافيا لمزيد من الانتشار تعمل السلطات في بكين على إلغاء سباقات كأس العالم للتزلج الالبي المقرر الشهر المقبل في الصين، ومن المتوقع أن يتخذ الاتحاد الدولي للتزلج اليوم القرار النهائي بشأن مصير السباقات المقرر أن تقام في يانجينغ في 15 و16 فبراير المقبل، وفي حال إلغاء السباقات، سيشكل ذلك صدمة للاتحاد الدولي للتزلج وكذلك للصين، التي كانت تعتزم استغلال الفعاليات لاختبار المرافق التي ستستضيف أولمبياد بكين الشتوي في عام 2022.
كما أعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة، اول من امس نقل بطولة السيدات المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020 من الصين إلى صربيا، واوضح جرى نقل البطولة من فوشان إلى بلغراد لكنها ستقام في موعدها المحدد بين السادس والتاسع من فبراير المقبل.
وكانت واحدة من البطولات الثلاث الأخرى لفئة السيدات مقررا لها في بلجراد، بينما تقام واحدة في لو بورجيه بفرنسا وأخرى في اوستند ببلجيكا.
وأشار الاتحاد الدولي لكرة السلة إلى أنه كان هناك أفضلية بالنسبة لصربيا نظرا لأن مواطني الفرق الأربع المشاركة في البطولة وهي الصين وبريطانيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا، يحق لهم دخول صربيا من دون تأشيرة.
دوليا، فعِّل الاتحاد الأوروبي نظامه الداخلي للإنذار السريع لمشاركة المعلومات، حيث يراقب تفشي الفيروس الجديد بعد ظهور أولى حالات الإصابة في التكتل في فرنسا وألمانيا.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية دانا سبينانت:" أن مفوضي الاتحاد سوف يناقشون المسألة غدا (اليوم)، كما ان مركز تنسيق استجابة الطوارئ في الاتحاد سيبحث الأمر مع الدول الأعضاء"، في الوقت الذي فيه أعلنت الحكومة اليابانية أنها ستجلي اليوم نحو 200 مواطن ياباني من مدينة ووهان حيث بؤورة تفشي الفيروس
كما ارسلت وزارة الصحة أطباء وممرضات ومسؤولي حجر صحي إلى المواطنين العائدين لإجراء فحوصات طبية لهم على متن الطائرة.
وأعلنت وزارة الصحة اليابانية، امس، أن رجلا في الستينات من عمره من مقاطعة نارا، أصيب بفيروس كورونا الجديد رغم أنه لم يزر الصين من قبل، غير انه قاد حافلة مع سائحين صينيين قادمين من مدينة ووهان الصينية مرتين خلال الشهر الجاري.
وقال وزير الخارجية توشيميتسو موتيغي: "من المقرر أن تعود الطائرة إلى اليابان غدا(اليوم)، وأن الحكومة سترسل مزيدا من الطائرات بسبب رغبة إجمالي 650 يابانيا يقيمون في ووهان، في العودة إلى بلادهم".
وفي الوقت الذي اعلنت فيه سول عزمها اجلاء رعاياها من مدينة ووهان، كشفت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن وضع 92 جنديا كوريا جنوبيا في الحجر الصحي في إطار إجراءات منع تفشي الفيروسفي البلاد، وكان هؤلاء الجنود زاروا الصين اخيرا، وتأتي هذه الخطوة بعد تسجيل أربع حالات إصابة مؤكدة بالفيروس في سول.
وقال المتحدث باسم الوزارة تشوي هيون سو: "لم يتم تسجيل حالات إصابة مشتبه بها في صفوف الجيش حتى الآن. ولكننا نقوم بعدة إجراءات كخطوات احترازية".
امس اعلنت الفلبين تعليق إصدار التأشيرات لدى الوصول للمجموعات السياحية الصينية، قرر مكتب الهجرة في مانيلا وقف نظام إصدار التأشيرات موقتا لمنع انتشار الفيروس، فيما قال مفوض مكتب الهجرة جايمي مورينتي:" لا يوجد أمر لمنع الصينيين من دخول البلاد، اما تعليق نظام التأشيرة عند الوصول هو إجراء استباقي لإبطاء السفر"، وبينما لم يتم تسجيل حالات مؤكدة للإصابة بالسلالة القاتلة الجديدة من الفيروس في الفلبين، ولكن تتم مراقبة 27 حالة مشتبه بها.
اما في ماليزيا فقد دعا الملك السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه، امس، المسلمين في بلاده إلى أداء صلاة الحاجة، في ظل المخاوف المتصاعدة من تفشي الفيروس، ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية عن مشرف القصر الوطني، أحمد فاضل شمس الدين، قوله: إن الملك وجّه هذه الدعوة للجوء إلى الله، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات لازمة أخرى للوقاية من فيروس كورونا الذي بدأ ينتشر بسرعة في الصين ودول أخرى بما فيها ماليزيا".
وفي تطور جديد أعلنت هونغ كونغ إلغاء خدمات القطارات والعبارات من وإلى البر الرئيسي الصيني في محاولة لمنع تفشي الوباء، وقد أعلنت الرئيسة التنفيذية كاري لام في مؤتمر صحافي، وهى تضع قناعا للوجه عن الإجراءات الجديدة، التي تشمل حظر حركة النقل الجوي وأشكال الانتقال الفردي الأخرى. كما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية امس تحذيرا من السفر إلى جميع أنحاء الصين، وحضت الاميركيين على "إعادة النظر" في أي خطط لزيارة الصين، وقالت في إشعار لها: "نطالب بإعادة النظر في السفر إلى الصين بسبب فيروس "كورونا" الجديد الذي تم اكتشاف أول حالات الإصابة به في مدينة ووهان الصينية، مشيرة إلى أن بعض المناطق زادت بها مخاطر الإصابة"، في الوقت نفسه تستعد الهند لإجلاء مواطنيها من الصين، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية:" لقد بدأنا العملية من أجل إجلاء الرعايا الهنود".
أضاف: "سفارتنا في بكين تعمل لتأمين وسائل نقلهم وتتواصل مع السلطات الحكومية الصينية ورعايانا في هذا الشأن".
تجدر الاشارة الى اكتشاف حالات إصابة بالفيروس في أستراليا وكندا وفيتنام وألمانيا وماليزيا وكمبوديا ونيبال وكوريا الجنوبية وسنغافورة والولايات المتحدة وتايلند وفرنسا واليابان، فيما وامتنعت منظمة الصحة العالمية حتى اليوم عن إعلان حالة الطوارئ الدولية، معربة عن ثقتها من قدرة بكين على التعامل مع الفيروس والحد من انتشاره.
وكانت سيريلانكا اعلنت امس رصد اصابة لمواطنة صينية كانت قدمت من ووهان الى سيرلانكا للسياحة، وكذلك تركيا حيث عزلت تسعة سياح صينيين، ومواطنين تركيين، بعد ظهور اعراض المرض على احد السياح.
وامس اعلنت منظمة الصحة العالمية اتفاقها مع السلطات الصينية لارسال خبراء دوليين اليها في اقرب فرصة لقيادة الاجراءات العالمية ضد الوباء الاخذ بالانتشار.