بلد الاستثناءات

طلال السعيد

يقال إن مدرّسة قصت شعر طالبة، والمدرّسة تنفي، والطالبة تؤكد، والقضية قيد التحقيق.
المهم ان ردة فعل الحكومة "الرشيدة"، انها منعت دخول المقصات (جمع مقص) الى المدارس.
هذا هو الحل برأي حكومة اللا قرار، التي تأتي قراراتها دائما كردة فعل على حدث معين، فهم لا يريدون معالجة القضية من اساسها، وبرأيهم ان منع المقص من الدخول هو الحل!
من ناحية اخرى فقد فرضت الحكومة مبلغ تسعة دنانير على دخول الاخوة الاشقاء المصريين على اساس المعاملة بالمثل، ثم خرجت علينا الاستثناءات، حامل الاقامة يستثنى، والقرار "يرقل" والضرس لا من رقل لا بد من شلعته!
يعني القرار سوف يلغى قريبا جدا، والبركة بسعادة المستشار الوافد الذي له تأثير قوي على صاحب القرار، واتوقع ان الفقرة المقبلة من الاستثناءات سوف يستثني السادة المستشارين الوافدين وابناءهم وعائلاتهم وجيرانهم، ومن برفقتهم على الطائرة نفسها! وهكذا يكون ممنوع علينا ان نمارس حقنا المشروع بان نعامل الاخرين كما يعاملوننا، فقرارهم لا استثناء فيه، يزعل من يزعل ويرضى من يرضى.
يقال: ان من يهن يسهل الهوان عليه، لذلك لا يجب ان يتخذ القرار الا بعد دراسة، واذا اتخذ فيجب ان تكون هناك قوة تحمي القرار، وتفرضه وتحافظ عليه، انما حين تكون الدولة كلها "دولة استثناءات"، فعلينا ان نتوقع غير المتوقع!
الذي يجب ان يعرفه الجميع اننا بأمس الحاجة الى القوة في هذا الوقت بالذات، واقصد فرض هيبة الدولة، والهيبة تحتاج دائما الى قرار قوي لا يرتجف، ولا يقبل الاستثناء، فمتى ما كان هناك استثناءات ضعف القرار، واهتزت هيبة الدولة، وقد يفسر ذلك على انه ضعف، والضعف عواقبه وخيمة، خصوصا حين تتدخل دولة، وتمارس عليك الضغوط، فتتدخل بشأنك الداخلي، واذا سمحت بذلك ولو لمرة واحدة سوف يصبح الهوان عادة، وهذا مالا نقبله على بلدنا نهائيا.
نحتاج الى القرار القوي الذي نحترمه نحن، ونفرض احترامه على الاخرين، اما اذا استمر الوضع على ما هو عليه استثناء يليه استثناء اخر، فعلى الهيبة السلام، فالمهم هو عدم التراجع، فالموضوع قرار دولة وليس قرار صاحب دكان مخالف يخاف من مفتش البلدية... زين.