طلال السعيدما بين سلة رمضانية و"ماكلة" رمضان، ومساعدات رمضان، وموائد إفطار الصائم في كل مناطق الكويت واغلب مساجدها، ناهيك بزكاة السر والعلن، والديوانيات المفتوحة طوال الشهر الكريم، هذا شهر الخير، وهذا بلد الخير الذي جبل أهله على فعل الخير في كل اتجاه، فأعطاهم الله سبحانه على قدر نواياهم، نسأل الله عز وجل ان يحفظ الكويت وقيادتها واهلها من كل شر ومكروه!لكن الملاحظة المهمة التي يلاحظها كل كويتي يرتاد المسجد في كل مناطق الكويت، الا مارحم ربي منها، هو اختفاء دور المسجد في مجتمعنا عكس ما كان في السابق حين كان ائمة المساجد من اهل الكويت يتفاعلون مع هموم المواطن، ويشعرون بشعوره، ويحرصون على مجتمع المصلين يتفقدون الغائب، ويعودون المريض، ويباركون للمتزوج، ويدفنون المتوفى، ويمارسون الدور المطلوب من امام المسجد، الذي غالبا ما يحترمه الجميع لمكانته الاجتماعية، لكن حين اصبح الامام وافدا والمؤذن وافدا اغلبهم من اصحاب الشهادات المزورة، والفتاوى المعلبة، مثل ارضاع البالغ الى تحليل الربا وغيرها، الاّ ما رحم بي منهم، فيا ليت وزارة "الاوقاف" تعود لسابق عهدها، وتغتنم دخول الشهر الفضيل لتراجع بشكل جاد علاقة المسجد بالمجتمع المحيط ،على الأقل، ان لم يكن في المنطقة كلها، فقد افتقدنا الدور الحقيقي للمسجد بعد ان كان زائر المنطقة اول ما يزور مسجدها ليتعرف على أهلها، ولا أتصور ان مسؤولي "الاوقاف" يجهلون هذه الحقائق التي طمسها الامام الوافد، فاختفى الدور الحقيقي للمسجد، والوزارة المسؤولة لا تزال تتجاذبها التيارات والأحزاب، وكل حزب يحاول ان يقوي نفوذه مستغلا تعاطف الوزير معه، وهكذا ضاع للدور الحقيقي للمسجد، والله المستعان...زين.