الجمعة 25 أبريل 2025
31°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

بلال بن رباح... أول مؤذن ومسحراتي في الإسلام

Time
الأربعاء 14 أبريل 2021
View
40
السياسة
إعداد – أحمد القعب:

كان للصحابة والسلف الصالح -رضي الله عنهم- السبق في الاحتفاء والتبرك بشهر رمضان المعظم، تمكن بعضهم من ختم القرآن يومياً، ومنهم من زاد عن ذلك، فكان يختم الذكر الحكيم أكثر من مرة، ومنهم من تفرغ في أغلب يومه للعبادة والتقرب إلى الله، وتحفل مرويات السلف الصالح بالكثير من مظاهر اجتهاد الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- وتسابقهم في الفوز ببركات هذا الشهر الكريم، التي نستعرض نفحات منها في هذه الحلقات، لنعيش مع يومياتهم في رمضان؛ لعل بعضنا يتذكر أو يتأسى.

بلال بن رباح - رضي الله عنه - أول من دعا المسلمين للصلاة، وأول من رفع اسم الله في المساجد، كان مدافعًا عن الرسول، وحاميًا وفاديًا له في المعارك، دائم الذكر في النهار، وقارئا للقرآن في الليل حتى قرب السحور، ليبدأ فصل جديد من عمل الخير في شهر رمضان.
مع بداية فريضة الصيام، كان للصحابي الجليل - رضي الله عنه - دور مشهود في احياء ليالي شهررمضان، وتحدثنا كتب السيرة بأنه كان من أوائل الذين قاموا بممارسة عمل "المسحراتي"، فكان يقوم بإيقاظ النائمين في موعد تناول السحور ومن ثم صلاة الفجر، يجوب الطرقات ليلاً، داعيا الناس للسحور بصوته العذب، تنفيذا لتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم.
ولد بلال بن رباح الحبشي القرشي التيمي، في مكة المكرمة سنة 42 قبل الهجرة، كُني بأبي عبد الكريم وأبو عبد الله وأبو عمرو، كان عبدا في الجاهلية، وعذب لإسلامه أشد العذاب إلى أن اشتراه الصديق أبو بكر رضي الله عنه، واعتقه ونال حريته في الإسلام، وزادت مكانته، فلازم الرسول، وشهد معه جميع الغزوات، توفي في عام 20 هجريًا، وحال احتضاره نادت امرأته: واحزاناه! فقال: "واطرباه! غدًا ألقى الأحبة محمدًا وحزبه "، ومات بدمشق ودفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق، وهو ابن بضع وستين سنة.
كان لبلال بن رباح مكانة رفيعة في الإسلام بعد أن حط من قدره، ومكانته وقيمته أعداء الإسلام من المشركين، فتحدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه عن تضحيات بلال ومعاناته، فخاطبه ذات يوم: لقد أوذيت في الله، وما يؤذى أحد، وأخفت في الله، وما يخاف أحد، ولقد أتت علي ثلاثة من بين يوم وليلة، وما لي وبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا ما يواري إبط بلال".
وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله مؤذنان بلال، وابن أم مكتوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بلالاً يؤذن بالليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، قال، ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا، ويرقى هذا.
وروى مسلم بسنده عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال لبلال عند صلاة الصبح: يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة؛ فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة، فقال بلال: ما عملت عملاً في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت بذلك الطهور، ما كتب الله لي أن أصلي.
وروى البخاري بسنده عن عمر قال: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، يعني بلالاً، وكان بلال أول من أذن للصلاة، وهو مؤذن الرسول؛ فعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله: "نعم المرء بلال، هو سيد المؤذنين، ولا يتبعه إلا مؤذن، والمؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة"، فكان ينادى في الناس نهار رمضان وليله، لأداء واجب الصلاة، ويسعي بينهم للتنبيه بأوقاتها وساعات الافطار وساعات الصيام وله بكل مناد ومجيب حسنة.
آخر الأخبار