بلاغات حفر في الطرق
شفافيات
د. حمود الحطاب
أعلنت وزارة الاشغال انها تلقت في شهر يناير الفائت 3310 بلاغات في موضوعات تخص حفر الطرق، ونحوها.
عبء عظيم، وتركة خراب تنوء بها الجبال، جاءت على كاهل معالي وزيرة الاشغال الحالية المهندسة الدكتورة نورة المشعان.
لم تقف الوزيرة المخلصة موقف المتألم المتثاقل من هذا العبء، الذي ناداها باصلاحه الشعب الذي تضرر سنوات طويلة من حفر الشوارع، وتطاير الحصى.
وليت الامر قد توقف عند هذا الحد؛ لكن المصيبة ان قيادتنا لسياراتنا قد أصبحت اشبه بقيادة السكارى، وما هم سكارى، فنحن نقودها يمنة، ثم ننعرج بها يسرة، ثم نعود يمنة مرة اخرى، تفاديا للحفر المجنونة، الحفر النيازكية والسرطانية التي أصبحنا نعرف اماكن أكثرها، ونطب فيها متعمدين مرات ومرات بسبب عدم قدرتنا على المناورة، وتفاديا للحوادث التي حتما ستقع لو استمررنا في تلك المحاورات، والمدافش، مع تلك الحفر والمطبات.
معالي الوزيرة شدت حيلها من البداية، وبدأت بـ"الدائري الرابع"، وهو طريق يمر بالعديد من المناطق، ورصفت اكثر الحفر الفتاكة فيه، في ليلتين، ثم استمرت في اصلاح بقيته مشكورة.
ولو كان العبء الوزاري كله على الوزيرة هو اصلاح حفر الشوارع، وقضت في هذا كل الوقت المقرر لها في الوزارة من دون ان تعمل اي شيء آخر لكفاها تعبا، ومعاناة، وعملا مفيدا، أن تعيد الى الشوارع حيويتها ونشاطها الطبيعي، وترحم الناس من اخطار الهلاك والاصابات، وتوفر عليهم المال في اصلاح مركباتهم.
الشوارع الرئيسة، يا معالي الوزيرة، كما هو واضح في خطتك لها الاولوية، كما فهمنا، فإذا تم اصلاحها فقد وفرت للدولة مليارات الدنانير، واكسبت الشوارع سلاسة ومرونة في الحركة، ثم تأتي بعد ذلك عمليات ترقيع واصلاح الشوارع الفرعية، والتي في بعض المناطق او المستشفيات، ونحو ذلك. والامر متروك لتقديراتك الهندسية وللامكانات، والله معك… وقواج الله.
كاتب كويتي