"بلاني زماني" اكتشاف جديد للنصار ورامز تكرار

كتب - مفرح حجاب:

لايزال الجمهور العربي متعلقا بما يعرضه التلفزيون من أعمال خلال شهر رمضان، فالكثير من خبراء التكنولوجيا والمهتمين بوسائل الإتصال وكذلك العاملين في الساحة الفنية، كان يتوقع تراجع مشاهدة التلفزيون والاعتماد على وسائل "السوشيال ميديا" في متابعة كل جديد على الساحة الفنية، لكن على ما يبدو ان الشهر الكريم كشف الستار وأظهر حقيقة شغف الناس بالشاشة والبث الفضائي، الذي ظهر جليا مع تفاعل الجمهور مع كل ما يعرض، والدليل الحوارات التي تحدث بين الجميع عبر وسائل الاتصال، خصوصا في ظل وجود تباين كبير في الأعمال، التي تعرض سواء على القنوات الخليجية أو العربية، حيث كثيرا ما يحدث تراشق هذه الأيام بين المشاهدين والقائمين على الأعمال الرمضانية.
المتابع لحلقات البرنامج المنوع "بلاني زماني"، يجده عملا كوميديا منوعا يعتمد في المقام الأول على الدراما وهذا افضل ميزة فيه، فهو تقريبا لا يعتمد على التقليد بشكل مباشر ولكنه يرتكز على فكرة يتم تجسيدها دراميا وهي تختلف في كل حلقة عن الأخرى، وهو من الأعمال التي يقود بطولتها الفنان حسن البلام وأحمد العونان وانتصار الشراح ومعهم مجموعة من الفنانين الشباب بينهم عبدالعزيز النصار، فهد البناي، خالد المظفر.
هذا العمل رغم انه يتمتع بذروة المشاهدة الا انه كان بحاجة الى عمق في الأفكار ليكون اكثر كوميدية رغم ان المخرج أحمد الدوغجي هو من يقود إخراجه، لكن الجميل في "زملاني بلاني" هو اكتشافه قدرات جديدة للفنان عبدالعزيز النصار، الذي برز في هذا العمل بشكل مفاجىء واظهر الكثير مما لديه، ما يؤكد انه سيكون له مستقبل كبير في عالم التمثيل، حيث استطاع ان يوظف "الكاريزما" التي يتمتع بها وقدم كركترات مميزة.

مقالب
أما برنامج المقالب السنوي، الذي يقدمه الفنان المصري رامز جلال ويعرض هذا العام بعنوان "رامز في الشلال"، فيظهر بوضوح مدى التشابه الكبير بينه وبين البرامج التي قدمها من قبل، ورغم الإمكانيات الكبيرة والتسهيلات التي تقدم في تنفيذ مثل هذا البرنامج سواء استخدام طائرة خاصة لنقل الضيف الى منطقة التصوير، فضلا عن المغريات التي تقدم للضيف لكنه عرض دون جديد.
الغريب أننا تعودنا في البرامج الرمضانية التي يقدمها رامز ان يخرج النجوم المشاركون فيها بعد فترة من الزمن ويعلنوا للجميع أن هناك اتفاقا مسبقا، والوحيد الذي لا يعلم عنها هو الجمهور، وبصرف النظر عن هذا الأمر لكن من تابع البرنامج السنوات الماضية في "رامز تحت الصفر، رامز قرش البحر" سيجد ان الفكرة نفسها وانما يتم تغيير المكان فقط ولا جديد فيها الشلال هو نفسه البحر والثلج، فضلا عن عدم وجود متعة حقيقية هذا الموسم سوى الإفيهات التي يسخر فيها من النجوم دون علمهم، والتي كثيرا ما تظهرهم بشكل غير لائق امام المشاهدين بسبب كم السخرية، لذا إذا اراد رامز جلال ان يستمر في هذه البرامج، فعليه تطوير ادواته من خلال فكرة جديدة، ويبتعد عن الاتفاق مع المشاركين.

"شقة فيصل"
مسلسل "شقة فيصل" من بطولة كريم محمود عبدالعزيز، ايتن عامر، صلاح عبدالله، احمد فتحي، نسرين أمين وتتصدى لإخراجه شيرين عادل، العمل يتحدث عن واقع مرير في تركيبة الأسر الموجودة في الأحياء الشعبية والتناقض بين الحلال والحرام والتمسك بالقيم رغم الفقر، لكنه يظهر في الجانب الآخر مدى بشاعة تجار المخدارات وما يفعلونه في المجتمع، وأجمل ما في هذا العمل هو الفنان صلاح عبدالله، الذي يحتسي الخمر طوال الحلقات التسع التي شارك فيها، حيث اثبت انه ممثل من طراز رفيع وكوميديان من الدرجة الأولى، فرغم سكره يشعر بما تفعله الحياة به وبمن حوله فهو على استعداد ان يتنازل عن كل شيء مقابل المال الا انه جعل الجميع يتعاطف معه، العمل لم تظهر كل ملامحه سوى ان هناك شابا يعيش مع والدته في مكان بعيد، شاءت الظروف ان يفترق عن والده، فقرر ان يذهب اليه ليجده متزوجا من راقصة تصغر ابناءه وتقوم بالإنفاق عليه، لأن ليس لديها هي وشقيقتها مأوى سوى هذه الشقة، يصل الابن الى والده لكنه يتهم بالسرقة ظلما ويتم ايداعه السجن ثم يخرج بعد براءته من التهمة، ويفارق والده الحياة ولا يجد مقبرة يدفنه فيها مما يجعله يذهب به الى مقابر الصدقة.
العمل فيه جهد كبير ويبدو ان المخرجة شيرين عادل ستكشف النقاب عن محاور درامية أكثر خلال الحلقات المقبلة، طالما كانت لديها قناعة بهذا النص وبامكانيات كريم محمود عبدالعزيز .